مقالة للأطفال تبين وجوب التلاؤم بين الشكل والمضمون


بقلم محمد الناصر النفزاوي
6 أوت 2019

سألني حفيدي عن معنى الشكل والمضمون اللذين أكثر من الحديث عنهما في كل شيء تقريبا حتى في علاقتي بالعجوز زوجتي و بابنتي  وكان علي أن أجيبه وأجيب ابنتي مراعيا صغر سنهما لأنني لا أقبل  أي هروب من الأسئلة ومنها سؤال من أين ولد فأجيب  فأجيب من سرة  الأم .

لابنتي بسطت الأمر فذكرتها بالمثل الشائع في فضائنا وهو :
لا يغرك نوار الدفلة في الواد داير الظلايل ولا يغرك زين الطفلة حتى تشوف الفعايل

مثلما أنه شائع في التراث :
ومن خبر الغواني فالغواني    ضياء في بواطنه ظلام

هذا المثل الشعبي مثل البيت الشعري  يعبران معا  عن ضيق بحالة غياب التواصل والتنسيق و صينچهچريساتيون سواء أتعلق الأمر بالانسان الفرد أو بما هو أكثر من الفرد مثلما هو الشأن في برلمان تونس السلفي الذي هو قوقع في نظر المنسبة أو نوار الدفلة في المثل الشعبي والغانية في بيت المتنبي : زينة المظهر والشكل لا يبررها الواقع الحي الذي في امكان أي واحد أن يلمسه ولا سبيل الى الغاء هذا التناقض الصارخ بغير تقليص هذا التناقض الى أقصى حد ممكن وهذا صعب لأن البرلمان هو منتج غربي صرف واكب نمو البورجوازية الغربية اقتصادا وتطور دماغ و اقتضي مدة طويلة لأنه قام على أساس من تنامي شعور الفرد بما له وما عليه أي بما يلغي كل انتماء الى العرش والقبيلة والجهة .

أما حفيدي فقد أجبته :
كنت تكثر من اقتلاع كل ما يظهر لعينيك  من النباتات فهل مات واحد منها عندما " تمنجله"  ؟
أجاب لا .
سألته لماذا وفلم يجب .
قلت له :
هي لم تمت عندما " منجلتها " لأنها تستمد حياتها مما لا تراه أي من جذرها و " سرتها " وهذا الجذر في حالة القمح حبة صغيرة تولد سنبلة وأنت لست أكثر من حبة في هذه السنبلة مؤهلا ان صلحت لتوليد ما هو حب  صالح . أمك بذرة ياصديقي  تماما مثل أبيك وما كنت " تمنجله " ليس الأصل   !

رأيته يتمعن في لأن أمه قالت له : لا تكثر على جدك فهو لا يحتمل حرارة مثل حرارة هذه السنة !

لأول مرة ألاقي صعوبة في التعبير عند محادثة الأطفال لأنني غير مهيء لذلك.