التونسيون والشمال أفريقيون وفعلا رشح وترشح
بقلم محمد الناصر النفزاوي
22 أوت 2019
رشح العرق يعني سال والمثل " كل وعاء بما فيه يرشح " يعني أن الوعاء أو القوقع والشكل والقرآن والدستور وخريطة الطريق لا قيمة له بغير مضمونه الاجتماعي السياسي وهذا المضمون الاجتماعي السياسي يمكن أن يكون زفتا أو كيروزينا أو خرء في خرء خاصة اذا خزن طويلا فأصابه الفساد.
2. تضيق المواقع عندنا بالحديث عن هذا المرشح أو ذاك لرئاسة البلاد و تتبارى في التشبه بالنبوأت في تعيين " الرسول " المنقذ الأفضل وهذه المواقع محصورة في جماعة محدودة من الناس تدون ما تدون وهي جالسة حول كأس شاي أو بيرة ولا علاقة لها حقيقية بملايين الناس الذين لا يقرؤون ما يدون وهم اللحم الحي الذي يعاني مما يسمى ب "الأمرين ".
3.قضيتنا الأولى والأخيرة أي " أم المعارك " سواء على مستوى الفرد حتى في علاقته بزوجه أو على مستوى العلاقة بين الدولة الرسمية والمجتمع الحقيقي العميق هي قضية التواصل والربط والتنسيق أي بالفرنسية چوننيخيون والمجتمعات التي نجحت في التقليص من هذا التناقض بين الدولة والمجتمع محصورة في البلدان الغربية لسبب حضاري وعندما أرى في تونس على سبيل المثال غرقا في التخوين والتكفير على أساس من التبعية لبلدان غربية أقول ان هذه ليست المسألة التي ستحل مشاكلكم لأن القضية الأولى والأخيرة هي عجزكم عن التواصل في بلدكم حتى بين الرجل وزوجه والجهة والجهة والقبيلة والقبيلة والحزب القوقع ومثيله في القوقعة ولهذا السبب تهربون مثل النعامة الى " الرئيس المنقذ " .
4. أكبر انجاز وأنفع استثمار يمكن أن تحققوه ولكن بجهد دماغي هو الربط والوصل والمد وال چوننيخيون أي التنسيق الذي يلغي التناقض ويرتقي الى مستوى المواءمة والتعادلية بين الواحد منكم وزوجه في البداية ثم بينه ومن يلد و ان أنتم حققتم هذا فكل شيء سيتبع مثلما تتبع قاطرات الشحن في السكك الحديدية القاطرة الدافعة الأم .
5 كفوا عن التحليل من دون تأهيل أيها الأدباء والأديبات المتحولون الى سياسيين ومنظرين لأن عهد الرعوانية انقشع في بلاد الأرض المتقدمة ولم يبق "حيا يرزق" الا عندكم لأنكم جميعا أسرى ذهنية انسيابية تستميت من دون جدوى في محاولة الارتقاء الى مستوى العقلانية .
6. أذكر من جديد ب " الفم الحارك وقاعدته الباركة " بمعنى الساكنة غير المتحركة جدليا حياتيا على غرار الحياة نفسها والتي هي في حالتكم الفكرية الرثة في حاجة الى مسهل طبيعي غير موجود في الصيدليات .