ما ستقرؤون ترددت في الافصاح عنه أياما لأنه اجتهاد عقلي مني يحتاج الى النقد البناء
بقلم محمد الناصر النفزاوي
11 أوت 2019
لا أدري كيف تسربت الى دماغي فكرة أن مقاومة الحزب الدستوري التونسي اليوم رئاسة الزبيدي مردها العميق الى تفرقع مفهوم " قوقعة الساحل " لأن المهدية اذا بحثنا في جذورها البعيدة تختلف الى حد معين عن بقية بلاد الساحل ولقد كانت في زمن ما عاصمة الفاطميين الذين لم يختاروها اعتباطا .
صحيح هي جزء من الساحل ولكن ما حصل في التاريخ القديم لا بد أن يكون قد وقع استبطانه بصورة أو أخرى وبهذا فسرت انضمام ابراهيم ياسين المبكر الى الزبيدي وكذلك صفر وعما قريب الطاهر بلخوجة الخ..هذا اذا نسينا محمد الناصر رئيس الجمهورية التونسية المؤقت .
لا تفسير عندي لشدة مقاومة الحزب الدستوري البورقيبي ترشح الزبيدي في غير ما سبق لأن هذا الحزب هو مجرد ساقية من سواقي الدستور التونسي الذي تأسس منذ الحرب العالمية الأولى وهي اليوم على وشك النضوب حتى وان كانت ترى في نفسها أنها تيار ذو دفع مائي غزير ولسوف تفشل لا في الرئاسيات فقط ولكن عليها أن تقتنع أنها ستفشل في التشريعيات أيضا لأن ما بني على وهم يكذبه الواقع .
الحزب الدستوري البورقيبي خاضع لجهوية مقيتة طبقها حتى على الجوار الساحلي ولذلك ، ولأنه أعشى ، يرى في الزبيدي خطرا حقيقيا لأنه رافض للجهوية دماغيا وكل ما بناه هذا الحزب الدستوري البورقيبي على أساس من ادعاء مقاومة السلفية ليس أكثر من التغطية على ما هو أهم وهو الغضب من من نقل أحد مراكز القرار السياسي الاقتصادي من جهة ساحلية استفادت من كل شيء الى جهة أخرى في بلاد الساحل لم يقع الاعتراف صراحة بدورها الضارب في القدم .
بما كتبت يمكن القول اننا بازاء قلب تام للموازين خاصة اذا التحق المترددون سياسيا في بقية ولايات الجمهورية في الشمال الغربي والجنوب الغربي ونفزاوة الخ… بدعوة الزبيدي الرافضة تكوين حزب سياسي قوقع يخلط الزيت بالزفت والمتشبثة بفكرة الاستقلال عن كل الأحزاب التونسية الحالية التي تعيش حالة لهاث .