الطريق الجديد ، 9 أوت 1988
قراءات في سطور المدينة ، محمد الناصر النفزاوي

ونصيبي من الأفــــــق !

لو أردنا أن نقرّر واحدة من الحقائق الانسانيّة العامّـــة التي لا يختلف  فيها اثنان لقلنا مثلا :
" مـــا أضيق العيـــش لـــولا فسحـــــة الأمــــل ! "
فالأمل في التغيير ( ويدخل ضمن ذلك  تغيير الانسان وضعه من حسن الى أحسن ) هو الحافز الأساسيّ والمحرّك الأوّل لحياة الانسان .
وقد يكون هذا التغيير  ماديّا وقد يكون ثقافيّا ولكنّ أفضل تغيير هو ما يجمع بين هذين البعدين.
هذا الكلام أردنا أن نقدّم به لمسألة شغلت بال المدرّسين منذ مدّة ليست بالقصيرة سواء أكانوا في التعليم الابتدائي أو الثانوي هي مسألة فتح الآفاق التعليميّة
واذا كانت قد وجدت بعض الصيغ لحلّ هذه المسألة على صعيد التعليم  الثانوي وبغضّ النظر عن الآراء المختلفة حول هذه الصيغ فانّ نظرة معيّنة الى التعليم الابتدائي واطاراته التعليميّة حالت دون مقاربة جدّية لهذه المسألة.

ان المختصّين يكادون  أن يجمعوا على أنّ معلّمات الترشيح ومعلّميه يعدّون من أفضل المدرّسين ومع ذلك فانّه لم يقع التفكير  في تأسيس معهد للتكوين المستمرّ شبيه  بما تأسّس لمدرّسي التعليم الثانوي  يسمح للطّموحين منهم أن يحسّنوا من مستواهم العلمي والثقافي ووضعهم المادي على حدّ سواء . والحجّة المعتمدة هي أنهم ليسوا حائزين على الباكالوريا وأنّ شهادة الكفاءة CAP لا يمكن معادلتها بالباكالوريا .
انّ النظرة الميكانيكية الجامدة هي التي تمنع صنفا متميّزا في سلك التعليم من ممارسة حقّه في أمل لا يعتمد  " الصدقة " ولكن الجهد في العمل والدراسة في نفس الوقت فيقع حصر هذا الصنف في مستوى معيّن لا ينفتح على بقيّة المستويات والحال هي أن من يتتبّع بعض حالات المعلّمين عندنا ممّن أتيحت لهم فرصة التجاوز سيجد من بينهم كثيرا من  الكفاءات المتميّزة بيداغوجيّا وعلميّا .
لقد حان الوقت ، في نظري ، وخاصّة بعد اقرار مبدا المدرسة الأساسيّة أن ننظر الى هذه القضيّة نظرة تعتمد العمل من ناحية وطموحات المنتجين الثقافيين المشروعة من ناحية ثانية فالمعلّمون لا يطلبون " لفتة كريمة " في هذا المجال وانّما يطلبون حقّا يبرّره المنطق وقدرة الكثيرين على اثبات امكاناتهم رغم ظروف العمل الصعبة. ولهذا ففي الامكان ، بعد  احداث كليات ومعاهد في كثير من مناطق الجمهورية ، أن يقع التفكير في احداث برامج " دروس عن بعد "  اضافة الى حلقات مغلقة أثناء العطل ( 40 ساعة مثلا في كل عطلة ) وتكون الامتحانات في شكل وحدات قيميّة فيمكن للمعلّم النشيط أن يحصل على الاجازة في ظرف ستّ سنوات مثلاعند اتمام هذه الوحدات.
وأيّا كان الأمر فانّ المهمّ هو التفكير في المسألة. أمّا الصيغ فتمكن مناقشتها ومزيد بلورتها على مرّ الأيّام .