بقلم محمد الناصر النفزاوي

إلى التونسيين:
حذار فأختنا  الجزائر تحرّق الأرّم على القطرجيين

أرى اليوم العلاقات بين النظامين الجزائري والليبي الجديد تزداد سوء وأرى لزاما عليّ أن أبدي في هذا الأمر رأيي.

لقد كتبت منتصرا لما حدث في ليبيا منذ البداية وكتبت لائما النظام الجزائري على عجزه عن تجاوز ما تعيش الجزائر من انغلاق سياسي لن يقيها من الأخطار الداخلّية والخارجيّة على حدّ سواء كما قسوت أيّما قسوة على النظامين الجزائري والمراكشي في ما يتعلّق بقضيّة الصحراء وسباق التسلّح بينهما.

كنت أنطلق في نظرتي هذه من إيماني المغربي بأن هذه المنطقة قادرة، طال الزمان أم قصر، على الاعتماد على نفسها في حلّ مشاكلها المغربية الداخليّة، شعار الموقع في ذلك " من لم يكن مغربياّ فلا يدخل علينا".

وما ذا أرى اليوم وعامة المغاربة لا يتفنّنون إلا في "هتك أعراض" شعوبهم المغربية بسبب مقابلة كرة قدم ؟

أرى بلاد الخليج التي لا يربط بينها وبين بلاد المغرب غير محمّد في النصف الأول من  القرن السابع الميلادي تندفع بوحي لا محمدي ولكن أمريكي لغزو بلاد المغرب بدءا بليبيا وصولا الى موريتانيا  وكأن  هذه البلاد ما زالت في هذا الزمن تحتاج الى نماذج ـ قدوة إما ايرناية أو خليجية أو تركيّة وفوق الكل "رحمان رحيم" هو الولايات المتحدة.

إنّ كل من تعاطف معه المغاربة بسبب الإسلام الجامع لم ير في المغاربة إلا تابعا.كان ذلك قديما ويتكرّر ذلك اليوم: هذه التبعية السياسية ساعد عليها ليس الدين وحده ولكن تخطيط سياسي محكم كان من نتائجه تضخّم عدد المغاربة الذين تشغلهم قضايا بلاد الخليج وباكستان وأفغانستان أكثر مما تشغلهم قضايا بلدانهم الاجتماعية والاقتصادية حتى أصبح لا يقارن إلا بعدد من يسعون الى الهجرة السرية الى بلدان "أوربا الكافرة" !

من الذي يقف وراء هذا المخطّط ؟ هل هو حقا الوهابيون والقطرجيّون ومرتزقتهم الإيديولوجيون ؟

إنني لن أعتقد أن هؤلاء قادرون على "إبداع" شيء من هذا.

 لذلك أنا مجبر اليوم على التصريح بأنني بالقدر الذي أدعو به النظام الجزائري الى القيام بإصلاحات تقنع الجزائريين، أعبّر  عن مساندتي غير المشروطة لموقف الدولة الجزائرية من دويلة قطر ومن يقف وراءها.

إذ عندما يتعلق الأمر بمصير بلد مغربي مثل الجزائر فانّه لا يستوي الذين " يصمتون والذين لا يصمتون".