بذور فكرية سياسية تنسيبية relativisantes شمال أفريقية يجب أن تقوم على أساسها الجمهورية التونسية الثالثة.

بقلم  المستثمر الحضاري المنسب   محمد الناصر النفزاوي
مدونات فيسبوكية تونسية مداها الأقصى أوت 2019  

 

هذه مساهمات شمال أفريقية في تجديد التفكير السياسي اعتمادا على مقومات ثلاثة هي فكرة التقدم وفكرة التنسيب  وفكرة التعديل الاجتماعي وسيقع نشرها على نطاق واسع نهاية  فيفري 2019 ذلك أنني تعودت على التخطيط لكل ما أكتب ولكن اذا تبين لعدد من قرائها أنها تشكو من التكرار في بعض الأحيان فذلك مرده أساسا الى اشتغالي في التدريس مدة طويلة وكان علي أن أذكر طلبتي بما سبق أن قلت لاختلاف قدرات الاستيعاب عند كل واحد منهم.

لن تعثروا في هذه المساهمات على مراجع أو مصادر لأنني لم أعد قادرا على السكن في المكتبات وكل ما تقرؤونه مستند الى ما خزنه دماغي  ومن ثم  يمكن القول  ان أغلب الأفكار التي  تنشر هنا سبق أن نشرت على الصفحات الفيسبوكية  والحاجة أصبحت ملحة في نشرها مجمعة لأنها تنطلق من نواة فكرية سياسية واحدة وتصب في نظرة جديدة الى الأشياء قوامها ما سبق أن ذكرنا وما زلنا نرى فيها مستقبل تونس وبلاد المغرب الذي لا شريك له.

 مقدمة " البذور" :

من قرأ كل ما كتبت  في مختلف مواقعي  لا يعثر على ذكر لأرنولد توينبي (ت.1975) في حين أن الواقع يثبت أنني استفدت من فكرة " الالكترون " في علاقته بالبنية الكلية لأن الالكترون يخضع لقانون فيزيائي و هو ما أعتمده في جانب من تفكيري السياسي باضافة الجانب الايديولوجي الثقافي الذي يمكن أن يشبه بالريح تماما لأنه  يمكن  أن  يكون عامل دفع للمركب الحضاري أو عاملا مثبطا ولقد توقفت طويلا  عند خطأ توينبي الذي تنبأ في فترة ما بأن الزمن الناصري سيسود بفكرته القومية العربية ثم حدثت حرب 1967 فكنست تنبؤ توينبي .

 

نحن تعودنا على فهم الايديولوجيا باعتبارها طاقة سالبة وهذا الفهم يبرره انحسار الاديولوجيات في كل بلاد الأرض نتيجة غلبة الاديولوجيا  الرأسمالية على بقية الاديولوجيات  أما نحن المنسبة فلا نرى أن الاديولوجيا ضرر في المطلق لأننا نرى فيها ما يشبه الريح التي يمكن أن توظف لهذا الغرض الخير أو لذاك الغرض المضاد لأن البشر هم المتحكمون في توجيهها تبعا لمصالحهم فهي  أداة وليست غاية والتمييز بين الاثنين ضرورة منهجية أساسية .

 

عندما  أسسنا " التياريين المجتمعيين " وصوتهم المجتمع اعتمدنا نحن أيضا الايديولوجيا في قولنا اننا نقول بالثلاثي1)فكرة التقدم 2) فكرة التنسيب 3) فكرة التعديل الاجتماعي وهذا الثلاثي هو اديولوجيا صافية لأنه يقوم على التصدي للاديولوجيا السلفية التي تقوم على ثلاثي مناقض هو 1) فكرة الماضي السعيد وتشويه الحاضر 2) وتعتمد على التعميم لا على التنسيب في تفكيرها3)  ولا تولي من ناحية ثالثة التمايز الطبقي قيمة حاسمة .

 

فكرة الالكترون  أساسية أيضا في تفكيرنا لأنها تقود مباشرة الى مسألة الانتماء فهل التونسيون والشمال الأفريقيون عموما متوسطون حضارة أم مشارقة أي هل هم من دون أن يعوا ذلك عموما رشديون ينطلقون من تفكير أفقي  ينفتح على كل أشكال التغيير أم هم غزاليون  يعتمدون التفكير العمودي ويرون أنك يمكن أن تصب البنزين في منزل وتشعل النار فلا يحترق الا اذا أراد الله ذلك ؟

 

ما نقول يمكن أن يبعث على الضحك ان لم نعمد الى استنتاج ما تقود اليه كل من النظرتين الأفقية الرشدية والعمودية الغزالية وخاصة  في الميدان الفكري السياسي الذي يشغل بالنا .

 

عامة الناس عندنا عموما في تونس  وكل بلاد المغرب أغرقت في الحواشي وأوراق الشجرة عمدا حتى لا تنصرف الى مسألة الجذور والأسباب الحقيقية لا الوهمية التي تتحكم في مستقبلها فنراها في تونس على سبيل المثال تقع في بيزنطيات التنافس على السلطة بين عجزة فكريين سياسيين مثل السبسي والغنوشي ومن بينهما والحال هي أن كل هؤلاء لا يتوفرون على تقييم سليم لما ستكون عليه البلاد بعد عقد واحد من الزمن :

 

السبسي يدعي أنه جنب البلاد حمام دم بتحالفه مع النهضة ولا يرى أن الدم يراق في كل حين في البلاد في صورة اعتداءات مختلفة الأسباب أفليس هذا دليل على دم مراق ؟

 

الغنوشي  يتصرف تصرف " تياس " حقيقي لا مجازي ومع ذلك يدعي أنه يمثل الاسلام فهل هذا هو الاسلام الذي " شربناه" حليبا منذ الطفولة ؟

 

أحزاب سياسية ترشح نفسها لحكم البلاد في المستقبل يمثلها غلمان وجواري بكل معاني الكلمة يتشاءم المرء حتى من ذكر أسمائهم  وأسمائهن لأنهم مجرد سقط متاع لا يتميز الواحد منهم عن الآخر الا بمدى سرقاته وعهره السياسي والبظري معا فهل هذه هي تونس الحقيقية التي لا يجب أن تعني في نظر المنسبة  من يسكنها لأنهم زبد يذهب جفاء بقدر ما يجب أن تعني تربتها وماءها وطقسها وطيورها ؟

 

لقد حان الوقت للتمييز بين تونس الأرض والماء والمناخ وتونس الناس الخليط الملوث المسرطن ولو أدى ذلك الى دفع ضريبة الدم  لأن البقاء للأصلح وفي البلاد  أناس  كثيرون  حكمت عليهم طبيعة  الأشياء بفقدان أحقية البقاء !

 

لقد لخصنا كل ما ستقرؤون في هذه المقدمة  وليس عندنا ما نضيف :

 

هذه البلاد شمال أفريقية  بشهادة مناخها ووديانها  ومطرها وكل تاريخها الضارب في القدم  هي ليست شرقية أو غربية لأنها متوسطية  لا آسيوية و اذا كانت اليوم مشوشة بوصلة الانتماء فان الزمن القادم سيحدد نهائيا أي ريح ستجذبها حتى تحسم في أمرها الخاص العصي على الاستنساخ .

 

 

 

  18 سبتمبر 2018

ملاحظات  قبل أن أنصرف  الى مشاغلي الحقيقية :

 

1.عامة الناس  لا تفهم  أن التبعية  حقيقية طبيعية  سبق أن تحدث عنها ابن خلدون عندما تناول  علاقة المغلوب بالغالب سواء أكان الطفل الذي يقلد أباه  أو أمة تقلد  أمة غالبة حضاريا .

 

2.منذ استقلال بلاد المغرب سياسيا عن فرنسا تنامت هجرة الشمال أفريقيين  الى فرنسا  التي خرجت من الحرب منهكة  واحتاجت الى  الأيدي العاملة  الرخيصة في البناء  وما شابهه ولكنها في ما بعد قلصت هذه الحاجة  شيئا فشيئا .

 

3.البلدان الشمال أفريقية  المستقلة حديثا سياسيا  تمكنت  من تعويض  الاطارات الفرنسية باطارات وطنية  حلت محلها فحلت بذلك  الى وقت  مشكلة  الطبقة الوسطى  وما فوقها  من دون  تغيير جذري  للترتيب الطبقي لأن وضع الطبقات الضعيفة  بقي على حاله .

 

4.نتيجة لما سبق حدثت الانتفاضات  التونسية  وكانت كلها  مرتبطة  ب " الخبز " ومشتقاته لذلك وقع الاعلاء من شأن  الشعار " ارحل " .

 

5.من تسلم الحكم  عقب الانتفاضة الأخيرة  كان ترقيعيا  تأليفيا والتأليفية  لا علاقة لها  بالحلول الجذرية  لأنها  تقتصر على استنساخ تجارب غريبة عن البلاد  لذلك تحولت أغلبية الناس  من شعار " ارحل " الى شعار " لنرحل جميعا ونتركهم " ولكن الى أين الرحيل ؟

 

6.أعداد من الناس  التي فهمت استحالة أي رحيل في بلاد الأرض اختارت شعار " الرحيل الى الفردوس "  حيث لا مشاكل فيه تطرح  مسألة " البظر واهب  المتعة والاثارة الجنسية " .

 

7.في تونس اليوم  تطرح  مسألة العلاقة  بين الحداثي السبسي والسلفي الغنوشي والشيخان لا قدرة لهما  على حل  مشاكل تتجاوزهما فكريا سياسيا واقتصاديا لأنها  تتصل  أساسا  بوضع  البلاد الحضاري  مقارنة  لا ببلدان متخلفة مثل بلاد الجوار أو بلاد المشرق  فحسب  ولكن بالبلاد التي تتحكم في وجهة  التقدم الانساني العام باعتباره كلا لا يتجزأ.

 

 

30 سبتمبر 2018

نشاطي الفكري السياسي  في المستقبل القريب جدا :

 

  • ما أكتبه الآن لا يهم الا العدد القليل جدا من قرائي  المقربين  وأخص بالذكر منهم من يحضرون  شهادات علمية  تخدم ترقيتهم  الادارية  والفكرية السياسية  لأنني لا أفصل بين الاثنين .

 

  1. عجزت عجزا تاما عن تعريب " البظر واهب  المتعة  والاثارة الجنسية " بسبب النقص الفادح  في المصطلحات  العربية  في كل ما يتصل  بالمسألة الجنسية  ولذلك لن أواصل  عملية التعريب .

 

  1. شرعت تجاوزا مني للقولة التونسية " الفم الحارك والزك البارك " وهي قولة تنطبق على ظاهرة  سياسية  متخلفة  في تونس وكل بلاد المغرب  التي تعودت على  الفصل بين السياسي  والاجتماعي  في تعديل  مسار التفكير  السياسي الاجتماعي  في بلاد المغرب  بما أعده  تكملة  لأطروحتي " أطروحة افتراضية  عنوانها فكرة التقدم غربا ومغربا " وهو كتابة مقال مطول نسبيا عنوانه "  بلاد المغرب وفرنسا  قبل الاستقلال وبعده . قراءة  دماغية غير مثالية "  ولقد كتبت في هذا الموضوع  سبع صفحات  من مجموع قد يصل الى 20 ص .

 

  1. هذا المؤلف الجديد قد لا أنشره في الفيسبوك  الذي سوف أعامله  بمثل ما عاملني  عن جهل فاضح  ولكنني  سأنشره  في البداية  في قوقل درايف  لأن هذا الموقع  وان كان  كثير الشروط  ومنها أنه  يطلب مشاركة الغير في النشر  فهو يخدمني  لأن  من يطلبون  الاطلاع  على ما أكتب  كثيرون  ومنهم من يمكن اضافة اسمه في قائمة المشاركين  بغض النظر  عن انتمائه الى تيارنا ،  " التياريين المجتمعيين " .

 

 

 

3 أكتوبر 2018

التياريون المجتمعيون  وصوتهم "المجتمع"  وما يفهمون  من كلمة "الأخلاق "

 

1.نحن التنسبييين  نرفض الاعجاب  بشعر المصري  الذي يخاف ركوب الطائرة  ويكتب " انما الأمم الأخلاق ما بقيت " لأنه غير تنسيبي فهذه الأمم  تختلف في فهمها  الأخلاق الى حد التناقض .

 

  1. لم أتمكن البارحة من النوم الا بعد  أن عثرت  على حل  لمسألة  التناقض عند التونسيين في ما يتصل بمقتل عدد من سياسييهم .

 

3.ينقسم التونسيين  عموما الى  يساريين  وسلفيين واليساريون عموما لهم نظرة  الى الحياة والموت  تختلف عن نظرة السلفيين  فاليساريون  يحتفلون  بالحياة الآن أي عاجلا  وهنا  والسلفيون يمجدون في خطابهم  الحياة  آجلا  وهناك .

 

4.نقص اليساريين  الفادح هو عدم الاندماج في الأغلبية  الشعبية التي لا تولي  ، لانشغالها بحياتها الواقعية  ، اهتماما  كبيرا  بمسألة الموت  التي ضخمها  الوجوديون الغربيون  نتيجة  حروبهم  ومستوى معيشتهم واستوردها  فلاسفة  شمال أفريقيا  خاصة في تونس ومراكش مما زاد من عزوف غير الممتهنين للفلسفة عن قراءة ما يكتبون .

 

  1. تجاوز واحد مثل غرامشي هذا التناقض الذي سبب شلل الأحزاب اليسارية الشمال الأفريقية  بنجاح وفهمه هذا  هو الذي  نعثر على  آثاره  عند شي قيفارا وكثير من ثوار  أمريكا اللاتينية  وعند عبد الكريم الخطابي  و عدد  من الثوار الجزائريين  وعند  الماركسيين الفرنسيين  الذين ناصروا الثورة الجزائرية  ولا سبيل الى فهم هذا التجاوز  الا برفض  الالتزام الفضفاض  الذي يتحدث عنه  مفكرون  شمال أفريقيون  لا تربطهم رابطة متينة  بمشاغل الناس الحقيقية ولذلك أطلقنا عليهم عبارة " المثقفين والمثقفات  الفجار " .

 

  1. هل يطلب من يساريي بلاد المغرب أن يكونوا شبيهين بمن سبق أن ذكرنا ؟

هذا مستحيل لأنه ليس متعلقا بارادتهم  وأكثر ما يمكن أن يطلب منهم ، لأنهم مثقفون  غير غرامشيين ، هو  الانحياز  الى أغلبية  شعوبهم  لا الى طبقات ضيقة لا تنفصل مصالحها عن مصالح الأنظمة الحاكمة .

 

  1. كتبت هذا لأنني أعد نفسي مثل كل التياريين المجتمعيين  ملتزما  بقضايا  الشعب التونسي الحقيقية  لا الوهمية فأنا أكره كل مظاهر العنف التي تصل الى حد اراقة الدماء وكل ما يجب أن يطلب مني  هو توظيف ما أملك من قدرات فكرية سياسية  في خدمة أغلبية الناس أما العنف فتوجهه ذئاب-أناس يستغلون  تفاهة وعي  الأغلبية .

 

  1. أقول أخيرا انه ما كان يمكن أن تحدث انتفاضة في تونس لولا تدخل أناس تقلص فيهم الخوف من الموت  الوجودي  وغلبت عليهم  ارادة الحياة الطبيعية ذلك أن الاهتمام المشط بالمصير الفردي هو العامل الحاسم في فشل الثورات .

 

 

10 أكتوبر 2018

تشريح  جنسي  سياسي اقتصادي  للوضع في تونس وبلاد المغرب

 

لا أحد في عائلتي  وأنا واحد منها يستعمل  الكلمات الجنسية في التعبير  عن أفكاره نتيجة  تربية  دينية صارمة  ولكنني سأشذ عنها  في مقالتي هذه  لأن وضع البلاد يجبرني على ذلك ضاربا عرض الحائط برأي من قد يلومني على ذلك .

 

1.دعاة الانقلاب  في تونس يشبهون هذا الرجل  الذي يعاني من حالة "  قذف سريع  " مما قد يسبب طلاق رفيقته ذلك أن الشعب التونسي  هو هذه  " المرأة " التي تطلب  بيولوجيا مداعبتها قبل الوقوع عليها " بعيريا " ولو تتبعنا سلوك كثير من الحيوانات والطيور لفهمنا فهما جيدا ما نقول .

 

  1. هذه " المرأة " التونسية أو الجزائرية أو المراكشية ما انتخبت السبسي والغنوشي وقد تنتخبهما لاحقا ومن يود أن يحكمها الا بشرط  أساسي  هو أن يحقق  لها قدرا معقولا  من اللذة  الجسدية أي الاقتصادية  فاذا كان  صباح مساء  يحدثها  عن لذة  موعودة لا شيء  يؤكدها  فانها ، لأنها واقعية ، ستشكك  ان آجلا أو عاجلا في هذه الوعود .

 

  1. من يعانون من حالة " القذف السريع " لا يوجدون في تونس ضمن اليسار واليمين وما بينهما ولكنهم موجودون في مواضع أخرى وما يجمع بينهم  هو الطمع  في الحصول  على قدر من اللذة المضافة من دون أن يبذلوا جهدا حقيقيا  في تبرير  مطلبهم لأنهم يكتفون  بالخطابة  أي مهنة المحاماة وكأنها مفصولة  عن القدرة على اشباع حاجات هذه " المرأة"  التي تزداد شبقية  ووعيا بضرورة  ادخال  " البظر "  ومشتقاته  ضمن اهتماماتها .

 

  1. عندما قلت انني أعتبر موقعي الفيسبوكي أدق مقياس حرارة في تونس  لأنه يضم 5000 شخص  ليسوا كلهم من عارضي الأزياء  بمختلف معانيها لم أقل ذلك من باب الادعاء لأنه لا يضم الا القليل  من الوعاة  الفكريين السياسيين  لأن الوعي هو أيضا درجات لأن  فيه الوعي الابتدائي وفيه ما هو وعي أعمق والوعي الفكري  السياسي لا يقاس بمجرد الشهادة سواء أكانت ابتدائية أو دكتورا والنقص الفادح في الوعي الفكري السياسي هو الذي أتاح ظهور كل من هب ودب من الناس الذين ذهب في ظنهم أن كل واحد منهم يمكن أن يتحدث في السياسة بل أن يرشح نفسه حتى لقيادة البلاد  متخذا من شريعة النفاق شريعة له .

 

  1. كتبت هذا تدعيما لرأي التنسيبيين  الذين يمقتون التعميم فاذا  اختارت أغلبية الشعب التونسي  " ديمقراطيا "  أي عدديا يتساوى فيه دكتور الدولة براع من الرعاة أن يحكمها مؤدب مثل الغنوشي فسوف لن لن نندد بهذا الاختيار  لأننا لسنا قوامين على كل الناس

 

الديمقراطية فكرة غربية مستوردة نتجت عن احساس الفرد بتميزه عن غيره  فكريا سياسيا وانسانيا في نهاية المطاف أما في فضائنا فما زال كثيرون يصوتون  استجابة ل " ضمير " القبيلة الحاضرة والغائبة أيضا .

 

6.قرأت مداخلات حول المقصود من  كلمة " فرفور "  وأنا أوضح أنه علاقة لهذه الكلمة  بالخزف  أو العصفور مثلما تقول المعاجم لأن هذه الكلمة دارجة تونسية  محرفة  كانت مستعملة  في تونس زمنا  ولا أصل لها في العربية  ومن يستعملها  فهو يقصد المسدس واستعماله بمعنى أنه يشير الى حزب سياسي تونسي  فالفرفوريون  انما يقصد بهم  من تورطوا في عمليات قتل  فلا تقولوا لي ان الأغنية التونسية القديمة  ذكرت  الفرفور  بمعنى ايجابي .

 

10 أكتوبر 2018 مكرر

تشريح  جنسي  سياسي  اقتصادي للوضع في تونس وبلاد المغرب

 

الغنوشي  تونسي عامي الذهنية  السائدة  وعندما يتحدث عن تونس /المرأة فهو  لا يتجاوز  القولة الشعبية أن هذه المرأة / تونس ليست أكثر  من " وعاء جنسي " أي هو " يهذب " القولة  الشعبية " شقفة بول " مما ينجر عن ذلك  أنه يحيل في حقيقة الأمر على  فكرة " التياس " الذي نعرفه في تاريخنا الجنسي .

 

هذا " التياس "  يمكن  أن يكون عنده قطريا  أو تركيا  أو من جنسية أخرى .

 

ما أكثر ما كتب  عن هذا " الانسان "  ومريديه من الرجال والنساء  والغالب في ما كتب " يترفع " عن الحديث بهذه  اللغة التي أستعملها اليوم  وأنا قررت ألا أكتب  الا الى ما يفهم عامة الناس الذين لا تطال أكثرهم  التلفزة  أو الفيسبوك وعلى هؤلاء  أن ينسوا مؤقتا  الحديث عن الفرفوريين  في ما يتصل  بما يسمى بتفكيرهم السياسي لأنهم لا يملكون تفكيرا سياسيا مستقلا عن تفكير كل السلفيين  وأن يركزوا  على معنى " التياسة "  في بلادهم  ولسوف يكتشفون العجب  !

 

 

12 أكتوبر 2018

كيف أقرأ تاريخ تونس  الحالي نحويا ؟

 

تناولت في وقت سابق  وضع تونس  وبلاد المغرب  جنسيا  وعلي أن أكمل تفكيري السياسي بالحديث عن وضع تونس نحويا .

 

الجملة التونسية  في عمودها الفقري  أي من دون  شحم  وزوائد دودية ،  هي الجهات المهمشة التي تمول البلاد بالمدافعين عنها ببذل الدم الأحمر غير الملوث بالشعارالكروي " نفديك بالروح بالدم الأبيض الدخاني " وهذه الجهات  بدأت تستفيق من سباتها العميق  من شمالها الى جنوبها لأنها  أصبحت تتوفر على مثقفين عضويين من صلبها .

 

هؤلاء  المثقفون  أصبحوا في أغلبيتهم  الساحقة   يعتبرون  أن الدستوريين والفرفوريين على حد سواء ليسوا أكثر من جملة اعتراضية  في النحو التونسي الحاضر يمكن  الاستغناء عنها  من دون الاضرار الجدي بمعنى  الجملة العام .

 

هذا الوعي جديد علينا ويجب تطويره لأنه ما زال وعيا ابتدائيا وقاعدته  الاجتماعية ما زالت هشة الى أبعد الحدود .

 

لقد قلت منذ زمن  طويل  ان الفرفوريين  زائدة دودية  وقلت عن الدستوريين  ان ماءهم  الفكري السياسي  غاض  ولكن ما لا يمكنني  أن أبت فيه  هو لون  المستقبل التونسي  لأنني  أعتبر  أن " النازلة " التونسية يجب أن تتنزل  في ما هو أوسع من حدود تونس وهذا " الأوسع " غير محدد المعالم  بسبب وضع البلاد الاستراتيجي الحاسم .

 

انها قضية  التبعية  التي أصبح  التونسيون اليوم  يطلقون عليها  كلمة  " التياسة " !

 

ما هو الحل ؟ بداية الحل  تكمن  في كنس  كل من انتموا  الى الجمهوريتين  الأولى والثانية  والعمل على تأسيس  جمهورية  تونسية ثالثة  لن تكون نظيفة تماما لما نعرف من قوانين الطبيعة وما فيها من تداخل الفصول  ولكنها ستكون على أية حال  أقل وسخا .

 

 

7 أكتوبر 2018

يا ناس ، يا سكان بلاد المغرب خاصة ، غذوا  أطفالكم بفكرة التنسيب قبل تغذيتهم بالحليب

 

  • هذه الحاسة هي التي  ستقود الى  التوافق بين الأم والأب وتعويض التقابل الغزالي المطلق بينهما في الصفات والأدوار

 

  • هذه الحاسة هي التي ستقود الى فهم جديد  لأسباب  تقدم  بلدان وتأخر أخرى لأن البلدان التي تقدمت  هي البلدان التي ساير فيها التقدم  فكرة التنسيب في كل شيء.
  • حضارتنا نحن قبرت فكرة التنسيب بداية  من موت ابن رشد و " انتصار " الغزالي .
  • في تونس بلدنا فقدت فكرة التنسيب عند السبسي والغنوشي  على حد سواء  بسبب ضحالتهما الفكرية السياسية  الحضارية  في ميدان تسيير الأمم وتبعهما رعاع  سياسي أصبح يهتز  على وقع  تصريح امرأة في التلفزة حول " البلوكات " أو حرق  مقر حزب سياسي .
  • في تونس نفسها يعظم الناس  القولة " لا افراط ولا تفريط " ولكنهم لا يطبقونها  لا في الأكل أو الشرب  أو السياسة  أما نحن التنسيبيين  فنرى  أن عميات الحرق  تناقض تفكيرنا  في وجوب  أن يكون الصندوق الانتخابي  هو الحكم بين  الناس لأنه اصبح  في حالتنا  التونسية خاصة  هو  مالك الشرعية الوحيد .
  • التونسيون عموما  يحبون  تذوق الشاي  المطبوخ على " الكانون " ولكنهم في سلوكهم  يلجؤون الى الشاي المطبوخ على " الغاز"  من دون أن يفهموا أن الانتخابات  قريبة جدا ويمكنهم أن يحسموا  فيها حسما نهائيا  وغير قابل للتشكيك فيه  عالميا .

 

 

17 أكتوبر 2018

قرآن/انجيل  التياريين المجتمعيين  وصوتهم  " المجتمع " ثلاثي  الأضلاع :

 

  • فكرة التقدم
  • فكرة التنسيب
  • فكرة التعديل ( الاجتماعي الطبقي )

 

كل الثورات اتخذت اتخذت لها شعارا بغض النظر  عن مدى تطبيقه  في الواقع فالفرنسيون  على سبيل المثال  رفعوا شعارا ثلاثيا تعرفونه وحاولوا نشره في عدد من بلاد الأرض .

 

قيمة الشعار  بوصفه رمزا  قيمة كبيرة  فما هو شعار  " التياريين المحتمعيين" وصوتهم " المجتمع " ؟

 

انه الثلاثي سالف الذكر  وعلى من يرغبون  في تربية أبنائهم  على أسس سليمة  أن يسعوا  الى تطبيق ما نقول .

 

ما أكثر الكتابات  التي تتحدث  عن الاصلاح  الديني  والسياسي  وغيرهما  ونحن لن نقرأ في فضائنا ما يشير  الى ضرورة الربط والتوحيد بين الثلاثي الذي ذكرنا  وهو الوحيد الذي يمكن من تلافي التناقض  الدال  على تشويش دماغي  نعده  أكبر خلل  في هذه الكتابات  جميعها من دون استثناء .

 

19 أكتوبر 2018
من لا خصوصية له  لا يمكن أن يكون بخصوصية غيره لأن الاستنساخ مخالف للطبيعة .

 

يحتاج الجسد الاجتماعي  في حياته  مثل كل  جسد الى هوائه  الخاص  الذي يضبط تنفسه الخاص  وهذا التنفس الخاص محكوم  بمائه  ومطره  وغذائه .

 

كل هذه الخصائص لا تتوفر الا في فضائه الخاص  مهما بلغ مستوى  تلوثه  ومستوى " تحضره " ولا تقدم  الا  بتضييق الشقة بين الذهنية الغالبة السائدة  والعقلية المنشودة  وهذا اليوم هو مطلب  فئة  صغيرة  تنسيبية  لا جذور  لها اجتماعية عميقة  تسندها .

 

ان الاستنساخ  مهما كان المنتظر منه  لا ينتج  سوى  نبت  هجين منبت .

 

29 أكتوبر 2018

ما يلاحظ  في تفكير  " التياريين المجتمعيين "  وصوتهم " المجتمع "  أنهم  يمقتون  كل حديث عن الاسلام الأصلي  من دون ربطه بظروف ظهوره :

 

لا يمكن فهم  حقيقة الاسلام  من دون ربطه  بواقع التفكير  الديني السياسي  عند عرب القرن السابع الميلادي  ومقارنته  بمجمل  التفكير  الديني السياسي  الانساني  في تلك الفترة  لأن  هذا الجزء  من الانسانية  لا يمكن وعيه  من دون الوعي الكلي ذلك أن  الدعوة  الاسلامية  زامنت  هيمنة قبائل الافرنج (قرن  5-9 ) في أروبا  والمقارنة هنا تثمر نتائج لا تقدر بثمن فكري سياسي .

 

عندما مات  محمد  سنة  632 أي في 63 من العمر  أي أقل  من عمري الحالي  بعدد من السنوات  أصبح العرب  الذين كانوا يعدون  بعض المئات من الآلاف لا أكثر  منقسمين  بين أمرين  ، مواصلة  العمل  بما سنه محمد  من تشريع  أو التخلي عن جزء منه ؟

 

تدخل أبو بكر  وكان  أكثر من عمر عمقا في التفكير السياسي  فخطب في قومه  داعيا  الى التمييز بين الله المتعالي  الذي لا يموت ومحمد وشريعته أي الظرفي المعبر عن ذهنية قوم مخصوص فكان أبو بكر بذلك تنسيبي الذهنية ولذلك ينهج منسبة تونس وبلاد المغرب نهجه في التفكير لأنه في نهاية الأمر تفكير ابن رشد المغربي ، نقيض تفكير الغزالي المشرقي ، بكل ما ينجر عن ذلك من رفض كل تجسيم  في فهم الاسلام وتنزيه الاسلام  عن التدخل في كل صغيرة وكبيرة  في حياة الناس  العامة لأنهم مختلفون أصلا  .

 

كتبت هذا  رفعا لكل لبس يتصل بتفكيرنا  المتميز عن هذه الكتابات  السجالية  حول الاسلام  لأننا نقتصر في فهم الاسلام على ما فهم أبو بكر منه ونتحفظ ازاء قراءة عمر بن الخطاب .

 

25 أكتوبر 2018

 

توضيحان  اثنان : زارني واحد من المقربين  وطرح علي  سؤالين :

  • ما هو سبب تنديدك بفكرة " عفا الله عما سلف " ؟
  • لم أصر على اعادة نشر " فارس وبيزنطة والجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام " ؟

 

 

  • أنا انسان أقول بالمحاسبة الآن وهنا لأن سلامة أية دولة يجب أن تقوم على المحاسبة قبل كل شيء آخر وأمقت النفاق في  مختلف  وجوهه ولقد تابعت  تاريخ هذا البلد تونس الفكري السياسي  وكونت عنه فكرة خاصة جزء منها هام يتعلق  بمن يسمون ب " الفاعلين السياسيين " من مات منهم ومن سيموت  ولن أكتب  كلمة واحدة في رثاء من مات وسيموت  لأن اغلبهم  لا يستحقون عبارة " رحمه الله  " الخطيرة  على فكرة المحاسبة وعندما  انظر في ما يكتب  في موقعي  أرى أن  أغلبه يترحم على  موتى لا أحد  يعرف عنهم  في الحقيقة شيئا كثيرا وخاصة في ما يتصل  باضرارهم  بعامة المجتمع  بل يعدهم  مجانا   ب " فراديس الجنان" حتى لو كانوا عليه شرا محضا   وان بصورة غير مباشرة  أي غير واضحة .

 

  • يا صديقي ، يا من سألتني عن سبب  اعادة  نشر  " فارس وبيزنطة قبل  ظهر الاسلام في القرن السابع الميلادي " ؟

 

لقد قيل سابقا  ان الشك طريق الى اليقين ولكن الشك  ضروب  فمنه  ما هو مستحب  وهو الشك  المعرفي  الذي له شروط وضوابط  لا بد من تحديدها  ولكن " من الشك ما قتل "  ومنه  الشك الذي يدور  حول البظر وشواطئه وأيا كان الأمر فأنا أعتبر  أن لا معنى  للشك في ما يهمني  ان لم ينفتح على المقارنة  لأنه الطفل  والمقارنة  هي البلوغ  بكل المعاني وأنا أعدت نشر  " فارس وبيزنطة  والجزيرة العربية قبل الاسلام " لأنه يعارض  أغلب ما كتب في الموضوع بعد أن قرأت كثيرا من المؤلفات  حول الصراع الفرنسي الألماني الذي لا يغفل الجانب الاقتصادي  فهل غزا العرب  أفريقيا الشمالية بدافع ديني  أم لدافع اقتصادي ديني  ؟

 

أغلب ما كتب في الموضوع  يتناول فترة  الاسلام  ولا يتعرض  لما قبل هذه الفترة وبما أنني أعتبر نفسي قناصا فكريا سياسيا  من ناحية وأومن من ناحية ثانية أنه لا وجود ل " قط يصطاد لربي " فقد ركزت  على فترة ما قبل الاسلام وما بعده بقليل .

 

كتب محمد الناصر النفزاوي في  تفسير عبارة " المثقفون والمثقفات الفجار ":

 

" يا ناس ، يختلف  التنسيبيون التونسيون والشمال الأفريقيون  عن أكثر الناس   في فهم كلمة فاجرة لأنهم يقتصرون على نسبة الفجور  الى المرأة أما هم فيعتبرون  الفجور مشتركا بين الرجل والمرأة لأنه يعني  تقديم خدمة  غير محمودة اجتماعيا بمقابل  مالي خاصة وبهذا المعنى هم يعتبرون  كل المثقفين والمثقفات  من غير التنسيبيين  فجارا.

كتبت هذا  اجابة  عن سؤالي  سبب  استعمال  عبارة " المثقفين والمثقفات  الفجار" لأن المعاجم لا تستعمل  هذه العبارة وكل فهمها  التعريب  يقتصر على تعريب شكلي لا يرقى الى ما هو أكثر من المظاهر ".

 

تعليق  الأستاذ حسين الذوادي:

" نعم ، أستاذ .يوجد جانب ذكوري  في احالات عدد من المفردات  المعجمية. لقد استثمر  معلم  مالكولم  اكس معجما في السجن  حوله الى زعيم ضد الأمريكيين البيض عندما قال انظر الى تعريف  وصفي أبيض وأسود في المعجم  وستكتشف في هذا السياق أن اللون الأسود  يرمز به الى المصائب  واللون الأبيض يرمز به الى العكس. هكذا تحمل  المعاجم  حتى لو بدت  غير ذات صلة  بالواقع المتحرك قيما وارثا  ذهنيا  في تعريفاتها ."

 

2 جانفي 2019

 

كتبت  منية  غنجاتي  ، صحفية :

" هذا الصباح موظفة  في مقر الولاية قالت لي  حرفيا :

"احمدي ربي ! غيرك يخدم في الديار "

أمامي عدة اختيارات نخدم في الديار  ، نبيع شرفي ، أو نحرق روحي …

لعنة الله على كل  شخص في جندوبة قام ببيعنا  وقبض الثمن ...يلعنكم الله ...وأعلم  أيها  الأقزام أنكم تتابعون صفحتي البائسة هذه...أقول لكم تفووه ! "

 

تعليق محمد الناصر النفزاوي :

" اقرؤوا هذه السطور الأربعة حتى تفهموا دعوتنا نحن التنسيبيين التونسيين الى اعادة النظر في الحكم المركزي في العاصمة تونس وتشريك  الهوامش في القرار الاقتصادي  الاجتماعي السياسي  الثقافي...المناطق المهمشة  هي الجزء الأكبر  من الجسد الاجتماعي  التونسي  ولا حياة لتونس الحقيقية  الا بتوزيع  الدم  على كل هذا الجسد من الدماغ الى أصابع الرجلين .

أنتم أيها الساسة تتحملون مسؤولية توليد الارهاب لأنه نتيجة خلل في توزيع الدم على كل الجسد الاجتماعي "

 

تعليق حسين الذوادي :

" أعرف هذه الفتاة منذ سنوات  وهي مثقفة وذات مستوى  جيد جدا . وقد سعت الى تحقيق طموحها باحداث  اذاعة خاصة في جندوبة ونشر صفحات  تنقل مشاغل  المرأة الريفية في الأعماق لكن  قلة الامكانات ووضع الفتاة  عموما  مثلا العائق...وقد دارت  بيننا  حوارات  متعددة فكانت تتوفر على  رؤية  عميقة للواقع  وقبلت  أفكاري التنسيبية رغم بعض الاختلاف بيننا وفعلا  هي وغيرها  من الجامعيات  في حاجة الى الحصول على حقوقهن المشروعة "

 

21 ديسمبر 2018

دين التنسيب بين المؤمنين به والقائلين بقصور المجتمع الحالي عن فهم روحه :

 

كتب محمد الناصر النفزاوي :

"شفاء عالمنا  في اعتناق  دين التنسيب

الوسطية  في الاسلام  ماتت وما يسمى  بالأحزاب  الوسطية  ماتت فعلا لأن الجميع لم يحددوا  مضمون  هذه الوسطية  الاجتماعي السياسي وهذا عطب قاتل تمكن  التنسيبيون  التونسيون  من علاجه في برنامجهم التغييري الجذري.

نحن نعرف  أن الأخذ بهذا التنسيب  يقتضي وقتا حتى ينفذ الى مسام المجتمع جميعها لأن هذا المجتمع يعيش حالة حمى شديدة  تدفعه  الى الاحتجاج أو الانتفاض أو المطالبة ب"ثورة" ولكن  لا أحد يفكر بعمق  في ما بعد ."

 

تعليق الأمجد البوعزيزي :

" يبدو أن فضاءنا  الثقافي ما يزال  غير مؤهل لقبول هذا  الدين التنسيبي بسبب تغلغل  المطلق في مفاصله "

 

 

4 .لماذا يعادي قادة  الحوانيت السياسية التونسية فكرة التنسيب ودعاتها ؟

كتب محمد الناصر النفزاوي :

“ ليس هذا تعليقا  على تعليق  الأستاذ حسين الذوادي :

يرى التنسيبي حسين الذوادي  من دون استعمال  المصطلحات القابلة  للتأويل والتأويل المضاد أن القضية في جمهوريتنا التونسية  هي قضية " بأر " التي  لم أعثر  في لغتنا على تعريب صالح لها . ولو بسطتها لقلت  انها تتمثل  في  ما يسمى في غير لغتنا  ب  recentrage  بمعنى ضرورة تأهيل الجهات المهمشة على تحمل مسؤولياتها  في التغيير  من دون وصاية المركز  الحاسمة عليها خاصة اذا كان هذا المركز  يعيش حالة لهاث حزبي  قاتل. ولقد عدد الذوادي الجهات المهمشة التي لا بد من أن يتحمل مثقفوها و مثقفاتها العضويون مسؤوليتهم  في التغيير الجذري فذكر  الشمال الغربي  والقصرين  وسيدي بوزيد الخ…

ما قال يعني  ببساطة  ضرورة  اعادة التوازن  في البلاد بتوزيع  القرار  بين المركز  المهيمن على كل المستويات  والجهات  وذلك لا يتحقق الا باختيار  مركز قرار داعم من الجهات المهمشة يشغله  منحدرون  من هذه الجهات نفسها لأنه " ما حك جلدك مثل ظفرك ".

 

هل فهمتهم  الآن لماذا يعادي  أصحاب الحوانيت الحزبية التونسية دعوتنا التنسيبية ؟

انهم يعادوننا يمينا  ووسطا ويسارا وجماعات حقوق انسان لأن دعوتنا تنسف  كل ما بنوا عليه تفكيرهم  السياسي  القديم الذي لم يفهم أن الوقت قد حان لتغيير  مفهوم " النضال الأصغر " ب " نضال أكبر" يتخذ من الجماهير العريضة سنده الوحيد.

كثير من مثقفينا كانوا يسعون الى محو انتمائهم الأصلي الى الجهات المهمشة وها أن حسين الذوادي يطلب نقلته من بنزرت الأقل تهميشا الى جندوبة الأكثر منها تهميشا ويتغنى بأصولها وبانتمائه  اليها في نفس شعري  يذكر  بما كتب علي الحمامي في " "ادريس . رواية شمال أفريقية " التي هي في نهاية الأمر تغن بخصال  الريف  وادانة  لأدب المدينة  الذي هو نتيجة تأثير شراب الابسنت  المسكر في أدمغة السياسيين المدينيين "

 

 

 

9 جانفي 2019

يهودي ملحد  اسمه ... شارل قصف أدمغة جميع الناس بجملة واحدة :

 

كتب  التنسيبي التونسي محمد الناصر النفزاوي :

 

" يتزوج الرجل امرأة بعد عشق فلا تمر مدة حتى يراوده خيال امرأة أخرى يتصور أنها مختلفة

تتزوج المرأة رجلا بعد عشق فلا تمر مدة حتى يراودها خيال رجل آخر تتصور أنه مختلف.

يركب شباب  الشمال الأفريقي خاصة قوارب الموت من دون أن يكونوا كلهم  بالضرورة معوزين بحثا عن جنة في ما وراء بلادهم يتصورون أنها مختلفة .

لا تمر فترة في موقعي من دون أن أقرأ عن فردوس أعلى يتمنى عدد من المدونين  أن يسكنه من يموت منهم لأنهم يتصورون أنه مختلف عما رأوا وسمعوا وعاشوا في بلدهم .

 

اليهودي الملحد  الذي يسمى شارل في نطق وكارل في نطق آخر كتب في تفسير هذه الظاهرة الذهنية ولن أقول العقلية جملة حفظت عن ظهر قلب وتسببت في مقته أكثر مما مقت هتلر وستالين ورئيس كوريا الشمالية الذي لا أتمكن من نطق اسمه .

 

الناس عادة يهملون لسبب أو لآخر ما هو موجود ومتاح لأنهم محكومون في جزء من أدمغتهم بما يسمى ب" الفنتازما " أي الضغث (جمعه أضغاث) ولا يوجد مصل يقي منه.

 

قد يقول عدد منكم ان المصل الصالح هو العقل  وهذا العدد ينسى أننا ازاء دماغ شديد التعقيد لا فصل فيه حاسما بين العقل الصافي و الضغث الصرف .

 

في بلدنا تونس عشت زمنا في جبل جنة اسمه عين دراهم يتميز بوفرة في الماء والخضرة وكل ما يمت اليهما بصلة ولا وجود لما يشبهه في هذه البلاد ولكنني قلت فيه أيضا انه ليس في الامكان اعتبار من يسكنونه مواطنين فلماذا قلت ذلك وهل أصبت في هذه السن بالخرف ؟

 

لقد استمعت في يوم من أيام جانفي الحالي  الى حصة في موزاييك تحدثت عن معاناة الناس في عين دراهم  التي أعدها جنة تونسية مائية حقيقية غير وهمية تفضل جنات عدن تجري من تحتها الأنهار الوهمية ولكن وقع اهمالها منذ اعلان الاستقلال  سنة 1957 . وعندما أستعمل  كلمة جنة فأنا لا أتحدث بلغة الشعراء الذين يعاديني أغلبهم  في تونس لأنهم غير تنسيبيين والتنسيب يقص عددا من أجنحة الشعر الضبابية فلقد خالطت سكانها واقتنعت أنه لا يجب أن تطلق عليهم  صفة "المواطنين " لأنهم حرموا  من مفهوم المواطنة بالمعنى الذي أفهمه من هذه الكلمة .

 

 سبب وضع هؤلاء السكان المتردي هو وضع كل الجهات المهمشة في البلاد لكن عددا  من المثقفين التونسيين المعاقين فكريا سياسيا مثل المرزوقي يردونه في " عنصرية " تونسية الى " كسل " السكان ووهن نشاط أدمغتهم  وأنا أحاربهم جميعا لأنهم عاجزون عن فهم سبب زواجي من هذه المنطقة وانجاب ولد منها حصل في الـ 24 من العمر على دكتورا  دولة في فيزياء الطاقة وتبنته فرنسا مدرسا وباحثا في جامعاتها بعد أن أضاع المسؤولون التونسيون حتى ملفه فاضطر الى حل يجنبه البطالة في بلده .

 

هم عاجزون  أيضا عن فهم سبب قرفي البالغ من كل السياسيين التونسيين والمدونين في موقعي الذين أشبه مساجلاتهم  في لغة كنت أتمنى أن أتجنبها بصدى ما يعيش  سكير" يتقيأ معدته " أو امرأة " تتمرغ في حيضها " والا  فلتقولوا  لي لم أصاب بما يشبه الغثيان عندما  تعترض عيناي صور يمينة الزغلامي وهي تتحدث في السياسة وأحمد بن  حمد وهو يدخن سيقارا كوبيا على الأرجح  أو الضابط زين العابدين بن علي وهو يستعمل اللاسلكي ؟

 

أقسم بالاهي المتعالي  ، الاه خديجة وأبي بكر الذي لا علاقة له باسلام الغنوشي ، أنه كان يمكنني أن أصاب باليأس لو لم يعني التنسيب على انقاذ نفسي  ومن ثم رغبتي في المساهمة في مداواة التونسيين والشمال الأفريقيين من مرض اليأس .

 

وعندما  أسمع حديثا  عن نية  تأسيس  حركة تونسية تحمل اسم " مواطنون " أكاد أن أصف من يدعون الى تأسيسها بأنهم يعيشون اليوم ضغث واقع لا أضغاث أحلام وأكاد أيضا أن أشك  في تكويني الفكري السياسي رغم أنني أعتبر نفسي من دون تواضع كاذب أمقته أول من أدخل التفكير  الاجتماعي السياسي  في الجامعة التونسية في اختصاصي  وامتحنت بسبب ذلك .

 

هذا هو سبب غرسي شجر ة " التنسيبيين التونسيين والشمال الأفريقيين " بعد عملية مقارنة بين المثقفين العضويين الآخذين بفكرة التقدم والمثقفين العضويين السلفيين الآخذين بفكرة الاقتداء بالماضي :

 

أ. المثقفون العضويون  الآخذون بفكرة التقدم  قلة قليلة لأن أغلب الحداثيين ومنهم الشيوعيون لم يتجاوز نشاطهم الطبقتين الوسطى وما فوقها فتجاهلوا بذلك الريف والهوامش فعلا لا قولا لأنهم لم " يقرمشوا " (نسبة الى قرامشي)تفكيرهم الاجتماعي السياسي واصطفوا وراء  الشيوعية الفرنسية والسوفييتية فقادهم ذلك حتما الى موت سريري .

 

ب. المثقفون  العضويون  السلفيون  المعادون لفكرة التقدم  تمكنوا  من النفاذ  الى الريف والهوامش لأنهم كانوا يعبرون  عن ذهنية  ولن أقول عقلية قديمة استرجاعية تمجد الاقتداء  بماض يرون  أنه كان " مشرقا " ولا يأخذون  بما قال عنه نجيب محفوظ  " لو كان في الماضي حكمة حقيقية لما صار ماضيا قط "

 

9.1.2019

 

حديث  في السبب والمسبب (بفتح الباء) أي في السبب والنتيجة.

 

يا فلان ، أنا لا أتناول بالحديث ما يحدث في تونس وبلاد المغرب عموما الا عند الضرورة  لأنني تنسيبي أركز على السبب ولا أكاد أن أتوقف عند النتيجة لأنها معلومة عندي ولو في صورة تقريبية  أما غالبية من  أضطر الى قراءة ما يكتبون فهي تركز على النتيجة ولا تولي سببها كثير اهتمام .

 

غالبية الناس تحدثت عن الفيضانات الأخيرة وطلبت من الله أن يرأف بالبلاد أما أنا فلم أتحدث عنها  لأنني لا أرجعها الى الله ولكنني أرجعها الى خلل هيكلي في تسيير البلاد تسبب فيها.

 

غالبية التونسيين تتحدث عن بن علي وعن يمينة الزغلامي  وعن مصطفى بن احمد وتصورهم مثلما تصور الضفادع أما أنا فلم أتحدث عنهم لأنني أعتبرهم تعبيرات مختلفة عن خلل في الحكم أي أنني أركز على السبب الذي مكن هؤلاء جميعا من بلوغ ما بلغوا من شأن .

 

غالبية التونسيين يكتبون في هذا الذي اغتصب مسنة في التسعين أو هذا  الخمسيني الذي اغتصب قاصرة في العاشرة من العمر وأنا لم أكتب شيئا في مثل هذا الموضوع لأنني أعتبر مثل هذه الأحداث نتيجة لسبب يقع تناسيه .

 

غالبية من يكتبن في موقعي من النساء والرجال ترفق تدخلاتها بصور لا علاقة لها بما يكتب وأنا أشمئز من ذلك ولكنه ليس في امكاني التدخل في الأمر لأنني أعرف السبب الحقيقي وراء هذا الاشهار رغم أن الجميع يتخفى وراء " عفة " لن يصدقها أحد .

 

ما أكثر من يتغنون في موقعي  ب"النضال" من النقابة الى فلسطين الى كل الأمة العربية بل الاسلامية ولوكان هذا التغني يكلف دينارا واحدا في اليوم لما رأينا صدى لهذا التغني الا عند من رحم ربي.

 

خلاصة القول هي أنني واع بما أرى وأسمع ولكنني  لا أتوفر على حيلة  ناجعة للخلاص الحقيقي .

 

 

10 جانفي 2019

 ما يميز التنسيبيين التونسيين والشمال أفريقيين عن غيرهم :

 

تحتاج كل حركة فكرية سياسية الى توضيح مقوماتها النظرية والاجتماعية حتى لا تخدع الناس وفي ما يلي مقومات هذه الحركة :

 

أولا  المقومات النظرية:

 

تقوم هذه المقومات النظرية على التميييز بين اسلامين مختلفين هما الاسلام الخديجي البوبكري واسلام القرآن اللاحق .

 

ب. ترفض هذه الحركة الفكرية السياسية فكرة قياس الحاضر الى الماضي لايمانها بفكرة التقدم .

 

ج. تقول  بقياس الحاضر الى الحاضر لأن كل بناء لا يمكنه أن يستغني عن المقارنة بين الحضارات  الحالية المختلفة .

 

ثانيا المقومات  الفكرية السياسية الاجتماعية :

 

  • النظم الفكرية السياسية بين العمودية الاطلاقية والأفقية الاجتماعية .
  • حل مسألة السبب والمسبب (بتشديد الباء وفتحها) أو مسألة العلية cause et effet .
  • مسألة الاباحة والتحريم
  • مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة
  • مسألة العلاقة بين الحاكم والمحكوم .
  • مسألة العنف السياسي والجنسي واللفظي .
  • خاتمة : تقييم تجربة الزواج البغلي بين الحزب الدستوري وحزب النهضة .

 

 

10 جانفي 2019 مساءا

التنسيببيون وخلطة الألوان

كتب المستثمر الزيتوني القمحي محمد الناصر النفزاوي :

 

" يا ناس ، محمد الناصر النفزاوي ليس أبيض تماما أو أسود تماما . هو مزيج من اللونين  يتغير  بتغير الزمن ويبدو الآن  أن اللون  الأبيض  بدأ الآن  يغلب عنده  على اللون  الأسود .

 

أمه فاطمة  بنت التهامي الغربي الأمية  لم تكن قبل ولادته سنة 1948 بيضاء تماما أو سوداء تماما . كانت  مزيجا من اللونين تراوحت حياتها بينهما  حسب تغير  العمر .

كل ما ينشأ في  الأرض خاضع لهذا القانون الأبدي الذى لا مرد له :

 

براءة مطلقة عند النشء الأول  فتلون بلون من الألوان  فنهاية تولد منها بداية جديدة

 

قرأت ذات يوم كتابا  لم أعد أتذكر اسمه  حول الحضارة الأمريكية  زمن " البراءة" بقيمها الأولى والحضارة الأمريكية نفسها  عندما تحولت سياستها الى نقيض ما ولدت عليه.

 

الحضارة العربية الاسلامية  لم تكن  بيضاء  تماما أو سوداء تماما . هي مزيج  من اللونين  تراوحت  بين  البياض  والسواد حسب تغير  العصور ومنها  العصر الحالي :

من لا يفهم ما أقول لن يتمكن من فهم معنى  حادثة ذبح  الطالبتين السكندينافيتين (24 و 27 سنة ) في مراكش قبل شهرين !

 

الجمهوريتان التونسيتان تراوحتا  بين  1957 و 2019 بين البياض والسواد ولكن غلب السواد  عليهما في النهاية  فأشرفتا  على الموت السر يرية ويكفيكم أن تتمعنوا في صورة الندائي مصطفي بن احمد وهو يدخن سيجارا قد يكون كوبي الانتاج  وصورة  الفرفورية يمينة الزغلامي حتى لا أتحدث عن صورتي السبسي والغنوشي لتفهموا مسألة التدرج من البياض الى السواد ولتفهموا أيضا  لم يدعو التنسيبيون التونسيون الى تأسيس جمهورية تونسية ثالثة تقي من البرد المجمد والحرارة المشطة  على حد سواء

 

كل ما في الحياة  يميل  الى الهروب من الطرفين المشطين الأبيض  المطلق  والأسود المطلق  لأنهما مجرد تصور  عقلي لا أساس له  طبيعيا ويتوق الى التمركز في وسط مجمع عليه اجتماعيا  سياسيا .

 

لماذا كتبت هذا ؟

 كتبت هذا لأنني أقرأ  في موقعي الشخصي حديثا أشمئز منه يكتبه أبناء  عن أمهاتهم قبل أن يولدوا  يظهرهن في صورة لا انسانية أي خالية من السواد تماما  وهذا أمر تكذبه طبيعة الأشياء .

 الخلاصة :

  التنسيبيون التونسيون  والشمال الأفريقيون  طلقوا  الثنائية في كل شيء لأن كل شيء  يكذبها  وهذا يعني  أن ما يحدث  في بلادنا  ليس أكثر من نتيجة  مزج غير موفق  بين  لونين  متناقضين  تماما هما اللون الأبيض واللون الأسود من دون  توفر  كيميائي يجيد خلط الألوان فالمطلوب ، اذا ، هو البحث عن كيميائي يحذق  عملية  المزج  بينهما  وما أصعب  العثور اليوم على " نابغة "  في هذا المجال  !

 

12 جانفي 2019

لا يوجد  على وجه الأرض  شعب جبان  تماما وشعب شجاع تماما

 

مأخذي الأساسي  على المنصف المرزوقي ليس سياسيا لأنه يشبه في هذا المجال  كل ما نعرف عن السياسيين  عندنا من هجانة  التفكير السياسي ولكنه يتعلق  بتركيب دماغه غير التنسيبي ومن يكون دماغه غير تنسيبي وسواء أكان رجلا أو امرأة  وفي كل بلاد الأرض  وفي كل المجتمعات وفي كل الأزمنة فهو يعمد الى التعميم  الذي هو لغة الحمقى من الناس :

المرزوقي عندنا  وساركوزي  في فرنسا  وترامب في الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المعنى سواء.

 

رؤوس الشعب التونسي  مثل كل  رؤوس الشعوب  بل مثل  رؤوس القطعان من الطير الى الخنازير البرية تتأثر الى حد كبير بقادتها و اذا كان هؤلاء غير تنسيبيين فان أغلبية الناس تتبعهم في التفكير  الاطلاقي  التعميمي وهذا الواقع هو الذي يبرر سبب تأسيس 200 من التونسيين  مدرسة فكرية سياسية تدعو الى غرس عقلية التنسيب في أدمغة الناس حتى تصبح حقيقة في الأمد البعيد لأن ذهنية التعميم خطر حقيقي فهي التي " أنتجت "على سبيل المثال قولة " كل النساء قحاب باستثناء أمي " أو " المرأة شقفة بول "مثلما " أنتجت " قولة " كل الرجال خونة غدارون  باستثناء ابني البكر " .

 

هذه الذهنية  ولن أقول العقلية " يرضعها " الطفل مع حليب أمه  ولا تكفي  حتى الدراسة  الجامعية  العالية  للاتيان عليها تماما  لأنها تتخذ صفة الجذور .

 

تتميز ذهنية  من يلجؤون  الى التعميم  الخاطئ دماغيا وسواء أكانوا مرزوقيين أو سركوزيين أو ترامبيين بأنهم يستثنون أنفسهم وأمهاتهم وبناتهم من هذا الحكم فهل من ضلالة دماغية أشنع من هذه !

 

نحن التنسيبيين  التونسيين لا " نحب " الشعب التونسي  لأنه تونسي  تأثرا بوطنية " صوفية " زائفة لأن كل ما نتوق اليه هو انصاف هذا الشعب عن طريق وسيلة واحدة وحيدة هي  تمكينه من التفكير في نفسه بنفسه باعانة من مثقفيه ومثقفاته العضويين التنسيبيين .

 

تمعنوا في تركيب أدمغة  الأمريكي نعوم  شومسكي  ودماغي  ودماغ ابن رشد ودماغي خديجة وأبي بكر ولسوف تفهمون جيدا ما أقول لأن  القضية هنا هي قضية  أخلاقية  في أساسها  تتجاوز ظرفي المكان والزمان  !

 

6 جانفي 2019

 مقالة قصيرة جدا في " الأنانية الوطنية " أو كلمة في " البعوث " :

 

اجتاحت موقعي الفيسبوكي  منذ شهر تقريبا  دعوات " البعوث " فهذا  يدعو الى بعث ناصري  وآخر  الى بعث  سوري  وثالث الى بعث قذافي وكل هذا الواقع  السياسي الأعشي تنظيرا فكريا سياسيا  يدل على  فقدان البوصلة الوطنية اذ لماذا  لا ينشغل القوم  على بعث تونسي تنسيبي صرف في مرحلة أولى يجرم  وضعا  يدفع عددا  من التونسيات والتونسيين الى التغذي من القمامة  وأكل الخنازير  المحرمة دينيا حتى اذا  ما تحققت وحدة وطنية تقوم على أسس اجتماعية قريبة من العادلة اشتغلوا بما وراء البر والبحر ؟

 

لا تفسير عندي  لهذا الهروب  الذي لا يكلف دينارا تونسيا واحدا  الا بعجز تنظيري غير قادر على التمييز بين الأهم والمهم وترتيب الأولويات ترتيبا سليما.

 

لا حظوا أنني  لم أتحدث  عن "بعث " آخر  اسمه " النهضة لأنني أرد اشتقاق اسمها لا من نهض ولكن من " ناض " ينوض نوضا !

 

7 ديسمبر 2018

مقالة في التمييز بين  أبي بكر  وعمر  في فهم الاسلام  وتأثير ذلك  فينا اليوم :

 

" ما ساد في فضائنا  هو قراءة  عمر الاسلام واندثار  قراءة خديجة وأبي بكر "الصديق " باستثناء  حالات  محصورة تمثلت  في الرشدية المغربية وفي تفكير  التنسيبيين التونسيين حصرا وهم قلة غير مؤثرة في الجماهير الشمال أفريقية  أي العامة مما دعاني الى التمييز بين مفهومي الذهنية  والعقلية  وهو تمييز  غير معتاد في المعاجم والى القول  ان العامة مرتبطة بالذهنية أما الخاصة فهي أكثر ارتباطا بالعقلية مما سبب ضعف تأثيرها في سواد الناس والغوغاء بالمصطلحات  القديمة.

 

ما حدث في البلاد الغربية  ليس في نظري أكثر من تقلص مفهوم  الذهنية  وبداية  غلبة  مفهوم العقلية فواحد مثل  مكيافلي  لم يفعل  أكثر من التنظير  للتقابل  بين مفهومي العقلية التي يجب أن تتصف بها الدولة والذهنية  الغالبة على العامة التي يجب  أن تحكمها الخاصة برأسها التنفيذي باستعمال كل الوسائل  الممكنة ومنها وسيلة الدين .

 

في فضائنا استوردنا  هذا التقابل  في صورة  يساريين  يقولون بصراع الطبقات  وسلفيين عربوا المصطلح  وسموه تدافعا ومعناه واضح لمن يعرف اللغة .

 

الجميع ، اذا ، يقول بفهم عمر  الاسلام ولا يقول بفهم خديجة وأبي بكر مما فتح الباب واسعا  أمام  كل سلوك  لا أخلاقي بالمعنى النبيل للأخلاق لأن غايته  هي الوصول الى الحكم والابقاء عليه .

 

في الحالة التونسية يرى كل واحد منا  أن السلفيين ممثلين في حزب النهضة الذي مكنته امارة قطر الخليجية من دعم مالي حاسم يستعملون  كل الوسائل للابقاء على هيمنتهم على بلاد ترفضهم  منها وسيلة التعويضات المشبوهة بكل المعايير.

 

ان الغاية الأخيرة  من التعويضات هي التحكم في  نتائج انتخابات 2019 التي  سيحسم نتائجها المال الفاسد متعدد المصادر والتمويل  أي بشراء ضمائر  مئات الآلاف من الناس ب 30 أو 50 دينارا تونسيا في عامة  جزء منها  يتغذى خلسة  من القمامة ومن لحم خنزير تحرمه شريعة عمر ولم يسمع مجرد سماع بمناظرات من يغرقون موقعي الشخصي الفيسبوكي بصراع  لا يشغل بال الناس ولقد سبق  لأبي حيان  التوحيدي أن كتب منذ قرون " من جاع  أكل ما وجد " فلتتهموه باليسارية والتطرف والالحاد !

 

سأبقي في موقعي  الفيسبوكي  على صورة  القط والجرذ  والتعويضات لأن صورة القط  تعبر عما صارت عليه  الدولة التونسية من ضعف أثار شهية كل الجرذان .

 

7 ديسمبر 2018

جلطتي الدماغية سنة 2012 هي سبب ولادة عقيدتي التنسيبية المعادية للعمرية

 

" يا ناس ،

حديثي عن التنسيب والتنسيبية لا علاقة له  بنسبية أينشتاين التي لا  أفهمها ولكنه استخلاص  لنتيجة  اصابتي  بجلطة دماغية  سنة 2012  لم تلحق بي ضررا شبيها بما أحدثته جلطة عبد العزيز بوتفليقة من آثار جسيمة لأنني استعدت كل امكاناتي السابقة من دون استثناء  بعد عام   فمصدره  ، اذا ،  طبي  وليس  فيزيائيا والعلوم  الطبية لم تتطور في ما يتعلق  بنشاط الدماغ وبصورة حاسمة  الا البارحة وهي التي قضت  نهائيا على فكرة التقابل  المطلق بين الرجل والمرأة على سبيل المثال بكل ما ينجر عن ذلك من نتائج .

 

 كثير ما الناس ما زالوا يستعملون فرويد في الحديث عن هذه المسألة ونصيحتي اليهم هي أن يطووا صفحة فرويد في هذا الموضوع .

 

كتبت هذا رفعا  لكل التباس وأنا لا أنتظر قبول أفكاري  قبل 20 سنة على الأقل أي بعد مماتي لأنني جربت ذلك  من قبل فلقد بدأت  في نشر افكاري  منذ 30 سنة  أو أكثر  ولكنني لم  أر  تأثرا  بها  الا بعد ربع قرن فلتتذكروا  مسألة البذر وشعار Je sème à tout vent .

 

14 جانفي 2019

المدرسة التنسيبية  التونسية  من خلال  أمثلة حية :

 

يلاحظ  التنسيبيون  في تونس أن عددا من  قرائهم يخلطون بينهم  والاشتراكيين

في المسألة الاجتماعية ويؤكدون أن التنسيبيين لا يفعلون اكثر من اطلاق عبارة " " التعديل الاجتماعي " على اشتراكية لفظها الجميع متناسين عمدا  أن مدرستهم هي مدرسة  أصيلة ترضع  من ثدي  أبي ذر الغفاري  في التراث القديم في مسألة العلاقة بين الغنى والفقر ومن ثدي قولة معاصرة هي " قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق " .

 

رأس التنسيبيين  التونسيين  حلم ذات ليلة قبل أن يستفيق بقطع راتبه  لا لأنه ارتكب جرما اجتماعيا  لأنه ليس أكثر من حامل قلم قد يخطئ أو يصيب ولكن لأنه كتب تدوينة ذهبت مع الريح فلم يقتصر العقاب عليه  ولكن طال عائلته الحرام  في روح  كل شرائع  الأرض من زوجة وأولاد .

 

مثل هذا العقاب  يعتبره التنسيبيون اعداما لا يعلن عن نفسه ولن يبرأ من يتعرض له  من تبعاته  مدى الحياة .

 

عن الأستاذ  بلغيث  أتحدث  وعن الصحفية  الجندوبية  وان بشكل أقل أتحدث .

 

أيها الناس، لم تعط  الأنظمة  الحاكمة  في البلدان المتطورة العمال حقوقهم وان بشكل منقوص  بدافع " الرحمة " ولكن  سعيا منها  الى تلافي  عنف  يذهب بالدولة و بمن فيها .

 

عندما أرى أن بلدي يحكمه  جزئيا  شاهد " غشير"  ولد  عندما كنت  مدرسا  في عين دراهم جندوبة  أي البارحة  يسمح لرهط من الناس  أن يتحكموا في رقاب أساتذة التعليم الثانوي وفي صحافيات  قادرات  تطمحن  الى تأكيد وجودهن  بالنضال العضوي  لا بثقافة  السرير وحواشيه  و بالسطلة لا يسعني الا أن أقف  في صف أساتذة التعليم الثانوي وممثليهم  لا لأنهم معصومون ولكن لأنهم يمثلون عشرات الآلاف من أساتذة متعددي الاختصاصات  لا أحد في امكانه  أن يشكك في ما قدم أسلافهم وما يقدمون الآن  من بذور التنمية  الحقيقية للوطن .

 

كاتب هذه المقالة ليس شيوعيا  ولا اشتراكيا  هو أستاذ متقاعد تنسيبي فقط .

 

4 نوفمبر  2018

من انجازات المدرسة التنسيبية التونسية : ابداع مفهوم " المثقفة العضوية " واشراك مئات التونسيات في عملية التغيير الجذري .

 

أغلب المهتمين بالتفكير السياسي يفهمون معنى مصطلح " المثقف العضوي " ولم يسمعوا  بمصطلح " المثقفة العضوية " لأن التنسيبيين التونسيين هم الذين أبدعوه  بعد أن لا حظوا أن الأنظمة القائمة  استتبعت مثقفات تقليديات تخدمن بصورة أو أخرى هذه الأنظمة ولا علاقة لهن حقيقية  بمشاغل المهمشين اجتماعيا من الرجال والنساء كما أن هذه الأنظمة أكثرت من الحديث عن تناصف شكلي لا يطال الأغلبية من النساء ولذلك قرر التنسيبيون التونسيون تمكين كل النساء من فرض التناصف فكريا سياسيا بتشجيعهن على الكتابة  الفكرية السياسية  التغييرية التي لا يمكن  لأحد أن يقلم أظافرها . وهذا هو نص ما كتبه أكبر التنسيبيين التونسيين سنا في الموضوع :

 

" أقولها بصراحة  ان غايتي  هي تكوين " المثقفة العضوية "

 

قرامشي  تحدث عن " المثقف العضوي " وقصره على الرجال  من دون النساء  بسبب ظروف  ايطاليا زمنه ولكننا نحن  في تونس وفي كل بلاد المغرب مطالبون  بتطوير هذا التفكير  حتى يشمل النساء اللائي يمثلن  نصف المجتمع  ليصبح التغيير الجذري قضية الجميع من دون استثناء.

 

من تتسمين  بالمثقفات  في فضائنا هن مجرد خادمات للنظم  الحاكمة  وحتى عندما تقع تسميتهن  في مناصب  عالية لا تمثلن  في حقيقة الأمر غير تعبير  باهت عن نظرة من سموهن  في هذه المناصب.

انظروا  الى كل  النساء في تونس من دون استثناء وسترون  أن  حتى من تدعي منهن قطيعة  مع النظام الحاكم  سرعان ما تلتحق به  اذا ما  ألقيت اليها بعض قطع الشوكولاطة فنحن ، اذن ، مطالبون  بتوليد مثقفات من نوع جديد  تفكيرا وممارسة تضفن الى  اهتماماتهن  الأدبية  والشعرية والقصصية  اهتماما جديدا  هو الاهتمام  أو الهم  الفكري السياسي لأن مستقبلهن  ومستقبل ابنائهن  مرهون بهذا .

 

على المرأة  في فضائنا  أن تغادر  المناطق الرخوة الى مناطق أكثر صلابة وهذه المغادرة  ليست بالأمر السهل  أو قريب  التحقيق في أجل منظور .

 

هذا هو سبب  تخصيص  كل هذا الأسبوع  لقبول  طلبات  انخراط النساء في  الموقع الجديد باستثناءات قليلة جدا  تخص رجالا  عرفوا  بعلاقاتهم  الوثيقة  بموقعي القديم  الذي منعت من الوصول اليه  ولا اعرف  شيئا عن مصيره رغم  محاولاتي الاتصال به نظرا الى أنني نشرت فيه مئات المقالات .

 

كتبت هذا  تبريرا  لرفض  طلبات الرجال طيلة هذا الأسبوع لأنني أقول  بالتناصف  في ميدان الانتاج الفكري السياسي الذي يمكن أن ألمسه بدماغي  أما أشكال  التناصف الأخرى فدماغي  عاجز عن فهم أسبابها  الحقيقية ."

 

3 نوفمبر 2018

لماذا شجعت  النساء  على الكتابة في موقعي الشخصي ؟

 

“ سأقتصر هذا الأسبوع على اضافة  عدد من النساء الى موقعي الشخصي  وهذه هي الأسباب :

 

  • انا انسان تنسيبي خاضع  كليا لتركيبي الدماغي وهذا الدماغ  يرفض  الفكرة القديمة  التي  تقوم  على التناقض  التام  بين الرجل والمرأة والتي أثبت التطور  العلمي تهافتها .

 

  • لاحظت اقبالا نسائيا على موقعي الجديد وكان علي أن أقبل  عددا متزايدا من النساء  فيه  ولقد لجأت  في ذلك  الى الصورة التي  كونها عنهن  10 أشخاص  ممن يعرفوهن  من الرجل فما أكثر  مع استثناءين  اثنين  قبلت فيهما امرأتين  لا تستجيبان  لشرط وضوح ملامح الوجه لسبب أعرفه.

 

هؤلاء النساء  طبقن حرفيا  شروط الموقع الشخصي وهن هنا يختلفن  عن الكثيرين  من الرجال  الذين  يلجؤون  الى المراوغة.

 

  • مستويات هؤلاء النساء رفيعة عموما وكلهن آخذات بفكرة التقدم بالمعنى  الايجابي لهذه الفكرة وقلة منهن يقلن  بالدعوة  النسوية المعادية ل "الذكورية " على غرار تفكير نوال السعداوي وحوارياتها  في تونس اللائي يرفضهن موقعي لغياب فكرة التنسيب  عندهن  فكأنهن  تخضن " حرب طبقات "  بين النساء والرجال وهذه ضلالة  مضرة في نظري .

 

  • يعول موقعي على هؤلاء النساء  في نشر فكرة التنسيب  في المجتمع  ضمن الثلاثي  الذي نقول به نحن التنسيبيين التونسيين  وهو 1) فكرة التقدم 2) فكرة التنسيب 3) فكرة التعديل الاجتماعي.

 

هذا الثلاثي ان اجتهدن  في غرسه  في من تلدن فلسوف يقيهم طوال دورتهم الحياتية .

أنا شخصيا  لم اتمكن  من النجاة بجلدي وآمل  في نجاة  غيري  الا عندما  عثرت بعد  تجربة  طويلة ومريرة على هذا المفتاح العجيب  الذي هو  التنسيب في كل شيء.

 

  • لو طبقن ما أوصي به على تفكير من يحكموننا  الآن وفي نيتهم أن يحكمونا  في المستقبل فسيلاحظن  أن "المرض الخبيث " الذي سيذهب  بهم جميعا الى حيث تعرفن  هو بالذات  غياب فكرة التنسيب  في تفكيرهم  بما ينجر عن ذلك من فهم معين  للوطن و الديقراطية  وبقية  أنواع الـ "ببوش " الخالية من محتواها .

 

هذه المقالة سبق أن كتبتها  صباح اليوم  بصياغة  أخرى  ولكن انقطاع الأنترنيت  طيلة اليوم  حال دون نشر الصيغة الأصلية ولكن  تعودي على التخطيط لما أكتب  سمح باعادة نشرها  بالصيغة الحالية .

 

6 نوفمبر 2018

التنسيبيون التونسيون وما يفضلون من الأغاني :

 

" المدرسة التنسيبية التونسية  مدرسة  أصيلة  وليدة  لا علاقة لها بما سمي  بـ " الاسلام الوسطي " الذي جندت  أنظمة  مختلفة  مثقفيها  ومثقفاتها  الدعار  للدعوة اليه .

 

لقد اتخذ التنسيبيون شعارا  شعريا لهم  هو :

مما يكره  في أحزاب تونسنا عجز عن التوفيق بين القول والعمل

 

ولكنهم  واعون  أن للأغاني  دورا كبيرا  في توجيه الذهنيات وهي تذاع  24 على 24 ساعة في اليوم وكلها  تحمل  مضمونا  يعارض  ما تدعو اليه مدرستنا من وجوب تطليق الماضي خيره وشره وبدء حياة جديدة متجددة  لا شيء يشلها  مثل الشعور بالذنب العاطفي أو الديني ولهذا السبب  اختار  التنسيبيون أغنية مفضلة عندهم قصيرة جدا  هي Je ne regrette rien لـ ايديت بياف على عكس  الأغاني  الرائجة  التي قد تستغرق  أكثر من ساعة لأنها تعبر عن ذهنية مجتمع زراعي خامل وحالم جنسيا خاصة .

 

هذه الأغنية القصيرة تعبر عن تفكير التنسيبيين لأنها تقول " حياتي تبدأ من اليوم

 

تفحصوا  كلمات  هذه الأغنية واحكوا على مضمونها اذا كان يدعو الى الحنين  الى ماض  سياسي أو ديني أو عاطفي ؟

 

التغيير  اما أن يكون  جذريا شاملا  أو لا يكون  لأن مسكنه الدماغ "

 

9 ديسمبر 2018

التنسيبيون  التونسيون ورأيهم في ما يأكل الناس ويشربون

 

لم يتبق في ذاكرتي مما كتب أبو حيان التوحيدي  غير قولته " من جاع أكل ما وجد " ولذلك  تساءل دماغي كيف يمكن لمن يعيش في جبل تكثر فيه الخنازير البرية مثل جبال الشمال الغربي التونسي ألا يتخذ منها  غذاء يحول دون موته جوعا ؟

 

كيف يمكن للمرأة  ألا تقحب  اذا جاعت وجاع أبناؤها وبناتها  ؟ وطبق ذلك على كل  شيء .

 

لقد اجتهدت  في فهم الاسلام أنا الذي حفظت القرآن منذ طفولتي  وتبين لي  أن أصل المشكلة  يكمن في التناقض  بين فهم خديجة وأبي بكر الاسلام وفهم عمر الاسلام فالاسلام الخديجي البوبكري عال  علي أما فهم عمر الاسلام فهو فهم واطئ منخفض وهذا الاسلام المنخفض  هو الذي تولدت  منه  كل  النزاعات العربية والعالمية لأن كل الأنظمة الحاكمة في تاريخ الاسلام تبنت فهم عمر ونبذت فهم أبي بكر .

 

مذهبي هذا  في القراءة  لو وقع تطويره  يمكن أن يلقي  بأغلب  ما كتب  حول الاسلام  شرقا وغربا  في المزبلة لأنني  استندت  فيه لا الى القرآن  وما كتب حوله  ولكن الى روح الاسلام الخديجي البوبكري  وأبو بكر  وعمر ومحمد  متجايلون  يعبرون عن  ذهنية (ولن أول عقلية) تكاد أن تكون واحدة.

 

من في مقدوره أن يتوسع  في ما قلت  وأن يدعمه بأمثلة بأمثلة مقنعة ؟

 

لو فعل ذلك  لقدم خدمة جليلة  الى الانسانية التنسيبية ولا يهم  هنا اذا  كان للتنسيبيين التونسيين  الفضل  في هذا السبق  الحاسم  في قراءة الاسلام .

 

سأبقي على هذه اليومية الفيسبوكية أطول مدة ممكنة  فقد يستثمرها  عدد من  القراء في مسائل  مثل الافطار والصيام في رمضان وتحريم أكل الخنزير البري في حالة الجوع القصوى المهددة للحياة ومسالة نكاح الميتة ومسائل أ خرى .

 

انه لا سبيل  الى دفن تفكير السلفيين  دماغيا  سواء أكانوا  القرضاوي  أو الغنوشي  أو الوهابيين عموما   أو ...أو…. الا بتبني قراءة أبي بكر اسلام ما قبل القرآن  ولو كلف  السبسي عندنا  عددا من التونسيين باستثمار ما كتبت  وخصص جزء تافها من ميزانيته الخاصة  لتأليف كتيب مبسط  في المسألة  لقطع الطريق  نهائيا  على من يتهمه بالحيد عن الاسلام اذ من عرف الاسلام   أكثر من أبي بكر الذي  يصفه عامة المسلمين ب " الصديق " ؟

 

21 نوفمبر 2018

مقالة في التمكين التنسيبي : أرضعوا  من تنجبون  حليب التنسيب فهو أسلم حليب

 

نسب relativiser فعل  لا وجود  له في لغتنا العربية .

الأطفال  ذكورا واناثا  يتحولون  الى رجال ونساء ولا يفكرون  الا بالاستناد  الى ما علموا باستثناء  عدد قليل لا يعتد به اجتماعيا  لأنهم محكومون  بغريزة القطيع  التي هي غريزة  طبيعية  تسبق  كل ما هو ثقافي ومنه التفكير  الاجتماعي السياسي .

 

  1. الجميع لم يفكر من نشوؤه في تسريب فكرة التنسيب الى أدمغتهم وذلك  لسبب بسيط  هو أن  هذه الفكرة " مستوردة  "  ولم يكن لمعلم التلاميذ  فكرة  ولو بسيطة عنها  مما نتج عنه 12 مليون  تونسي " يتنفسون" تنفسا  غير تنسيبي أي  يميلون الى  الاطلاق والتعميم  اللذين تمقتهما  المدرسة التنسيبية التونسية مقتا لا حد له لأنهما  يناقضان  تفكيرها  مثلما يناقض المرض الصحة .

 

  1. كل من يكتب في موقعي الشخصي الجديد لم يفهم أن التنسيب  يجب أن يغير  النظرة  الى كل ما ربي عليه :
  • النظرة إلى علاقة الرجل بالمرأة
  • النظرة الى العلاقة بين الدولة والمجتمع العريض
  • النظرة الى تاريخ البلاد الاجتماعي السياسي واعادة النظر في من قاموا بدور من الأدوار في زمن مضى وحكم عليهم التطور القاهر بوجوب الصمت  الآن.

 

 

  1. الثورات في الماضي ودائما  تعبر  عن حالة  اختلال في التوازن الاجتماعي وكل غاياتها  اقرار  توازن  جديد فاذا  تحقق هذا التوازن  لفترة معينة فان  الطبيعة الاجتماعية  تطلب  توازنا جديدا  لا علاقة له وثيقة بالتوازن القديم بسبب ظهور  قوى  اجتماعية جديدة .

 

5.لم أقرأ شيئا مما  يكتب في موقعي الجديد  وكنت آمل أن يكون جديدا حقا يستجيب لروح التنسيبيين التونسيين  فهذا يطالب بـ " ثورة " وهو لا يفهم ماذا يعني  هذا المصطلح  وذاك  يمتدح  بنعلي  ويتامي الدستوريين   لأنهم سيخلصونه  من " النوضة " وأخرى  قبلتها البارحة  في موقعي  تشجيعا للنساء على الخوض في المسائل السياسية تدبج  كتابات فيسبوكة  في ثلب الأمين العام لاتحاد الشغل  وكأنه هو اتحاد الشغل بكل من فيه فيرد عليها  " فحل " نقابي  أن  الاتحاد هو " الوتد  الأخير في خيمة البلاد "

 

خلاصة القول  هي  أنني  سأواصل  مشروعي  في تكوين "المثقفة العضوية " لأنه ليس عندي  اختيار آخر  فأنا واع أنني واحد من شعب إذا خرج أغلبه من مشكلة  " عصبان العيد " سيطرت عليه مشكلة " العصيدة " .

 

أغلب المدونين  يتحدثون  عن  الشعب جميعه  وعن الوحدة الوطنية  ولم يكلفوا أنفسهم  البحث  في ما يميز  فكرة الشعب  عن ذهنية القطيع .

 

تعليق الصديق  حسين بوراوي  على المقالة :

 

"  أغلبية الشعب لا تميز  بين الخاص والعام وما هو ذاتي وموضوعي . بالوعي  والتجربة  سوف يكتسب الشعب ثقافة سياسية  تؤهله لتطليق "منطق" القطيع "

 

20 نوفمبر 2018

مثقفة عضوية تونسية رائدة اسمها شريفة ولقبها الأخير المسعدي  (ت.2004)

 

" محمود  المسعدي أديب  تونسي كبير  يصعب  أن تجد من المثقفين والمثقفات التونسيين  من ينقده رغم أنه  لم يكن  مثقفا عضويا ولكنني  لم أفهم لمدة طويلة  لم كان دماغي ينفر من قراءة  ما كتب ولقد   فهمت  سبب ذلك  في نهاية الأمر  بعد أن استوفت معلوماتي  عن حول تأثير  شريفة المسعدي فيه وهي  التي ماتت  سنة 2004 و طلب أن يدفن قريبا منها .

 

كل من كتب سيرة  محمود  المسعدي الأدبية  ركز على الرجل ونسي المرأة  ولكن  النص الذي  أعرضه عليكم  والذي لم أعثر على مثيل له  في لغة " الضاد " أنار  سبيلي  وبرر  توجهي  الى شبه اغراق موقعي الجديد  بالكتابات النسائية  لاعتقادي  أن المرأة  عموما أقدر على استيعاب  مفهوم التنسيب  لأنها  معدل  حرارة  تقي من الجفاف  المتلف  والبرودة  القاتلة  وهذا هو معنى التنسيب  في كل معانيه .

 

عليكم يا سادتي ويا سيداتي  أن تعيدوا النظر  في دور " ميمونة " ومكانتها .

Leaders (https://www.leaders.com.tn/article/7166-messadi-familier) : Messadi , familier : qui mieux de Dorra , “ sa  fille singulière “  pouvait nous parler  de Mahmoud Messadi ?

 

26 نوفمبر 2018

أتهم  مثقفي تونس  وبلاد المغرب  بجهل " عالم الجمل "

 

1.في الأمثال المراكشية تحذير من  البحر والمخزن  والجمل . ولقد تساءلت  عن سبب  ادراج الجمل  ضمن هذا التحذير .

 

2.السبب  هو أن الجمل يخزن في ذاكرته من يؤذيه  ويرد عليه  بعنف  عندما  تسمح الفرصة  بذلك .

 

3.كتبت أكثر من مرة ومن دون جدوى  أن " الدودة في الثمرة " فلم يفهمني  الكثيرون لأنني استعملت  عبارة " شعرية " فماذا كنت أقصد ؟

 

كنت أقصد أن ما يحدث في تونس ليس أكثر من استفاقة جرح قديم لم يندمل  هو الجرح الذي خلفه  الصراع السياسي  على السلطة  بين الحبيب بورقيبة  وصالح بن يوسف والذي  قسم التونسيين  الى  بورقيبيين وبنيوسفيين فانقست جهات  البلاد نفسها على هذا الأساس وأنجب التونسيون  أولادا وبناتا ورثوا لا شعوريا  هذا الانقسام سواء أكانوا عمال زراعة أو محامين وساسة .

 

4.اليوسفيون يعتبرون أن الدولة التونسية  ليست دولتهم  وانما هي دولة بورقيبة وكل ما يمكن  أن تحققه يفتقر الى  الشرعية  ولا بد من التصدي  له بكل ما هو متاح مما نتج عنه ولادة تيارات يقول بعضها بالولاء للشرق أو تركيا وأخرى تتهمها  باللاوطنية. أما الغائب  الوحيد  فهو أغلبية الشعب التونسي  غير القادر على فهم  أسس هذا النزاع  البعيدة  فهلل جزء منه  استفاد من اصلاحات بورقيبة  وبقي الجزء الآخر  بواسطة  من يتحدثون باسمه ينتظرون  الفرصة  لـ " ثأر الجمل ".

 

5.اصطف التيار  اليسار  التونسي  وراء بورقيبة  لأنه اعتبره آخذا بفكرة الحداثة رغم أنه قمعه  فكريا سياسيا ولكن هذا التقسيم  بدأ يتآكل  زمن  محمد الصياح  ومحمد مزالي اللذين  عمدا محاربة منهما لليسار  الى تشجيع  تيار يستهدف الجميع لأنه  حامل " ذاكرة الجمل ".

 

  1. لاحظ كل من كان يتابعني فكريا سياسيا أنني لم أكتب شيئا يتصل بما سمي بـ " تقرير بشرى " أو الغرفة السوداء  وما شابه ذلك والسبب في ذلك  هو أنني لا أقف عند أوراق الشجرة  ولكنني  أهتم بالجذور  ومن يهتم بالجذور  في إمكانه  أن يفهم  الكثير مثل  تركيب دماغ  سهام بن سدرين  أو منصف المرزوقي  أو راشد الغنوشي وهو دماغ مشبع بـ " ذاكرة الجمل " ولقد جروا عامة التونسيين جرا  الى الغرق في مستنقع لا مخرج منه إلا  بنمو اقتصادي شامل  قادر على  تجاوز " ذاكرة الجمل " وهو ما لا نراه اليوم .

 

7.ملخص القول  هو أن مسألة  التعويضات  ليست الا  شجرة تخفي غابة  لأنه يوجد  جزء من التونسيين  لا يرون أن هذه الدولة هي دولتهم  ولهذا السبب  هم يطالبون  حتى بما يمكن  أن يذهب بها  الى المزبلة .

 

لقد تعبت من التورية  ولهذا  كتبت هذه المقالة .

 

ملاحظة : هذه المقالة  نالت اعجاب الكثيرين .

 

28 نوفمبر 2018

التونسيون وفقدان البوصلة

 

رأي  التنسيبيين التونسيين في  ما يحدث في تونس اليوم  يتلخص  في فقدان  البوصلة  والمنارة  والنبراس.

 

  1. 1. يحتاج البشر والحيوان على حد سواء الى بوصلة  أو منارة أو نبراس  يرشد خطاه حتى لا يضيع  في هذه الحياة.

 

  1. في بلاد المغرب قامت أحزاب الاستقلال بدور البوصلة الارشادية لأن من شروط البوصلة  أن تكون تعبيرا  عن رغبة العدد الكبير من  البحارة  .

 

 

  1. ما يحدث اليوم في بلادنا هو نتيجة  حالة غياب  البوصلة الوطنية الموجهة المرشدة لأن  كل بحار  صنع له بوصلة  خاصة به  وادعى  أنها بوصلة جامعة  فرأينا  بوصلة حقوق الانسان  وبوصلة السلفيين  وبوصلة خصوم السلفيين  وكل نبراس  من هذه النبراسات  لا يستمد ضوءه من ذاته  ولكن من منارات  بعيدة لا علاقة لها  بالبحار  الوطني المحكوم  بأرضه  ومائه  وسمائه .

 

4.فقدان النبراس الجامع  الوطني أي الشمال الأفريقي  ولد عند عامة الناس  ميلا الى اعتبار  كل مواطن نفسه المفردة  منارة لغيره فأراه يكتب في موقعي الشخصي  كلاما  معناه قل ولا تقل  أو تزوج هذه ولا تتزوج تلك  أو انتصر لسلمان السعودي  وندد بالتونسي ذي الاتجاه  المعارض.

 

  1. ما هو موقفنا نحن التنسيبيين التونسيين من هذه البوصلات  المتعارضة ؟

نحن نعارضها  جميعا  لأن بوصلة  غالبيتنا قومية مغربية وجميع الناس  يعرفون  على ما نعتقد  حدود  الفضاء  المغربي  بغض النظر عن  مدى تقدمه الحالي  حضاريا .

 

 

26 ديسمبر 2018

نحن التنسيبيين التونسيين  ومسألة النفاق الاجتماعي السياسي :

أيها التونسيون : أنتم من انتخبتم النهضة من  خلال الصندوق فلتطردوها ان شئتم  بواسطة الصندوق نفسه .

 

ما نشهده اليوم  من احتجاجات  ليس أكثر من تساقط  أوراق شجرة  لا أحد يتبين  حقيقة من يقف  وراءه أما نوع الشجرة  المنشودة هل هي شجرة زقوم أم زيتونة مباركة  فلن تحدده  الا انتخابات 2019  بعد أقل من  10 شهور  وهي لا تعني شيئا في عمر الزمن

 

  1. تحديد نوع الشجرة راجع اليكم  نساءا ورجالا بشرط  أن تكونوا  على مستوى مقبول  من الوعي  الفكري السياسي وأن تتوفر لكم رؤية مستقبلية  .

 

  1. ما فهمته من الاحتجاجات اليومية  في تونس يتلخص  في أن الناس  يطالبون  في حقيقة الأمر بجمهورية  ثالثة  بعد أن لمسوا العطب في الجمهوريتين الأولى والثانية وهو عطب  ليس في امكان  المراهم  والحلول الوقتية  أن تداويه .

 

  1. أعتبر أن موقعي الفيسبوكي الجديد موقع سبر آراء  حقيقي لأن من يكتبون فيه ممن أحلل كتاباتهم ينتمون الى  الطبقتين  الوسطى وما فوقها وهؤلاء  يتوزعون  على ثلاثة :
  • متعلقين ببورقيبة تفكيرا وسلوكا  ويلحون على نظافته  الشخصية  ماليا  وهو أمر  يعتمدونه  للتمييز بينه  ومن يدعون " خلافته ".
  • يساريين رافضين قيادات اليسار لعجزها  عن تجديد  تفكيرها السياسي  وفي  تحقيق التداول  على القيادة الحزبية .
  • نقابيين ناشطين ولكنهم يعانون هم أيضا من مشكلة التداول على القيادة النقابية .

 

الخلاصة تتمثل  في دعوة  غير معلنة الى تحالف  واسع بين  كل من سبق أن تحدثت  عنهم  بشرط  أن يكون الجامع  بينهم  1)نظافة اليد 2) العمل  بضرورة  التداول على القيادة فعلا لا قولا .

 

وهكذا نرى  أن قيام  جمهورية  ثالثة هو رغبة تسكن الجميع  من دون أن يعلنوا عنها لموانع  مختلفة .

 

  1. التونسيون في غالبيتهم يحبون كرة القدم  و يمتدحون الحكم  النزيه ولكنهم  في ميدان  التفكير  السياسي لا يرى كثيرون  منهم ، و لأسباب يمكن التكهن بها ، أن الصندوق الانتخابي يجب  أن يكون الحكم الوحيد وذلك لن يتحقق الا بجهد جماعي  للتصدي  للمال الفاسد وشراء الذمم .

 

29 نوفمبر2018

سبب معارضتي النظام القائم  في تونس منذ الاستقلال :

 

" سبب معارضتي  النظام القائم  في تونس منذ الاستقلال هو أن دماغي لم يتمكن من فهم كيف لم تتمكن  هذه البلاد  صغيرة المساحة ولكن ثرية العطاء الحضاري  من تحقيق  اكتفائها  الذاتي  في كل شيء رغم قلة عدد سكانها  مقارنة  ببقية بلدان الجوار ؟  التركيز على  العامل الخارجي أي " الشيطان " وحده ونفي المسؤولية الداخلية   ضلالة ما بعدها ضلالة  في  تفكير التنسيبيين التونسيين "

 

6 نوفمبر 2018

هل نريد  لهذه البلاد  حلولا في العمق أم مراهم ؟

 

  • من له الهيمنة في تونس هذه الأيام  وصل الى الحكم بواسطة الصندوق الانتخابي  بغض النظر  عن مستوى  المنتخبين و تكوينهم الفكري  السياسي .
  • من وصل الى الحكم بالانتخاب  فعلى الناس أن يطردوه  من الحكم ان شاؤوا  بالانتخاب  حتى لا يتحول الى ضحية  اذا تعرض  لعزل  سياسي من الجيش  أو ما شابهه لأن في ذلك تطليقا للصبيانية ولعب الأطفال .
  • موقعي الفيسبوكي الشخصي الجديد  مقياس  حرارة  حقيقي وهو  يرى  أن حركة تغييرية  حقيقية  يجب  أن تحصل  على اجماع  ولو كان نسبيا وهذا الاجماع النسبي ما زال أقل من المستوى المطلوب  فما على  دعاة التغيير العميق  الا  أن يضاعفوا  من جهدهم  لرفع هذا المستوى .
  • تتركز المداخلات في موقعي أساسا على التنديد بالفرفوريين ولكن من قال  ان كثيرين ممن ينخرطون  في عملية التنديد هذه  ليسوا فرفوريين  روحا  لأن الفرفورية (الفرفورفي الدارجة التونسية القديمة يعني المسدس ) في نظري هي  الجري  نحو السلطة  باستعمال  كل الوسائل  و "الضربات التحتية " ؟
  • دخل هذا البلد نهائيا مرحلة " الدولار  فوق الوطن " على عكس  ما كان يعلم لصغارنا ولهذا أصبحت كلما اهتممت بسياسي  أبحث  قبل كل شيء  عن رصيده  المالي في الخارج خاصة وأقيس  مستوى " وطنيته " بمستوى تهريبه .
  • لم يعرف عني أني أميل  الى استعمال  كلمة شهيد لأنني مدرس حضارة  أعود  دائما  الى ثلاثي الكلمة  وهو  شهد  ومنها  كلمة الشاهد  ومشاهدي التلفزة التونسية  والشهادة الابتدائية ...ولكل هذا أدعو التونسيين ، ان قرروا ذلك ، الى  أن يطردوا  من يحكمهم  الآن  عن طريق الانتخاب لسببين اثنين أولهما أن هذا الاختيار يلائم مجرى العالم  المتقدم الحالي  وثانيهما أن نتيجة الانتخاب  تمنع أن يتحول أي واحد من المطرودين انتخابيا  الى شهيد  فيصبح بعد مدة  مزارا  دينيا يتبرك به  رهط من التونسيات والتونسيين

 

16 ديسمبر 2018

هذا الغائب الكبير  في حضارتنا : الشعور بالزمن الحضاري المختلف عن الشعور بالزمن  الطبيعي الخام .

 

تنتظم  حياة  أغلب الكائنات  غير الانسانية ومنها الحيوان  حسب  نسق زماني تخضع له في حتمية  مطلقة  ومثال ذلك  الديك  أي السردوك  في دارجتنا المغربية .

2.رافق نمو  الرأسمالية الأوربية  منذ بداية نشأتها في القرن الثاني عشر حسب قراءتي  في صراعها  ضد العمال  جهد علمي تقني  لضبط  ساعات العمل  الفعلية ولم تبق  إلا في حدود  مضبوطة  على ساعات العمل  الشهرية  التي حصرتها في ما يسمى  بالوظيفة " العمومية " ومن هنا  جاءت  كلمة  " الشهرية " الخارجة  عن التقييم الفعلي .

  1. في حضارتنا لا وجود لتمييز بين الزمن الانتاجي المرتبط بالعمل الفعلي والزمن الشعري  والديني بل الصوفي وأغلب هذا الشعر  مسكون  بالحنين  والشكوى مختلفي المصدر  وهذه الحقيقة  لها ما يبررها  اذ كيف يطلب من حضارة عاطلة  أن تنتج  فكرا  غير مسكون  بالحنين  و " ليت الشباب يعود يوما " سواء أكان هذا الشباب فرديا  أو شباب " الأمة الاسلامية " التي خرجت  نهائيا عن مسار القطار الإنساني  مهما كان تقييمه سلبا  أو ايجابا ؟

4.موقعي  الفيسبوكي الجديد  لم تعد تقرأ  فيه  غير صدى  لما سبق  فهذا  يدعو الى النسخة البورقيبية من الحكم  وثان يدعو الى النسخة الزينعابدية  وثالث  الى ائتلاف  وطني تقليدا لائتلاف وطني سابق  يجمع  كل من حكم  عليه التاريخ  بالفشل  أما أغلب  من  أشركتهن في موقعي  من النساء " العضويات "  فلم أر فيهن  الا نساءا  تشتكين  من العلاقة المتوترة  بين البظر والجهاز الجنسي الذكري والجميع  لا احساس  عنده  بالزمن الحضاري .

5.الانتخابات القريبة سيحدد نتائجها المال الفاسد  فعلى من  يطلب تغييرا نسبيا على الأقل  أن يجتهد  في استنباط  وسائل تحد من تأثير هذا المال الفاسد حتى نحصل  على نتائج أفضل  تدل  على شعور  بالزمن الحضاري لأن التغيير الجذري مرتبط بتفكير سياسي ما زال  غير شائع في بلادنا .

 

علق على هذا المقالة  خاصة :

الاستاذة الجامعية  التونسية حياة عمامو ، قسم  التاريخ .

الأمجد البوعزيزي الذي كتب في روح يغلب عليها التشاؤم :

"  يبدو أن قدر ه الحضارة  يسير وفق  الزمن الطبيعي  رغم حرصي على عدم تخوين أهلها " .

 

8 ديسمبر 2018

ماذا تعني الفترة الانتقالية عند التنسبيين التونسيين ؟

 

ألوم عامة مثقفينا ومثقفاتنا في تونس وبلاد المغرب  التي لا يهمني غيرها  على النقص الفادح  في فهم معنى الفترة الانتقالية  لأنهم جميعا  يكادون أن يقارنوها بالفصول الطبيعية من صيف وشتاء في حين أننا ازاء  حديث عن المجتمع  الانساني  ومنه المجتمع  الشمال الأفريقي الذي يتصف بصفات خاصة به طبيعيا وثقافيا .

  1. نمر اليوم في كل بلاد المغرب  بمرحلة انتقالية  لا أحد يعرف  متى ستطول في كل  بلد مغربي مفرد .

3.هذا الانتقال يمس كل  أوجه الحياة والناس عامة يحصرونه  في المجال الاقتصادي وهذا خطأ فادح لأن الفترة الانتقالية تفيض على هذا الحصر بدليل أن هذه الفترة  في البلاد الغربية نفسها  كانت شاملة  من ناحية  واستغرقت مدة   طويلة  حتى تنفذ الى الأعماق .

4.ما نعيشه اليوم  من صراع  بين السلفيين  وخصومهم  في فضائنا  هو قريب  من النسخة  الغربية  لهذا الصراع  الذي انتهى  في البلاد الغربية بغلبة فكرة التقدم بمختلف معانيها مدعومة بتطور اقتصادي حاسم  على الفكرة السلفية  فما حسم الصراع ، اذا ، هو التطور الاقتصادي الواقعي الذي لمسه الناس  لا المساجلات  السياسية .

  1. أطلب من كتابنا العضويين وكاتباتنا العضويات  أن " تتطوع " جماعة منهم  لتعريب  هذا الكتاب  لأنها ستقدم بذلك  لأبنائنا وبناتنا  خدمة جليلة  لا تقدر بثمن  لأنها تجنبهم  الوقوع في شرك صراعات وهمية  لا طائل من ورائها ولو كان في مقدوري  أن أعرب هذا الكتاب  بنفسي  لبادرت  بتعريبه   ولكن قدرتي  تناقصت  لأن  للطبيعة  أحكامها .

 

نوفمبر 2018

المدرسة التنسيبية التونسية والمسألة الجنسية المسكوت عنها في فضائنا .

 

“ وهاب المتعة  الاثارة  الجنسية . تشريح  للبظر  من العصر القديم  الى القرن التاسع عشر"

 

لامني  بتعبير مهذب  واحد من  مؤسسي " التياريين المجتمعيين التونسيين " على  اهتمامي  بمثل هذا الموضوع  اليوم في الوقت الذي تعيش فيه تونس  ما نعرف جميعا  رغم أنه  تنسيبي  تكوينا وممارسة  وأنا أقول  له  انني أهتم بالجذور أكثر من اهتمامي  بالأوراق  وأني أعتبر أن قضية البظر  من اكثر اسباب  الطلاق  والانحراف الجنسي  عند الرجل والمرأة  لأنهما لا يعرفان  كثير شيء عنه اذ يقصران  اهتمامهما  على الظاهر  مثل هذا الجزء  الصغير  من البظر في حين أن هذا الجزء  يشبه  تماما  الظاهر  من الـ "أيسبرق " الذي يقوم على كتلته الضخمة  غير الظاهرة على سطح البحر .

 

2.في بلاد المغرب عموما  جهل تام  بدور البظر  في تحقيق  السعادة  التي تربط في فضائنا  بالزواج و ...الانجاب و...ولذلك ينتفخ  الرجل والمرأة على حد سواء بعد الزواج وتجاوز فترة كبت جنسي  طويلة ويهربان  في المشاغل اليومية  والأطفال  وكأنهما  اتفقا  على التغطية   على  حقيقة العلاقات  الزوجية بينهما .

 

3.أنا رجل  في الحادية والسبعين  من العمر البيولوجي ولكنني  متشبث بدوري التغييري في العمق وفي ما وراء حياتي الشخصية  ثم انني  مولع  بالتنقيب  في كل شيء والمقارنة بين الحضارات  ومنها  التصورات الجنسية  في البلاد الغربية  والبلاد العربية الاسلامية  وموقفهما  من البظر في مختلف العصور .

 

15 نوفمبر 2018

حي على التنسيب ...حي على التنسيب …!

 

التنسيب  الذي هو عمود  هذا الموقع الشخصي الفيسبوكي الفقري  يجب أن يشمل  المجاز واللغة  والأدب وعلى الجامعة التونسية وجامعات بلاد المغرب  أن تعتمده في ما تنتج من أساتذة وطلبة على حد سواء وان لم تفعل ذلك فويل لها من عذاب عصرنا : ذبح الطالبتين الشابتين الغربيتين في مراكش قبل مدة هو نتيجة غياب فكرة التنسيب وكل حدث عن الارهاب  لا يرد الى غياب فكرة التنسيب تعتبره المدرسة التنسيبية التونسية زبد بحر يذهب جفاء .

 

أدعوكم  رجالا ونساءا  الى هجر عبارات  مثل  " امرأة بألف رجل "  التي تتغطى  بثوب  من الحداثة ممزق  وعبارة " رجل بألف امرأة "  التي تتغطى بثوب سلفي  ممزق هو أيضا .

 

غاية  فتح هذا الموقع  الشخصي للنساء  هي الاقتراب قدر المستطاع  من التناصف  الفكري السياسي  ولا أقول الاجتماعي لأن  أغلب نساء تونس (ولن أقول حرائر تونس لأنني أمقت هذا الاستعمال ) غير قادرات  اليوم على الانخراط  في هذه العملية لأسباب  نعرفها جميعا .

 

كفوا من فضلكم  وفضلكن  عن محاولة  احباط مسعى صاحب الموقع الذي اذا نجح  سوف تلمسون تحولا  عميقا  حتى  في وجهة الأغاني شرقية ومغربية التي تثبط همتي 24 على 24 ساعة لأنها تذيع ما يعارض تفكير المدرسة التنسيبية التونسية ذلك أن ادخال  عنصر  جديد  في كل بنية  ذهنية  يقود حتما  ولو بعد زمن الى  اعادة النظر  في كل البنية  لأننا بازاء ذهنيات لا عقليات  والذهنيات  تستعصي  على التغيير السريع .

 

أعتبر  أنني بدأت  أحس  ببعض نتائج  مسعى  التنسيبيين التونسيين  التغييري الجذري  ودليلي على ذلك  ما أصبحت تكتب أعداد  من التونسيات  في الشأن الفكري السياسي  وعلى مستوى عال من الوعي بغض النظر عن اللغة المستعملة .

 

ماري كوري  وتريشكوفا  و اديت بياف  ليست الواحدة منهن  بألف رجل  أو ألف امرأة لأنهن لسن  أكثر من  تعبير نسائي  عن وضع مجتمعات متقدمة ..هن جزء من كل يتقدمن بتقدمه  العام .

 

 

12 ديسمبر 2018

من منكم  يعرف  معنى " ترهويجة "التي  تعيشها بلاد المغرب ؟

 

1.ال "ترهويجة " كلمة شمال أفريقية  لا توجد  في المعاجم العربية  لأنها  تونسية جزائرية وهي  تقترن  عادة  بما هو  داع الى الضحك .

 

2.التياريون  المجتمعيون   التنسيبيون  التونسيون  يفهمونها  بمعنى آخر  يخلصها  من معنى الضحك ويلح على  المعنى الطبي  فيها  لأنها حالة السكران  الذي  فقد توازنه  فتقاذف عموده الفقري اليمين واليسار تارة يندفع الى الأمام وأخرى  يرتد  الى الوراء .

 

3.توازن  هذا الجسم  لا يحصل الا بالعودة  الى حالة اليقظة  المغربية للجسد  المغربي  باعتباره كلا  لا يتجزأ سيرا  على نهج  محمد بن عبد الكريم الخطابي  في القرن العشرين  والموحدين الشمال الأفريقيين الذين سبقوه في التاريخ .

 

4 هذا الفهم هو وحده  الذي  يمكن من ادراج  بلاد المغرب  ضمن  القوى التي تحدد  مصير العالم حاليا  لأنه ليس في امكان بلد مثل تونس بمفردها  أن تصمد  ازاء  الرياح العاتية  التي تهدد مصيرها وهو كذلك  الفهم الذي يخرجها  من "  ترهويجتعا " التي  تبعث على الضحك ومع ذلك  فهذا الفهم يقاومه  عدد من الشمال الأفريقيين الذين لا يتوفرون على نظرة استراتيجية بعيدة النظر  لأنهم أسرى نظرة وطنية ضيقة تخالف سير التاريخ .

 

5.ال " الترهويجة " استنادا  الى ما سبق  يصبح معناها " فقدان التوازن " .

 

علق على المقال :

حسين البوراوي كتب " أحسنت الوصف "

 

علي  الدويري سعيدان  كتب "  رائعة هذه المقارنة  بين اللسان ؟  والجسد  المغربي  المهدد بالرهج ! "

 

أما  أكرم داسي  فكتب " تدوينتك  تدعو لترسيخ  الاقليمية  . قد تجلب  لك  سخط  بعض مكونات  الطيف السياسي " مع العلم أنه جامعي تونسي وأنا شخصيا لم أفهم بالضبط  تعليقه .

 

23 ديسمبر 2018

لا.. لست متواضعا  ولكنني تنسيبي .. ومن يكون تنسيبيا يبني  سدا يقيه من الفيضان الذاتي !

 

قررت  أن ارفع  عدد " أصدقاء وصديقات " الموقع  بسبب الاقبال  الشديد عليه في فضائنا المغربي ولذلك  وجب  التوضيح :

 

1.صاحب هذا الموقع  مثقف تنسيبي  يمقت  كلمة " التواضع "  لأنها  كذبة  ووهم صرف ينفي  الأنانية  التي هي  أصل  وما عداها  ثقافة  فهو لا يكتب  الا بسبب  تضخم  ذاتي مثل  كل الناس في كل بلاد الأرض  ولكن ميزته  وميزة التنسيبيين عموما  هي  أنه  ينسب  تضخمه الذاتي  أي يقيم له حدودا  وسدودا تمنع من الفيضان  الضار  .

 

2 سجل صاحب الموقع  اقبال  عدد من  الفلاسفة الجزائريين  على التسجيل  في موقعه على عكس المراكشيين  وقد فسر ذلك  بالتشابه بين فلاسفة تونس  وفلاسفة  مراكش  لأنهم جميعا  شربوا  من " المستنقع " نفسه لأنهم  في النهاية  يخدمون  نظامين  سياسيين  متشابهين  في الأصل فهذان  النظامان اتفقا  منذ أربعينات القرن العشرين على التصدي لمحمد بن عبد الكريم الخطابي واختارا استقلالين منفردين مكنا فرنسا من التفرغ للتصدي للثورة الجزائرية مما أطال معاناة الشعب الجزائري الذي لم يحصل على استقلاله  الا سنة 1962..

 

  1. صاحب الموقع يعرف تماما ما هو معنى  عبارة " عاش يتمنى في عنبة مات جابولو عنقود " أي أن مجايليه  لن يعترفوا له بأي فضل  مهما  بذل من جهد في عملية التغيير الفكري السياسي في بلده وكل بلاد المغرب  خاصة اذا كان تفكيره  ينسف  ما قام عليه وهمهم الاصلاحي  الذي هو اصلاح المثقفين الفجار وهذا مرض عضال لا سبيل الي مداواته الا بظهور  جيل جديد أقل تأثرا بهؤلاء " الشيوخ "

 

4.صاحب  هذا الموقع  تونس  المثل  الجزيري  العربي  " البعرة تدل على البعير " فأصبح  " أسلوب الكتابة  واللغة المستعملة  يدلان  على تركيب دماغ  صاحبهما " لأن اللغة في غير العلوم الصحيحة هي أكثر من وسيلة تواصل

 

5.عدد من النساء  والرجال  يستخدمون  الموقع للاشهار الجسدي  أو الأدبي  والشعري  وصاحب الموقع  لا يعتبرهم  مثقفين  عضويين لأنه مطلع الى حد كبير على  سيرهم  الذاتية  وانتماءاتهم  القديمة  السابقة  مما يعني  أنه ليس  في الامكان  ادراجهم  ضمن الدعاة  الى تأسيس جمهورية تونسية ثالثة ولا يكفي هنا الاستظهار  بشهادات  عالية " مضروبة " على غرار السجائر  مثلما  يقول عامة التونسيين .

 

23 ديسمبر 2018

رأي التنسيبيين التونسيين والشمال أفريقيين في ما يسمى ب " العمل الخيري "

 

" أكبر عمل  خيري  وأشرفه  فكريا سياسيا  وأخلاقيا  هو توعية الناس ونشر فكرة التنسيب في أدمغتهم  وهذا  لا  علاقة له  بالتبرع بالمال  أو خروف العيد  أو بعصيدة المولد  النبوي لأنك ان وعيت الناس أي أفهمتهم  معنى الكرامة  الذي لا ينفصل عن الجهد الفردي  فانهم  سوف  يتكفلون بأنفسهم  ولقد سبق أن كتبنا وكررنا " اذا لم يعن الشعب  نفسه بنفسه  فلن يعينه  أحد "

 

التعليقات   على هذه الجمل كثيرة وكلها تؤيد رأي التنسيبيين التونسيين وهذا تعليق حسين الذوادي :

 

“ نعم أستاذ . إن ثقافة  الحسنات  والاعانات  وما يندرج  ضمن  الحقلين  المعجمي والدلالي  لهذين  المفهومين  يخلق  شعبا من المتسولين  لا شعبا حرا ويجعل الحكومات تبرز واجباتها  على أساس أنها  انجازات ...ومهمتنا  هي أن  ننخرط  في انتاج مسار  واقعي  يجعلنا  جميعا  ، باعتبارنا  جزءا  من هذا الشعب  ولا بديل لنا عن هذا الوطن  ، أحرارا بشكل حقيقي… الفكرة  هي ممارسة  في كل الحالات . ..ذاك هو مشروع  الجمهورية الثالثة " .

 

12 جانفي 2019

توضيح حول المدرسة  التنسيبية التونسية .

 

 لا يحدث أي واحد  في تونس وفي غير تونس التي تهمنا مشروعا  الا ويبدأ التساؤل  حول القائمين عليه وخاصة حول مشاربهم السياسية ونحن التنسيبيين التونسيين نرى في ذلك أمرا  مبررا  ومشروعا  في الآن نفسه  لاعتقادنا أن لا وجود ل " قط يصطاد لربي " .

 

  1. من نحن ، اذا ، تبعا لما سبق ؟

نحن مجموعة مستثمرين  تونسيين  في ميدان  زراعة  الأفكار  غير المحولة جينيا  وعددنا  محدود جدا  ولذلك  أطلقنا على  أنفسنا  تسمية  مدرسة  مثلما يطلق  الناس  اسم مدرسة  على المدرسة  المالكية  أو  مؤسسة  كرنيجي  الأمريكية  و اذا  أراد باحث أن ينفذ الى حقيقة تفكيرنا السياسي والحضاري فما عليه  الا ان يعود  في محركات البحث الى موقع  زينب النفزاوية (http://zainab-an-nefzaouia.com)  المشهور عالميا والذي تجاوز عدد زواره منذ انشائه سنة 2009 أكثر من  النصف مليون والى ما ننشر في  الفيسبوك ولسوف  يتبين  أننا  ندور حول فكرة نواة واحدة  لا تتغير  بتغير  الظروف  اليومية لأن التغير دليل على هشاشة تفكير من يدعي في  " الاصلاح معرفة " .

 

3.التطور الانساني  العام  في  وسائل  النشر حول هذه الوسائل الى  قوة توجيه  اديولوجية  حاسمة  ومنها الايديولوجية السلفية  وموقعي  لم ينج من هذا التأثير فأنا ألاحظ محاولة غزو الموقع  عن طريق  شعارات  اما تمجد  رابعة غير التونسية أو الشمال أفريقية أو ما يعارضها  تماما  مما يفرض علي بصفتي تنسيبي الدماغ التحري المضاعف  في قبول  طلبات التسجيل  في الموقع  نظرا الى أن  الفيسبوك  لا يمكنه أن لا يسجل  الطلبات  الى حدود  ال 5000 .

 

4.تلخيصا لما سبق  أقول  اننا  لسنا مجموعة  سياسية  بقدر ما نحن  مجموعة فكرية سياسية  يغلب التنظير  فيها على ما دونه ولهذا السبب حذفت من موقعي  كل ما نشر فيه  حول  النهضوية محرزية العبيدي  وحول مقتل بلعيد والبراهمي  وما شابه ذلك  لأن التنسيبيين التونسيين  ليسوا قضاة  أو محامين  أو صحافيين:

هم مستثمرون  فكريون سياسيون  يزرعون  على المدى المتوسط والمدى البعيد من دون أن تكون لديهم  فكرة دقيقة  حول مصير  منتجهم  لأن  نوع المنتج ومدى الاقبال عليه يحددهما مدى تطور المجتمع التونسي خصوصا والمجتمع المغربي عموما .

 

12 جانفي 2019

مقالة  في استحالة  أن يكون كل الناس تنسيبيين

 

التنسيب جبل شاهق  ليس في امكان كل الناس أن  يبلغوا قمته

 

اذا خبرت  سياسيا يكثر من الوعود  ولا يطبق منها الا القليل فتيقن أنه ليس تنسيبيا أما عن الشعراء فلن أتحدث .

 

اذا  خبرت  حائز شهادة عليا  في الطب على سبيل المثال يقتل من المرضى أكثر مما يحيي فتيقن أنه ليست تنسيبيا .

 

اذا رأيت  نقابيا  يكثر  من الحديث عن  مصلحة التلميذ  أو الطالب الجامعي  ولا يستنكف  من طلب شهادات مرض  غير مبررة  صحيا  فثق أنه  غير تنسيبي  .

 

اذا رأيت أمين عام حزب سياسي يقول انتخبوني وسأنقذ  العباد كل العباد  فتيقن  أنه ليس تنسيبيا  

 

وقس على ما سبق  كل شيء تقريبا  ذلك أن  التنسيبية  تقوم  على أساس  أخلاقي انساني  يسبق كل ما عداها من الأسس ولهذا السبب  هي تمتحن  كل شيء  بمقياس  وحيد أوحد لا شريك له هو الممارسة  التي في امكان  كل  الناس على اختلاف مستواهم الفكري  أن يلمسوها  من دون استعمال  مكروسكوب .

 

هل فهمتم الآن  لم يقل عدد التنسيبيين في كل بلاد الأرض  ويتضخم عدد  الاطلاقيين  التعميميين  حواريي الشيطان  الذي  لم يره  أي واحد منا  لأنه  ببساطة  لا مزيد عليها لا يوجد  الا فينا  نحن  بمعنى  أنه الجانب الأسود  في الانسان ؟

 

لم تتفدم  البلدان الغربية  الا بربط الشهادة العلمية  بالممارسة  أي التطبيق  أما  في فضائنا  فكل شيء  ينبني  على الشهادة  النظرية  التي قد تكون " مضروبة " ولا وجود  لمن في امكانه  أن يبين  ان كانت  تساوي  صفرا  أو 20 من 20 .

 

كل من يسعى الى الحكم في فضائنا يسارع الى مد الصحافة بسيرة علمية لا بداية لها  ولا نهاية وكأنه يطلب اعتمادها في تقييمه  في حين أن التقييم يجب أن يعتمد الممارسة .

 

التنسيب  هو ، اذا ،  قاتل حشرات وزواحف  حقيقي Flytox أي قاتل " نجم "مضر بالزراعة المثمرة  ولهذا السبب تعاديه  كل الزواحف  والحشرات الدينية  واللائكية  الطفيلية  على حد سواء .

 

تعليق حسين البوراوي  على المقال  :

" صدقت يا صديقي  العزيز ! "

 

22 جانفي 2019

المدرسة التنسيبية التونسية  الشمال أفريقية  ومسألة استهداف  القراء :

 

اللغة العربية تنبني  على الاشتقاق  وعلى من يدرسها أن يبدأ بتكوين  نفسه على هذا الأساس فأنا على سبيل المثال أعود  الى فعل هدف لأستخرج منه است/هدف الذي يستخدم عند العسكر  مثلما يستخدم  عند المنسبين التونسيين  مما يعني أننا عندما نكتب شيئا  نحدد  قبل كل شيء نوع القراء  الذين نفترض أنهم سيقرؤون  ما نكتب وهم قلة .

 

2.وسائل التواصل ألأمريكية  تقوم ، لأنها خاضعة للسوق ، برصد الحرفاء  من مختلف الأعمار  والمهن  والجنس...حتى تضمن مبيعاتها  والمنسبون  التونسيون  يعرفون ذلك  مما يجنبهم الوقوع في الوهم  فهم لا ينتظرون  أن يقبل عليهم  عدد كبير من القراء لأن الشجرة التنسيبية  ما زالت في تونس  وبلاد المغرب  في وضع البذرة والمثال  على ذلك ما كتبنا  عن تعدد الزوجات  منذ  مدة غير قصيرة وما يتحدث عنه  الناس اليوم  سنة 2019 ( انظر مقالنا في الموضوع في موقع زينب النفزاوية.

 

3.صاحب هذا الموقع  انخرط  في الفيسبوك  منذ مدة طويلة لكنه جمد هذا الانخراط  بعد أيام  لما رأى ما ينشر فيه والذي يدل على نشاط ذهني  لا عقلي  على الرغم من اقراره  بصعوبة التمييز بين الذهني والعقلي  لأنهما  يصدران عن دماغ واحد فلماذا ، اذا ، يعود اليوم  الى " استثمار "  الفيسبوك  لنشر أفكاره أولا ولماذا  يعيد نشرها  في قوقل دوك بعد  ذلك  ؟

 

4.عودة المنسب التونسي  الى النشر  في الفيسبوك  مخططة في دماغه فهو يرى  اليوم ضرورة  نشر التنسيبية  على نطاق واسع  بتذويب  المصطلحات  فيها  حتى تتسرب  الى عامة الناس  فتدخل في سلوكهم  اليومي  أي أن تقرن بين النظرية والتطبيق  مما يفسر  أنه ينشر ما يكتب أيضا في قوقل دوك  غير الموجه  الى العامة .

 

5.لاحظ عدد من متابعينا أن مشروعنا الداعي الى تأسيس الجمهورية التونسية الثالثة تبناه  من سموا ب " مواطنون "  ونحن  نقول لهذا العدد اننا نحن المنسبين التونسيين  نرحب  بمبادرتهم  رغم أننا لا ننخرط فيها وذلك لسبب بسيط  هو أن رأس المنسبين التونسيين كان يقول بما يقولون هم به  اليوم  قبل مدة طويلة  ولقد نفض يديه  من كل وهم  ثم انه لا يعول  على الجامعيين التونسيين  في كل اصلاح جذري  : استعرضوا أسماء  100 من المنسبين التونسيين ولسوف تلاحظون  أن لا واحد  منهم  ينتمي الى الجامعة التونسية  واذا كان محمد الناصر النفزاوي  يعد استثناءا شكليا  من الجماعة  فسبب ذلك  أنه  لم ينتم  روحا  الى هذه الجامعة  التي حاربته  لأنه  رفض الانتماء  الى المثقفين الفجار .

 

علق على هذه المقالة :

حسين الذوادي " من أفضل ما قرأت ..هذه قراءة  عميقة  وشاملة تنتقل  بين الأفكار بسلاسة رهيبة  وخاصة  هذه العبارة "  أصبح من المتفق عليه أن كل مجتمع  يعيش  حالة كسر  في بناه الثقافية  والنفسية والاقتصادية  يصبح تربة صالحة  لاستفاقة  مجموعة من القيم القمعية التي لا تستهدف المرأة  بالضرورة  بل الانسان  بصفته فردا  "

 

تعليق السيد حميدي :

" بوركت سيدي الكريم ! "

 

تعليق الأستاذ فرجاني :

"نعم أستاذي الكريم  ، أفكارك  بناءة  منذ أن درست  عندك في الثانوي في معهد قرطاج الرئاسة. دمت  عقلانيا  يطرح  بدائل واقعية "ّ.

 

23 جانفي 2019

اذا التنسيب دل على طريق      ثقوا أن  الاله  هو  المشير

 

 

22 جانفي 2019

المطالبون بتعدد الزوجات في تونس لا يعتمدون قراءة خديجة وأبي بكر "الصديق " الاسلام  ولهذا السبب هم خارجون عن " منطق العصر " .

 

بدأت تجتاح  موقعي الفيسبوكي  قضايا  متثائبة  مثل هذه  التي تتعلق  ب "تعدد الزوجات " ونحن المنسبين التونسيين  سبق أن ميزنا  بين قراءتين  مختلفتين  الاسلام هما قراءتا خديجة وأبي بكر الاسلام  وقراءة عمر الاسلام التي غلبت على  السلفية الاسلامية .

 

نبي المسلمين محمد لم يعدد الزوجات  طيلة  زواجه  من خديجة وهذه نقطة لا بد من التأكيد عليها.

 

النص الذي  نعرضه عليكم ونرجو تتدبروه قرأه  عدد  كبير من القراء في موقعي  زينب النفزاوية  قبل  مدة طويلة وأنا  اذ أعيد نشره فذلك  لضرورة  التمييز  بين الذهنية  التونسية والعقلية التونسية  لأن المجتمع التونسي  منقسم على هذا الأساس أيضا :

 

السلفيون التونسيون خاضعون  للذهنية  لا للعقلية  ولهذا السبب  تجد منهم  من يكون تعليمه عاليا  في مسائل علمية  وتقنية  ولكنه  يخضع خضوعا تاما  للذهنية  الغالبة  على أكثر التونسيين فالمسألة ، اذا ، تتجاوز مجلة الأحوال الشخصية التونسية القائمة على  القراءة الخديجية البوبكرية  لأن  من يدافعون اليوم  عن تعدد الزوجات  انما يقولون  بالقراءة العمرية  الاسلام  التي هيمنت  على كل  الأنظمة  العربية الاسلامية  تقريبا باستثناء ...تونس .

 

نحن المنسبين التونسيين  لا ننخرط  في المناظرات  حول هذه المسألة  لأننا مسلمون خديجيون بوبكريون لا نرى  في قراءة عمر الاسلام غير قراءة ان صلحت في فترة سابقة فهي لم تعد صالحة اليوم بسبب ما حدث من تقدم انساني شمل كل شيء ومنه دور المرأة ومكانتها في المجتمع .

 

تعليق حسين البوراوي  :

 

" قراءة للاسلام واقعية  حسب  الزمان  والمكان  وليست قراءة  حسب  زمن مضى  ومكان اندثر  ولم يعد موجودا  أصلا .

وهذا يعني  قراءة الحاضر  للماضي  وليست قراءة  الماضي للحاضر واسقاط  الماضي  على الحاضر  مثلما يفعل أصحاب تقديم النقل على العقل " .

 

12 جانفي  2019

المنسبة Les relativisants التونسيون  وتذويب المصطلحات المعقدة  حتى تنفذ  الى الأعماق .

 

لا يفهم كثيرون ممن يقرؤوننا أننا في الأصل  مدرسون  نستخدم  طرقا  معينة  في  التبليغ ومنها  الاكثار من الأمثلة  لأن من يتابعوننا  يختلفون في مستويات  التقبل  وفي مددها وفي أعمارهم  وفي تكوينهم  الأصلي وحتى في مناشئهم الاجتماعية ولكننا  في الآن نفسه نحرص على الوفاء قدر المستطاع لروح المصطلح وهذان  مثالان على ما نقول :

 

أ.نحن المنسبة نعتبر  أن ما قدمنا الى  الاسلام  في ما  أطلقنا عليه  عبارة  " فهم  خديجة وأبي بكر الاسلام العلي " قيمة مضافة plus value بالمصطلح الاقتصادي  ولكن من فهم  حقا  ما نقول ؟  نحن نتحدث عن قيمة مضافة  ولكن عددا من الناس فهمها نقصا بل خطرا على الاسلام لأن هذا العدد تسكن دماغه قراءة  عمرية خطابية غير تنسيبية  وهو يعد  أكثر من 99 في المائة من المسلمين .

 

ب.قوموا باحصاء  حول  معنى ديالكتيك حتى عند المختصين  في الفلسفة  وسوف  تدور الاجابة حول الحوار أما نحن المنسبة  فنلجأ الى مثال بسيط  يفهمه  كل الناس  ومنهم المرأة والرجل في علاقتهما  الجسدية وينطبق حتى على الحيوان لأنه يعبر عن حالة  جسدين  محكومين  بعلاقة غير  سكونية  أي متحركة  اذا غاب  طرف منها  تولد الألم  وليس  يمكن  لغير تدخل  ثقافي  أن  يمنع حصول  الفراق .

 

طبقوا ما سبق  على العلاقة  بين الدولة والمجتمع  أو العلاقة بين الوزارة والنقابة  أو العلاقة بين الأستاذ والتلميذ أو العلاقة بين السبسي والغنوشي  أو على الأقل  حاولوا امتحان ما يدعي المنسبة .

 

سبب احداث  المدرسة التنسيبية  التونسية التي انخرط فيها الى حد اليوم ما يقرب من 200 من المنسبة ليس سببا بذخيا يمكن الاستغناء عنه لأن الغاية منها تطبيق التنسيب على كل ما يحدث في بلادنا وكل بلاد المغرب اذ هو النهج  الوحيد الذي يمكن من فهم أفضل لجذور مشاكلنا الأساسية  مع الحرص على  تعريب المفاهيم وتبسيطها لتفهمها غالبية السكان  من المرأة  الأمية الى المتخصص في العلوم الدقيقة .

 

 

14 جانفي 2019

المدرسة التنسيبية من خلال أمثلة :

 

يلاحظ المنسبة في تونس أن عددا من خصومهم يخلط بينهم  والاشتراكيين في المسألة الاجتماعية خاصة  ويؤكد  أنهم لا يفعلون  أكثر من اطلاق  عبارة  " التعديل الاجتماعي " على اشتراكية لفظها الجميع متناسيا أن المنسبة  مدرسة تونسية أصيلة ترضع من ثدي  أبي ذر الغفاري  في التراث القديم  في مسألة الفقر والغنى  ومن قولة معاصرة تتلخص في " قطع الأعناق  ولا قطع الأرزاق "

 

رأس المنسبة التونسيون  حلم ذات ليلة  قبل أن يستفيق بقطع راتبه  لا لأنه  ارتكب  جرما  اجتماعيا  لأنه أستاذ  ليس أكثر من صاحب قلم  قد يخطئ أو يصيب  ولكن لأنه كتب تدوينة ذهبت مع الريح  فلم يقتصر العقاب عليه  ولكن طال  عائلته  الحرام  في روح كل شرائع الأرض  من زوجة وأطفال .

 

مثل هذا العقاب تعتبره المنسبة  اعداما  لا يعلن عن نفسه صراحة  ولن يبرأ من يتعرض له مما ينجر عنه  مدى الحياة .

 

عن أستاذ التعليم الثانوي بلغيث أتحدث وعن الصحفية الجندوبية غنجاتي بشكل أقل .

 

أيها الناس ،  لم تعط الأنظمة القائمة  في البلاد الغربية الناس حقوقهم  وان بشكل منقوص  بدافع " الرحمة " ولكن سعيا منها الى  تلافي  عنف  يذهب بالدولة  ومن يجسدها .

 

عندما أرى أن بلدي  تونس  يحكمه  جزئيا  شاهد " غشير " ولد عندما  كنت  مدرسا  في عين دراهم /جندوبة  أي البارحة  في نظري  يسمح لرهط  من التونسيين  أن يتحكم في رقاب أساتذة التعليم الثانوي  وفي صحافيات  قادرات  تطمحن  الى تأكيد ذواتهن  بالنضال العضوي  لا بثقافة  السرير وحواشيه والسطلة  لا يسعني  بوصفي  واحدا من المنسبة  الا أن أقف  في صف  أساتذة  التعليم الثانوي وممثليهم  لا لأنهم معصومون  ولكن لأنهم  يمثلون عشرات الآلاف  من أساتذة  متعددي الاختصاصات  لا أحد  يمكنه  أن يشكك  في ما قدم من سبقوهم وأنا واحد منهم  وما يقدمون هم اليوم  من بذور التنمية الحقيقية في هذا الوطن .

 

كاتب هذه المقالة  ليس شيوعيا  أو اشتراكيا ، هو أستاذ متقاعد من المنسبة فقط !

 

14 جانفي أيضا 2019

ياناس ، أنا واحد من المنسبة فليحجم المعممة عن الرد على ما أكتب

 

يا ناس ، أنا من المنسبة مزدوج اللغة وأمقت كل تعصب مهما كان لونه  ولكنني  لا أكتب  بغير  العربية  ومن شاء أن يعلق على ما أكتب فليكن ذلك بالعربية  حتى أتمكن من فحص  ما تحوي معدته  الفكرية السياسية  فحصا  جيدا  أما أن أكتب شيئا  بالعربية  ويرد علي أحدهم  بالفرنسية أو الأنكليزية أو حتى بالدارجة  فأنا  أعتبره " ملونا " فكريا سياسيا .

 

استمعت الى  جاك شيراك  وهو يحاول أن يتحدث بغير الفرنسية  فأثار  ضحك الكثيرين وأنا منهم .

 

المدرسة التنسيبية التونسية  ، وأنا أكرر  ما سبق أن قلت ،  ليست  غربية أو شرقية  لأنها استخلاص  حضاري خاص  بهذا البلد وببلاد أفريقيا الشمالية  وانا لا  أعتبر هذا البلد صغيرا الا اذا استصغره أهله  فلم لا يساعد  القادرون من التونسيين المنسبة في تعريب المصطلحات  وتبسيطها  للناس  أي على طلاق  مصطلحات مشبعة بحضارات غير حضارتنا  التي اذا كانت مريضة اليوم  فعليها  أن تبذل جهدا مضاعفا لتسلق الجبل الحضاري  حيث  يزداد  الهواء  صفاء ؟

 

25 جانفي 2019

مقالة في الصيدلة  التنسيبية

اذا التنسيب دل على طريق      ثقوا أن الاله هو المشير

 

الصيدلة  التنسيبية  تقوم على العلاج الطبيعي  ولهذا السبب  تنصح  من يرغبون في الشفاء  بما يلي :

 

1.تغيير العلاقة بين  الله والناس باعتماد فهم  خديجة وأبي بكر الاسلام وتطبيق هذا الفهم في مسائل الحلال والحرام .

 

  1. تغيير النظرة الى الحياة والموت ونبذ خرافة عذاب القبر .

 

3.تغيير العلاقة بين الرجل والمرأة  القائمة على التناقض  لأن  تقدم الطب بين تهافت هذا التناقض .

 

  1. تغيير العلاقة بين الدولة والمجتمع العريض بما في ذلك  علاقة الوزارة بالنقابة  والعلاقة بين الأستاذ والتلميذ ...الخ .

 

ان لم  تقتنعوا بما تعتقد المنسبة  فأمامكم  كل المصحات  التي تجري عمليات  جراحية  في مختلف الأمراض .

 

15 جانفي 2019

مقالة في  تفكير  المدرسة التنسيبية التونسية

 

سبق أن قلنا  اننا نعتمد  في التبليغ  على تذويب المصطلحات  وتبسيطها  حتى تنفذ الى غالبية الناس ومن هذه المططلحات  مصطلحان  لهما علاقة بما رأينا البارحة  من تجمع آلاف السلفيين  في العاصمة تونس دفاعا عن  " الفرقة الناجية " ومحاربة " الفرقة الغارقة " في حين أن البلاد تشرف على الغرق  بكل من فيها .

 

هذا المصطلحان  هما الاستقراء  والاستنتاج  اللذان  على أساتذة الفلسفة أن يعمقا عند التلاميذ فهمهما حتى يدركوا ما يميز على سبيل المثال حمة الهمامي  عن راشد الغنوشي  بعيدا عن المهاترات البيزنطية .

 

كل الناس  تقريبا  يعرفون  معنى قرأ  ومنه قراءة  ونتج  ومنه است/نتج واستنتاج .

 

حمة الهمامي  استقرائي  أما راشد الغنوشي فهو استنتاجي .

 

حمة عندما يشتغل دماغه  يركز على ما يرى ويسمع  من سقوط ثلج  ومعاناة  أناس منه وابتهاج آخرين لمنظره بمعنى أنه يدخل في تفكيره  مسألة الفقر والغنى أي أنه استقرائي  يقرأ الواقع  قراءة مادية تعتمد على الحواس قبل كل شيء .

 

الغنوشي عندما يشتغل دماغه لا يركز على ما ركز عليه حمة الهمامي  وانما يركز على تجارب  ماضية  يسعى الى استنساخها  عالميا  بغض النظر عما يرى ويسمع  في تونس .

 

هذان  المنهجان  في التفكير  نظر أرسطو  للاستنتاج  فيه  أما الاستقراء الذي يعتمد على التجربة فقد نظر له بيكون  وهو الذي ساد في البلاد الغربية  والمتقدمة  عموما .

 

أسلوب في التفكير يركز على الأرض  أي على الآن وهنا ولا تشغله القضايا الميتافيزيقية  بعد أن طلقها وأسلوب  يركز على السماء والماضي  ولا يرى جديدا  في ما سبق  للقدماء أن رأوا وسمعوا .

 

الناس عندنا  أغرقوا  في مشاغل لا علاقة لها بما يعيشون  في الواقع ولهذا تكثر في موقعي الفيسبوكي  دعوات الى الخلاص في " الأخرى " وتتقلص دعوات الخلاص في " هذه ".

 

دور المنسبة واضح ، اذا ،  هو يتلخص في توعية الناس  أي اقناعهم  أن الخلاص  يجب أن يكون مرحليا : الخلاص أولا في هذه الأرض  المحكومة  بصراع الحضارات  الذي لا يرحم  حتى اذا توفر الوقت  فيمكن الحديث  عن خلاص " أخروي ".

 

الفرقة الناجية  عند المنسبة  هي الفرقة التي تتمكن  من تجاوز ما يعيق  التنمية البشرية العامة .

 

15 جانفي 2019

تعليق المنسبة  على صورة  تظهر  متبولين  على صورة المنتحر البوعزيزي

 

المنسبة التونسيون  يرون  مثل كل الناس  أن الماء يتحول  عندما يبلغ درجة  حرارة معينة  الى ...انتفاضة .

 

ما حدث في تونس  لا يخرج عن هذا القانون  : بلغ التذمر الاجتماعي  أقصاه  فتحول الى  انتفاضة  ، لا الى ثورة ، بسبب  غياب  البعد التنظيري فيها .

 

الخلاصة : تحميل شخص  مفرد مسؤولية  الانتفاضة  ليس أكثر من  دليل على اعاقة دماغية  قاصرة  عن فهم  العلاقة بين السبب والمسبب ( بفتح الباء ) أي بين العلة  ( نوع النظام السياسي ) ونتيجة سلوك هذا النظام الاجتماعي .

 

لاحظوا  ما يميز  صورة  المتبولين  في لباسهم  ولا شك في ما يأكلون  ويركبون من السيارات والنساء  عن صورة  من تعرض للتبول  لباسا  و "برويطة " وما لا شك في ما حوت   ثم ارفضوا  بعد ذلك  كل حديث عن الطبقة وصراع الطبقات .

 

محدثكم " عجوز "  تنسيبي  من حفظة القرآن  منذ السابعة من عمره !

 

 

16 جانفي 2019

المدرسة التنسيبية التونسية  مدرسة  أصيلة وليدة  لا علاقة لها  ب  " الاسلام الوسطي " الذي جندت  أنظمة  مختلفة  مثقفيها ومثقفاتها الدعار للدعوة اليه .

 

لقد اتخذ المنسبة  لهم شعارا شعريا  هو :

مما يكره في أحزاب تونسنا    عجز عن التوفيق بين القول والعمل

ولكنهم  واعون  أن للأغاني دورا كبيرا  في توجيه  الذهنيات  وهي تذاع  24 على 24 ساعة في اليوم  وكلها  تحمل  مضمونا  يعارض ما تدعو اليه  مدرستنا التنسيبية  من وجوب  تطليق الماضي  خيره وشره وبدء  حياة جديدة متجددة  لا شيء يشلها  مثل الشعور  بالذنب  العاطفي أو الديني  ولهذا السبب  اختار المنسبة  أغنية  مفضلة لديهم  تستغرق مدة قصيرة جدا  هي Je ne regrette rien ل ايديت بياف على عكس  الأغاني التي  قد تستغرق  أكثر من ساعة  لأنها تعبر عن مجتمع زراعي  خامل .

هذه الأغنية  على قصرها  تعبر عن أفكار المنسبة  لأنها تقول  " حياتي تبدأ من الآن " .

 

تفحصوا  كلمات هذه الأغنية  واحكموا  على مضمونها  ان كان مضمونا يدعو الى الحنين  الى ماض ديني أو نفسي ؟

 

التغيير  اما أن يكون  شاملا أو لا يكون لأن  مسكنه الدماغ !

 

 

21 جانفي 2019

تونس " ولدها فوق ظهرها  وهي تلوج ! "

 

هل تعرفون  معنى  كلمة paradoxe وتعريبها العربي  الناقص في نظري أي " مفارقة " ؟

 

1.تونس تعيش اليوم مفارقة حقيقية كيف ذلك ؟

هي من ناحية  تشتكي  من حكم  في الجمهوريتين  الأولى والثانية  لم يشرك الجميع في رسم خارطة طريق  يجمع عليها أغلبية الناس  وهي اليوم تبحث  عن " منقذ " فرد  رغم أن التاريخ الانساني  حكم على الحكم الفردي  بالزوال النهائي فتكاثرت فيها الأحزاب التي تقترح هذا أو ذاك  لهذا الحكم  والمنسبة التونسيون  يردون ذلك  الى ضعف الذاكرة الجماعية  لأنها محكومة  بالذهنية  لا بالعقلية .

 

2.تونس هذه تمكنت ،  وان في حدود ضيقة جدا ، من توليد مدرسة تنسيبية  قامت على  جهد الطبقتين الضعيفة والمتوسطة  وتتوفر على  برنامج  فكري سياسي  اجتماعي  يمثل خريطة طريق  واضحة المعالم  ولكنها  لا تجد  من يدعمها  من قدماء الساسة واتحاديي الشغل  لأنهم يرون فيها  خطرا حقيقيا عليهم جميعا .

 

  1. افهموا الآن معنى المثل الشعبي " ولدها فوق ظهرها وهي تلوج " فهو ثري الدلالة ! .

 

 

23 جانفي 2019

المنسبة ، لأنها منسبة ، لا تقول بفصل الدين عن الدولة .

 

اشتهرت  في تونس  قولة " أرد على الطاهر الحداد وأنا لم أقرأ كتابه بعد " على كذبها .

 المدرسة التنسيبية التونسية  تتعرض للكذبة نفسها  ولذلك  وجب الحسم في هذا الأمر من الآن .

 

2.المدرسة  التنسيبية التونسية الشمال أفريقية  لا تقول بالفصل بين الدين الاسلامي والدولة بالمعنى التقليدي لأنها لو اتبعت هذا النهج في التفكير  لكانت  مجرد نسخة باهتة  من تجارب  وقعت في غير فضائها .

 

3.يعرف كل الناس تقريبا أن بلاد المغرب  تنبع المدرسة المالكية وهذه المدرسة  هي في نهاية الأمر  مدرسة فقهية  بمعنى  أنها  مدرسة مهما اختلفت  عن بقية المدارس الفقهية فهي لا تخرج  عن كونها  تستند الى فهم محمد وعمر الاسلام .

 

4.مدرستنا نحن التنسيبيين ليست قراءة فقهية بل هي قراءة  حضارية  اجتماعية سياسية  يقوم عمودها الفقري  على التنسيب  الذي لم يتفطنه الناس الا البارحة  مما يعني  رفض كل قراءات الاسلام السابقة  على قراءتها هي شرقا وغربا .

 

5.كل ما يتعلق  بالاباحة  والتحريم  في فضائنا  نتيجة لما سبق  يعتبره المنسبة خاضعا لاعادة النظر  لأنه لا علاقة له بفكرة التقدم  الانساني العام .

 

  1. من يود أن يناقش أفكار المنسبة  عليه  أن يتزود  بنظرة الى الأشياء  جديدة  شاملة  عميقة  لا أن يستند الى  تكوينه التقليدي  " البائت ".

 

7.قلنا ان مرجعنا البعيد  ليس القرآن  وانما فهم خديجة وأبي بكر الاسلام  لا قراءة محمد وعمر الاسلام وخديجة وأبو بكر  تحدثا عن اسلام عال متعال أما محمد وعمر فقد أدرجتهما المنسبة ضمن ما أطلقت عليه عبارة الاسلام المنخفض. وفهم خديجة وأبي بكر  يقود  ضرورة وحتما الى رفض  فكرة الفصل بين الدين والدولة من ناحية  والدعوة  والدعوة من ناحية ثانية الى ضرورة اعتماد فهمهما الاسلام  فهل  نحتاج  الى توضيح  أكثر ؟

 

8.اذا كان عدد من المتعالمين  يقف من  قراءتنا  موقفا عدائيا  فنحن نقول له  اننا أساتذة حضارة قديمة وحديثة ومعاصرة ولسنا  فقهاء ومؤدبين  " يأخذون من كل شيء بطرف " فعليه أن يكون نفسه حتى يقترب من مستوى  تكويننا  قبل أن يعلق علينا .

 

9.أقول في النهاية  انني لست انسانا " متواضعا " ولكنني  انسان تنسيبي  أقيم  سدا  لكل غرور  تثبت الممارسة تهافته .

 

24 جانفي 2019

رأي المنسبة  في العشر سنوات القادمة :

 

1.يغير التنسيبيون  بداية من اليوم  تسميتهم  لتصبح  المنسبة  مجاراة منهم  للتراث  في فضائنا  الذي  كان يستعمل  مصطلحات  مثل المنزهة والمجسمة الخ.

 

2.نشاط المنسبة  ليس نشاطا  تكهنيا  لأنه يستند في تصوره المستقبل  الى وقائع تلمسها عامة الناس ولهذا السبب هو أدخل في ما يسمى ب "المستقبليات " .

 

3 كل من يكتبون اليوم  في الشأن الفكري السياسي سيموت أغلبهم في العشر سنوات القادمة  وأنا واحد منهم وعلى الجيل الذي سيخلفهم أن يكون لنفسه  نظرة واضحة  الى المستقبل  تتجاوز  حدود الجيل الواحد .

 

4.يرى الدماغ التنسيبي أن العشر سنوات القادمة هي بامتياز  سنوات التنسيب  في كل شيء مما يعني بكل بساطة لا مزيد عليها  أن كل الأفكار التي سبقت فترة المنسبة  الى زوال وعلى التعليم في كل مستوياته  أن يمتثل  للضرورة التاريخية  التي لا يمكن أن يفهمها  لا اليعقوبي  ولا وزير التربية أما عن الوضع الاقتصادي الذي يقف وراء  كل الخصومات  فلن أتحدث .

 

  1. الجيل المطالب بتحمل المسؤولية في الفترة القادمة الحاسمة هو الجيل الأربعيني لا غير فليفهم كلامي  جيدا  لأنني لا أتحدث  على العمياء .

 

6.راجعت ما كتبت منذ سنتين تحديدا فاقتنعت أن ما تضمن  كاف  لتحديد النواة الفكرية السياسية الاجتماعية التي يجب أن تقوم على أساسها الجمهورية  التونسية الثالثة  واشدد على كلمة النواة  لأنني لا أهتم الا بالجذور وهذا يعني أن ما نشرت  في الفيسبوك  وفي قوقل دوك  هو تعبير عن هذه النواة  ويمكن الاكتفاء به  وهو في حدود ال 60 صفحة  و اذا كنت سأواصل  الكتابة الى  نهاية جوان 2019 فذلك من قبيل  أوراق الشجرة  لا من جذرها  الذي أصبح  واضحا  بما فيه الكفاية .

 

7.على الكهول التونسيين المهتمين بالشأن الحضاري  في تونس وبلاد المغرب أن ينكبوا  على تكوين أنفسهم  تكوينا صلبا حتى يصبحوا مؤهلين  للقيام  بالدور الذي سيؤول اليهم فالسبسي  والغنوشي  وحمة الهمامي  و...و ...ومن يدورون في أفلاكهم  حكم عليهم  التاريخ  بالصمت النهائي .

 

  1. كتبت هذا لأنني أحس بأن دوري  أشرف  على نهايته  بالمعنى  الفكري السياسي  ومن لا يفهم  ما أقول  فاللهجة التونسية  تطلق عليه  صفة " مرماد " وعاش من عرف قدره !

 

 

26 حانفي 2019

من " ابداع  العقل الاحتيالي " في فضائنا : " عفا الله عما سلف " .

 

31 جانفي 2019

التونسيون  وذهنية العمل

 

في  ذهنية العمل  لا أحب المقارنة  بيننا والصينيين  واليابانيين لجهلي ذهنية العمل  عندهم ولكنني  أقارن  بين ذهنية العمل عند الفلاح المصري  لأنني أعرفها وذهنية الفلاح  بل الموظف التونسي  بعيدا عن  كل النظريات المتهافتة  وأنا هنا  لا أطرح  مسألة من المسؤول  أي ما هي جذور هذا الواقع ؟

 

مسألة الربح السهل السريع  ليست خاصة بالسياسيين عندنا وفي الفضاء المغربي  لأنها  متجذرة  أي مرتبطة  بالتركيب الدماغي  في جزئه اللاعقلاني .

 

31 جانفي 2019

سؤال  يفضح النوايا : لماذا  يخشى  كثيرون تأسيس جمهورية تونسية ثالثة ؟

 

علق على السؤال  السيد الحميدي :

" خايفين  من امكانية  تعقيم  الدولة من كل الفئات المتعفنة  ومرعوبين  من امكانية  اعادة التأسيس فيرتجف  أصحاب الكراسي  من أن يجرفهم البحر  خارجا "

 

1 فيفري 2019

المنسبة وجدهم ابن خلدون

 

1.عندما يقع الحديث عن عبد الرحمن لا تجب نسبته الى بلد معين من بلدان أفريقيا الشمالية لأنه عاش ومات قبل ظهور الوطنيات الشمال أفريقية في القرن العشرين .

 

  1. قرأت ابن خلدون في كل أجزاء مؤلفه الضخم وفيه الكثير من الخرافات لأنه اعتمد على مؤلفات تغلب عليها الخرافة ولكن هذا لا يمنع من القول ان الرجل كان فذا في ما يتعلق بحياة الأمازيغ لأنه لا يوجد مؤلف آخر يمكن أن يقترب مما كتب في الموضوع .

 

  1. ما جلب انتباهي وركزت عليه في مؤلفه هو حديثه عن تقليد المغلوب الغالب لأنني طبقته على اختصاصي في مجال الحضارة وبالذات في علاقتنا نحن المنسبة التونسيين بغير فضائنا سواء منه العربي الاسلامي أو الغربي لأن بلاد شمال أفريقيا خضعت للاستعمار الفرنسي باستثناء ليبيا.

 

  1. ما كتبه ابن خلدون في مسألة " تقليد المغلوب الغالب " يطرح في نظرالمنسبة مسألة حيوية حضاريا هي مسألة من يجب أن " نقلد " بوصفنا " أطفالا " في سلم الحضارة هل يجب أن" نقلد " المشارقة" أم " الغربيين " أم يجب أن نصوغ لنا مثلا أعلى شماليا أفريقيا  خاصا بنا  لا ينفي " ألأخذ من كل شيء بطرف " ؟

 

  1. تفكير ابن خلدون هو تفكير لا يحيد عن فهم الطبيعة فكما أن التجربة تقول خذ سطل ماء وضع فيه قطعة خفاف كبيرة على سبيل المثال وقطع خفاف صغيرة متناثرة ثم حرك الماء وسترى أن القطع الصغيرة المتناثرة سوف تندفع للالتحام بالقطعة الكبيرة المركزية فعليك أن تطبق هذا في المجال الحضاري . هذا قانون فيزيائي يجب كل الايديولوجيات .

 

  1. نحن المنسبة التونسيين لا نفكر الا انطلاقا من هذا الفهم لأننا نحتذي بالطبيعة في كل شيء مع اضافة البعد الثقافي الفاصل الى حد معين بين الانسان الطبيعي والانسان السياسي .

 

  1. ما أقوله هو ما يفسر سبب تعريبي " ادريس رواية شمال أفريقية " لعلي الحمامي وكذلك قولي بالفكرة المغربية المختلفة عن الفكرة العربية أو الاسلامية بغض النظر عن مستوى تقدم الشعب المغربي لأنني أتحدث عن الأمد الطويل واللوم الأول الذي أوجهه للأنظمة القائمة في كل بلاد المغرب هو عجز منظريها عن التفكير في ما هو أبعد من أنوف مسيريها لأن هؤلاء المسيرين محكومون ب " بالآني" الذي يخدم مصالحهم الواطئة لا المصالح العليا العلية البعيدة .

 

8 .الخلاصة  : ارسموا في أدمغتكم صورة قطعة الخفاف المركزية وقطع الخفاف الصغيرة المتناثرة التي تبحث عن مركز تجميعي ثم اقرؤوا بعد ذلك ابن خلدون في حديثه عن العلاقة بين الغالب والمغلوب حضاريا .

 

3 فيفري 2019

التنسيبية خارطة طريق دماغية وليست قرآنا أو أنجيلا أو تلمودا

 

عدد من الجهلة يتهمون المنسبة بالانسلاخ عن الاسلام  منطلقين من صورة سلخ الدواب وكأن الاسلام  العمري دابة تتعرض للسلخ .

 

المنسبة ترى أن الواحد من الناس عندما ينوي الزواج يبني اختياره على خارطة طريق فردية وعائلية وعندما يختار أن يكون تونسيا فقط فهو يبني خريطة دماغه على هذا الأساس وعندما يريد أن يكون شيوعيا فهو يبني خريطة دماغه على هذا الأساس وعندما يريد أن يكون اسلاميا قبل كل شيء فهو يبني دماغه على هذا الأساس ولو أداه لك الى غض النظر عما يحدث في بلده لأن المسألة  هي مسألة أولويات .

 

المنسبة جماعة من الناس اختارت أن تقيم كل شيء دماغيا محتذية في ذلك بالطبيعة اضافة الى الثقافة مما دعاها الى الدعوة الى ارضاع الأطفال فكرة التنسيب حتى ينشؤوا عليها لأنهم سيصيرون مفكرين ومحامين وقضاة وساسة ونقابيين وهذا التكليف أصعب ألف مرة من تحفيظ طفل القرآن منذ الصغر لأن القرآن وكل الديانات وكل الايديولوجيات ظهرت في زمن غير تنسيبي  فهل يوجد توضيح أكثر بلاغة وبساطة من هذا التوضيح ؟

 

المنسبة ،  اذا أردنا أن نلخص ما سبق ،  يرون أن ما يحصل في تونس اليوم وما سيحصل في الزمن القريب  ليس أكثر من أزمة دماغية في علاقة بمسألة التنسيب والتعميم فمن حكم من النظمة في بلاد المغرب لم تكن له فكرة ولو بسيطة عن مسألة التنسيب التي يعتبرها المنسبة عمود تفكيرهم الفقري وكل ما عداها شحم يذهب جفاء.

 

سترون في السنوات القادمة أن ما نقول هو ما ستضطر كل الأفكار الى محاولة استثماره بصورة أو بأخرى .

 

يقال " ان غدا لناظره قريب " في قراءة تنسيبية هذه المرة !

 

3 جانفي 2019

في الشرج التونسي ومعانيه وحقوق الانسان بحرف التاج

 

لا أتدخل عادة  في ما يحدث  في البلاد  لأنني  لا أهتم  الا بالجذور  ولكنني اليوم  أساند قرار الفحص  الشرجي  لأنني أعرف  أبعاد المسألة  فلتكفي ايتها السيدة  بشرى خالد  عن التدخل  في مسائل  تتجاوز  تكوينك  الشحيح أصلا !

 

أنت تتحدثين عن "الدنيا " فماذا تعرفين  حقا ما يحدث في بلدك ؟

 

كفي  عن التعالم  لأنك جاهلة  !

 

3جانفي 20119 ، مكرر

لماذا ينقد المنسبة منظمة العفو الدولية ؟

منظمة العفو الدولية  تتحدث عن الانسان  بحرف التاج H أما التنسبيبيون فهم يميزون  في سيدي بوزيد بين طفل  يتابع دروسا  في مدرسة " قرآنية " وطفل في سيدي بوزيد نفسها  يتابع دروسا  في مدرسة نظامية  حتى لا أتحدث عن طفل يدرس في قرطاج الرئاسة  وطفل يدرس في قبلي

 

هذا هو سبب دعوتنا الى التنسيب  وهو ما يميز تفكيرنا  عن تفكير التعميميين  الذين  حكم عليهم التاريخ  الانساني بالغروب  ومنهم جماعة حقوق الانسان بحرف التاج  .

 

في ما كتبت قبل الآن تبين أن عددا من التلاميذ  في المدرسة القرآنية  تعرض لما لا أود الحديث عنه  وأنا ما كتبت ما كتبت الا  لمعرفتي  بما تعود  أغلب  الناس على  كتمانه  ولن يصلح  أي مجتمع  الا اذا كشف عما يحرص على  تغطيته .

 

تعروا لا حبا في التعري  ولكن حبا  في الحقيقة !

 

3 جانفي 2019 مكرر2

ها نحن ، والحمد لله ،  نستقبل  أسبوع معمعة الجنس الشرجي !

 

لو لم أن تنسيبي الدماغ  لطلبت الغاء حسابي  في الفيسبوك نهائيا

 

تصوروا  أنه وجد أناس  يعترضون  على اجراء  فحص شرجي على  أطفال  كل شيء يثبت  تعرضهم  لممارسات جنسية  غير طبيعية !

وباسم ماذا ؟ باسم حقوق الانسان !

 

أكاد أن أشك  أنهم هم أيضا  تعرضوا  للممارسات نفسها  في طفولتهم ولذلك هم يردون الفعل  بعنف شديد .

 

 

4 فيفري 2019

المنسبة وفعلهم المفضل حسب وحاسب ومحاسبة

 

المنسبة يحبون استعمال  فعل حسب لأنه يصلح للتمييز بينهم وبقية الناس.

 

الثورات في كل بلاد الأرض سببها عملية محاسبة فالثورة الفرنسية على سبيل المثال لم تقم على " حسبي الله ونعم الوكيل" لأنها رفضت أن يكون لله دورا في الصراع الاجتماعي بل الطبقي .

 

في موقعي لا أكاد أقرأ شيئا الا أضيفت اليه عبارة " حسبي الله ونعم الوكيل " لأن الناس يئسوا من المحاسبة في بلدهم فصدروها الى من يعتقدون أنه السماء أي الله في حين الله العلي ليس يمكنه أن ينشغل ببؤس قوم يرتكبون الخطأ ثم يدعون الله لاصلاحه عوضا عنهم .

 

كل مظاهر التمرد في الأرض قامت على أساس من المحاسبة من الثورة ألأمريكية الى الثورة الروسية الى الثورة الجزائرية في فضائنا  ولا أحد من المتمردين كان يقول ب " حسبي الله ونعم الوكيل " لأنه نزه الله العلي عن التدخل في مسائل لا تليق بعلوه .

 

في تونس اليوم نرى صراعا سببه المحاسبة ولكن الناس يميلون الى تعويمه في فضفضة لا طائل من ورائها فهذا يقول حسبي الغشير الشاهد وآخر يقول حسبي اتحاد الشغل أما الحزب الفرفوري فقد ضم غوغاء تقول ب " حسبي الله ونعم الوكيل " بما يعنيه هذا  القول  من رفض لكل محاسبة الآن وهنا.

 

" حسبي الله ونعم الوكيل " تعني في لغة المنسبة " تأجيل التنفيذ "

 

 

هل فهمتم الآن لم قلنا اننا نحب هذا الفعل " السحري "حسب ومن مشتقاته ديوان المحاسبة الذي لو أطلق يده لغير كل شيء ؟

 

5 فيفري 2019

عندما تحول كثير من التونسيين والشمال أفريقيين الى مرجئة

 

طلب المنسبة من أساتذة الفلسفة خاصة تعريب المصطلحات وتبسيطها لعامة الناس حتى لا يقعوا في حيص بيص خاصة اذا كانوا مقبلين على انتخابات  والانتخاب هو أصلا منتج غربي لا علاقة له بالتراث العربي الاسلامي لأنه  رافق نشأة البورجوازية في البلاد الغربية.

 

2.تغزو موقعي الشخصي عبارات " حسبي الله ونعم الوكيل " من دون معرفة أصل هذه العبارة التي لم تدخل بلادنا الا بعد أن سهل محمد الصياح ومحمد مزالي  نشاط السلفيين بما تحوي معدتهم الفكرية السياسية من مأكولات موروثة جزء منها " مضروب " أصلا و لا يصلح للاستهلاك الصحي

 

3.هؤلاء " الحسبيون " يجهلون في غالبيتهم الساحقة أنهم " مرجئة " أي يعادون كل مؤسسات المحاسبة التي تتوقف عليها حياة الناس لأنهم يرجئون المحاسبة الى أجل غير مسمى أي "يوم القيامة " الذي لا يعرف عنه أحد شيئا الا  اذا  كان من " المجسمة " .

 

  1. محمد مزالي ومحمد الصياج جاهلان بمعنى أنهما سياسيان وليسا مفكرين سياسين تماما مثل الغنوشي لأنهما فتحا الباب أمام وجه من وجوه السلفية وهو المرجئة التي لا تقول بالمحاسبة الآن وهنا ولكن بتأجيل المحاسبة الى يوم آخر.

 

  1. المنسبة في تونس وبقية بلاد المغرب يجب أن تتصدى لقولة " حسبي الله ونعم الوكيل " لأنها تنسف كل ما يتصل بالانتخابات وهي من قبيل الشجرة التي تحجب غابة من المظالم ظاهرها مورق وجذعها شجرة زقوم .

 

  1. تبت أيديكم يا من تكتبون في موقعي  " حسبي الله ونعم الوكيل " لأن الله العلي العظيم يتبرأ من أمثالكم نساءا ورجالا و ..قططا .

 

سموا أنفسكم هاربين وهاربات ومستقيلين ومستقيلات ولا تلوثوا اسم الله !

 

5 فيفري 2019

من زرع شجرة الزقوم في تونس ؟

 

شجرة الزقوم  التونسية  زرعها  دستوريان  منستيريان  زمن الحبيب بورقيبة  هما محمد الصياح ومحمد مزالي تصديا منهما  لليساريين التونسيين .

 

كفوا عن الكذب  على الناس  لأن الوثائق  أصدق انباءا من الكذب !

 

6 فيفري 2019

هل الصحفية  الجندوبية غنجاتي  تنتمي الى " المرجئة " ؟

 

أعرف أن كثيرين لم يفهموا  معنى " المرجئة "  رغم أن أعدادا  كبيرة من التونسيين والشمال أفريقيين يستعملون عبارة " حسبي الله ونعم الوكيل " وحتى هذه الصحفية  استعملت قبل أيام هذه العبارة  التي تفيد  التخبط  ازاء  حالة ما  سواء أكانت  عاطفية أو سياسية .

في مراكش  يطلق على  المرجئة  الكلمة  الدارجة " العياشة " أي هذا الجزء من المجتمع الذي فقد  الأمل  في التغيير  السياسي الاقتصادي  فركز اهتمامه  على مشاغله  الخاصة الفردية  وهو في الغالب ينتمي الى عامة الناس  أي ألأغلبية  التي لا مكان للهم السياسي  في حياتها ولكن هل يمكن اعتبا ر الصحفية الغنجاتي  " عياشة "؟

 

قطعا لا ! لأن دودة  التساؤل سكنت دماغها  نهائيا  على عكس  كثيرات ممن تغرقن موقعي الشخصي  بصورهن  أو بما تتفنن في طبخه  وكأنهن تخاطبن معدة الرجال .

 

شكرا  للغنجاتي  التي منحتني فرصة  توضيح  معنى المرجئة  أي هؤلاء  المستقيلين  من النشاط السياسي  التغييري  لسبب أو لآخر فيختارون تسمية " مستقل " التي لا معنى لها  لأنه لا يمكن للانسان  في مركب  وسط الصخور تتقاذفه الرياح  أن يكون الا توهما " مستقلا " .

 

في بيضة الديك  التي كتبتها  في بداية السبعينات  قال واحد  من "أبطالها "  الذي أثخنته الجراح :

 

" في الحياة  اما أن ننتمي أو نموت " !

 

7 فيفري 2019

عبارات مسرطنة تغتال الجسد الاجتماعي  باعتباره كلا لا يتجزأ ولهذا السبب يندد المنسبة  باستعمالها :

 

  • حسبي ترامب الأمريكي  ونعم الوكيل
  • حسبي بوتين الروسي ونعم الوكيل
  • حسبي مكرون الفرنسي  ونعم الوكيل
  • حسبي جبهة التحرير الجزائرية ونعم الوكيل
  • حسبي الحزب الدستوري التونسي ونعم الوكيل
  • حسبي السبسي ونعم الوكيل
  • حسبي الغنوشي ونعم الوكيل
  • حسبي زوجي ونعم الوكيل
  • حسبي اتحاد الشغل ونعم الوكيل

 

فقدان المناعة  والحصانة  في الجسد الاجتماعي  ينجر عنه  تزايد  سرطاني  للوكلاء  فلا بد من  البحث  في سبب  هذا التكاثر  السرطاني !

 

 

7 فيفري 2019 مكرر

خرآن في تونس

 

هذا هو ما فهمته  مما يحدث اليوم  في تونس في كل نواحي الحياة !

 

 

8 فيفري 2019

الاستقراء والاستنتاج  في حالة  المدرسة القرآنية الرقابية .

 

يظن  كثيرون  أن  الاستقراء  والاستنتاج قضيتان خاصتان  بالمفكرين  ولا علاقة  لهما  بحياة الناس  اليومية  وهذا خطأ تثبته  أحداث الرقاب لأن الصحفي  الذي كان  وراء  فضح ما تعرض له  الأطفال من جنس شرجي  لم يفعل أكثر من فحص  العلاقة  بين المدرسين فيها  وشعارهم " نحن اخوة في الله " وهو شعار نظري أي استنتاجي  وممارساتهم في والواقع  اعتمادا على قراءة استقرائية أي تعتمد على  الوقائع الملموسة .

 

العلاقة بين  الاستقراء  والاستنتاج علاقة متينة  لا يمكن فهم طرف فيها  الا بربطه  بالطرف المكمل  وهذه  عملية صعبة لا تدرس في مادة الفلسفة  بصورة جيدة  للضعف  في فهم معنى الدياليكتيك .

 

عامة الناس هم في العادة  استقرائيون  لأنهم يستندون  الى ما يرون ويسمعون  ولكن ما ينقصها  هو الربط  بين ما يقرؤون  وما يستنتجون  لأنهم لم يعودوا على هذا الربط الذي يقتضي  تكوينا  فكريا سياسيا جيدا .

 

الشعب التونسي في جزء هام منه  صوت للنهضة لأنه كان بهذا الموقف استنتاجيا  وثق  في ما تدعي  من تطبيق قيم اسلامية  يقول بها المصوتون  ولهذا السبب  لا يجب تجريمهم  لأنهم  لم يكونوا الا استنتاجيين  الى أن تدخل  الاستقراء الذي يعتمد التجربة  والواقع  أولا  فكذب خطأ  استنتاجهم .

 

دور الفلسفة  هو الربط  من خلال الأمثلة الحية  بين الاستقراء والاستنتاج  حتى يفهم التلاميذ  العلاقة بين هذين المنهجين  في التفكير  ولقد سبق  أن قلنا  ان الاستنتاج  قديم  منذ عصر  فلاسفة اليونان القدامى  أما الاستقراء  فهو يعود  الى بداية العصر الحديث  الأوربي  فكيف يمكن لعامة الناس  أن يربطوا بين المنهجين وأنا أرى في موقعي الفيسبوكي  عجزا عند الكثيرين في الربط بينهما  وأغلبهم  أساتذة فمن يعلم المعلم ؟

 

للتبسيط أختم بالقول  ان الصحافة  الاستقصائية  استقرائية لا تثق بالظاهر الاستناجي الا بعد اخضاعه للفحص الدقيق  ( تذكروا قضايا بوشلاكة )ولذلك يحاربها  الكثيرون  أما بوشلاكة  وكل من يدافعون عن النهضة  فهم استنتاجيون 

 

لو طبق الاستقراء والاستنتاج  بصورة  صحيحة  لما تبقى حزب واحد  في تونس اليوم  يمكن أن ينتخبه  الناس ذلك أن الاستقراء يعري  ما يحرض  السياسيون  على اخفائه  وهو  يتلخص في ما سميناه " خرآن في تونس " .

 

السفر بين الاستقراء  والاستنتاج  شاق  ويقتضي تكوينا صلبا  ومتعدد الاختصاص  وهو ليس في متناول  الكثيرين .

 

علق على المقالة :

حمودة طراد   " ممتاز ! "

 

حسين بوراوي :

" الاستقراء أعقد المشاكل وهو ما نعانيه اليوم  أحسنت صديقي "

 

رشيد العمدوني :

" شكرا لمعلم المعلمين  على هذا التوظيف الجيد والذكي "

 

العربي جمال :

" شكرا يا أستاذ  . أكبر مشكل  عند التونسيين  هو الاستقراء . حديث أكاديمي سوف لن يفهمه كثيرون "

 

حسين الذوادي :

" أحسنت يا أستاذ  . خير الكلام ما قل ودل . لقد اختزلت القضية  وقدمت الحل "

 

 

  1. فيفري 2019

من يعلم المعلم  وحديث  في الجنس الشرجي ؟

 

التونسيون في غالبيتهم  ومهما كان  مستوى تعليمهم  يتنفسون  اللغة الجنسية  وأنا بصفتي  مدرس  حضارة مهتما  بالجذور ولا أولي الأوراق اهتماما كبيرا لأنني أعتبرها  نتيجة لا سببا ، توقفت  طويلا عند ظاهرة  استعمال اللغة الجنسية  سواء  في ما يتعلق بعلاقة  الرجل بالمرأة  او بما هو أبعد من ذلك لأن بذور  هذه الظاهرة بعيدة .

 

  1. عندما كنت مدرس تعليم عال خاصمتني طالبة  واشتكتني  الى عامل من  بلدتها الريفية  فنهرها بلغته الصريحة الغاضبة قائلا حسب  ما سمعت :
  • تشاكسين أستاذا قديما يمارس التدريس قبل  أن تكوني  في ظهر أبيك !

 

حياء الرجل  الذي كنت أكن له كثيرا من التقدير  لاستقامته وحبه طلبة مسقط رأسه ونفوره من كل تزلف منعه من أن يستعمل  كلمة  جنسية للتعبير عن غضبه فاستعمل كلمة تدل على حس دماغي  سليم  يرجع كل شيء الى الدماغ  بما فيه من نشاط ذي علاقة بالجنس .

 

3.نعود الآن  الى ما قال  أستاذ في أستاذ  يمثله نقابيا " أعطيهم حتى ظهرك " التي تعني تعني  في دارجتنا " ترمتك " أي مؤخرتك  مع العلم  أن جزءا من  الجزائريين يتأذون  من عبارة "  لية العلوش " لأنهم يفهمونها  فهما جنسيا  أي مؤخرة .

 

  1. تذكروا الآن مسألة المدرسة القرآنية الرقابية  وهذا الميل الى الجنس الشرجي وابحثوا في سببه البعيد  سواء عند الرجل أو المرأة  ولا تنسوا استحضار  الميل الى الجنس الشرجي  عند كثير من الأتراك والكولوغليين الذين كانوا  حاضرين  في جزء  من الشمال الأفريقي مدة غير قصيرة  .

 

  1. الجنس الشرجي قديم مثل اللواط عند كثير من الأقوام والمنسبة عندما تتحدث فيه  لا تنسى أنها منسبة  أي تمقت التعميم  ولهذا السبب  هم يدعون  الى  ادخال مادة  الثقافة الجنسية في برامج التعليم  لأن من لا يعرف  تركيب جسده  ليس في امكانه أن يحترم الجسد  ويديره  بصورة  سليمة ولا تقولوا للمنسبة  هذه مسألة " ترف " ليست من الأولويات لأن المنسبة  يرون  أن الخلل  في فهم  المسألة الجنسية  لا يقل أهمية عن فهم  المسألة  الاقتصادية أو المسألة الاجتماعية ذلك أن الحضارة اما أن تكون شاملة أو لا تكون  :

 

 

في موقعي الشخصي لا أكاد أقرأ الا  معاناة جنسية  عند الرجال والنساء  على حد سواء وان كانت لا تعلن عن نفسها صراحة  ولا تسمي الأشياء بمسمياتها .

 

المسألة ليست دينية  أو  غير دينية ولكنها متعلقة  بوظائف  الجسد  بعيدا عن

" ألوطك لتدخل الجنة ! "

 

 

10 فيفري 2019

ومن يعلم المعلم ؟

 

نشرت البارحة تعليقا على منشور أستاذ تعليم ثانوي فهم أن أزمة التعليم الأخيرة تتلخص في  صراع بين اليعقوبي ممثل الأساتذة  ولاقارد ممثلة صندوق  النقد الدولي ثم حذفت هذا التعليق  وأعود الآن الى نشره لأنه يخدم  فكرة التنسيب التي تدعو اليها المنسبة وكانوا يعولون على الأساتذة لنشرها لا في تونس وحدها ولكن في كل الفضاء المغربي .

 

  1. يبدو أن الأستاذ صاحب المنشور درس المناهج على غير معناها البناء ولقد رفضت عندما كنت مدرسا في كلية 9 أفريل في قسم العربية أن أدرسها لأن المشرفين على القسم كانوا يفهمون منها مسائل  يمكن لأي واحد من الناس أن يحيط بها  في دقيقة  عندما  يتصفح قوقل : تحويل السنة  الميلادية الى الهجرية والعكس /  التعريف بالشهور  الهجرية  الخ… أي هذه الأوراق  التي لا علاقة لها بمعنى المنهج في التفكير  : هذا الواقع هو واقع كلية منوبة  أيضا  والموضوع مفتوح  لمن يود  الاعتراض على ما أقول .

 

  1. تدعو المنسبة الى ادخال مبادئ التربية الجنسية  في البرامج  والمنشور وصياغته يفرضان ضرورة  ادخال  مبادئ الاقتصاد ايضا في البرامج  حتى لا نقرأ مثل المنشور  الذي يختزل  المشكلة الاقتصادية في تونس في كل من ممثل نقابة الأساتذة ووزير التربية وكأنهما " الكترونان " منفلتان منفصلان عن كل سياسي اقتصادي .

 

4.التعميم  في هذه الحالة  شديد الضرر  وهو اضافة الى ذلك  يدل على  نقص فادح  في معرفة التنوع  في تركيب  الجسم الأستاذي  مما قاد الى انتاج  مصطلح  جديد  هو مصطلح  " القطاع الشقيق " على وزن " البلاد الشقيقة " المختلفة عن " البلاد الصديقة " نظريا على الأقل وهو مصطلح  خطير بكل المقاييس  ذلك أنه اذا كان يمكن  فهمه في ميدان الطب الذي يصعب فيه أن يتحول الممرض الى طبيب فذلك ممكن في العلوم الانسانية لأن في الأساتذة  المعلمين  من يفوق تكوينهم  تكوين عدد من أساتذة التعليم الثانوي  ومعروف  أن الجامعة التونسية تغذت  في جزء منها  من المعلمين وأساتذة التعليم الثانوي  وما زالت  تتغذي منهم  لأن الأمر يتعلق مثلما قلت بالعلوم الانسانية  وهذا أمر يتجاوز الاعتبارات  الاقتصادية والادارية  وفي موقعي  منسبون  من قطاع الثانوي  يفوق تكوينهم  الحقيقي لا الشهائدي  تكوين عدد غير قليل من الجامعيين  وأنا أتحدث  عن معرفة  بما نشر وما زال ينشر  فحذار من كل نظرة عشواء !

 

5.القطاع الأستاذي معقد الى أقصى حد لأن من يشتغل فيه يختلفون فمنهم من يمكن اعتباره روائيا أو شاعرا حقيقيا أو مفكرا سياسيا استنزف قدرا من طاقته ايجابيا  ويستأهل  لا مجرد  تمتيعه بتقاعد مبكر ولكن يستأهل كل تكريم  ومنهم من لم يستنزف من طاقته الا القليل بل ما زال يتساءل عن رسم الهمزة والعدد ويستعمل تواجد (من العشق) عوض حضر الخ  وليس في امكان  الوزارة  أن تفهم هذا الموضوع  لأنها  تستند  الى الكم  والاحصاء  وهما لم يكونا في يوم من الأيام  ترجمة سليمة للواقع .

 

  1. كتبت هذا بصفتي أستاذا قديما تنسيبيا تكوين دماغ .

 

تعليق الأستاذ حسين الذوادي :

 

" أحسنت أستاذ .وخاصة  في ما يتعلق بالنقطتين  الأولى والثانية :  شخصيا  درست المنهجية  بفهمها الذي ذكرت في قسم العربية  ولم  أجد فيه  شيئا أكثر من استنزاف الوقت  وأذكر  أنني اجتزت  امتحانا  في المنهجية  وكانت  طريقة  الاختبار  تتمثل في اختيار ورقة مطوية  على نمط القرعة ..وأذكر  أن السؤال  كان يتمحور  حول كيفية  البحث  عن المفردات  في لسان العرب . لقد  كان الوقت  الذي قضيته  في انتظار  الاختبار  أكثر صعوبة من الاختبار نفسه "

 

تعليقي على تعليق الذوادي :

" في المدارس الجدية يتعود التلاميذ على استعمال المعجم منذ الابتدائية ياصاحبي ولهذا السبب"يؤثث " المنزل ب"المعاجم" اضافة الى الصحون وهذا هو التنسيب مجسدا فللجسد حقه علينا ولكن للدماغ أيضا حق لا يجب التقليل من شأنه "

 

مقالة للأطفال تبين وجوب التلاؤم بين الشكل والمضمون

بقلم محمد الناصر النفزاوي

6 أوت 2019

 

سألني حفيدي عن معنى الشكل والمضمون اللذين أكثر من الحديث عنهما في كل شيء تقريبا حتى في علاقتي بالعجوز زوجتي و بابنتي  وكان علي أن أجيبه وأجيب ابنتي مراعيا صغر سنهما لأنني لا أقبل  أي هروب من الأسئلة ومنها سؤال من أين ولد فأجيب  فأجيب من سرة  الأم .

 

لابنتي بسطت الأمر فذكرتها بالمثل الشائع في فضائنا وهو :

لا يغرك نوار الدفلة في الواد داير الظلايل ولا يغرك زين الطفلة حتى تشوف الفعايل

 

مثلما أنه شائع في التراث :

ومن خبر الغواني فالغواني    ضياء في بواطنه ظلام  

 

هذا المثل الشعبي مثل البيت الشعري  يعبران معا  عن ضيق بحالة غياب التواصل والتنسيق و Synchcrisation سواء أتعلق الأمر بالانسان الفرد أو بما هو أكثر من الفرد مثلما هو الشأن في برلمان تونس السلفي الذي هو قوقع في نظر المنسبة أو نوار الدفلة في المثل الشعبي والغانية في بيت المتنبي : زينة المظهر والشكل لا يبررها الواقع الحي الذي في امكان أي واحد أن يلمسه ولا سبيل الى الغاء هذا التناقض الصارخ بغير تقليص هذا التناقض الى أقصى حد ممكن وهذا صعب لأن البرلمان هو منتج غربي صرف واكب نمو البورجوازية الغربية اقتصادا وتطور دماغ و اقتضي مدة طويلة لأنه قام على أساس من تنامي شعور الفرد بما له وما عليه أي بما يلغي كل انتماء الى العرش والقبيلة والجهة .

 

أما حفيدي فقد أجبته :

كنت تكثر من اقتلاع كل ما يظهر لعينيك  من النباتات فهل مات واحد منها عندما " تمنجله"  ؟

أجاب لا .

سألته لماذا فلم يجب .

قلت له :

هي لم تمت عندما " منجلتها " لأنها تستمد حياتها مما لا تراه أي من جذرها و " سرتها " وهذا الجذر في حالة القمح حبة صغيرة تولد سنبلة وأنت لست أكثر من حبة في هذه السنبلة مؤهلا ان صلحت لتوليد ما هو حب  صالح . أمك بذرة ياصديقي  تماما مثل أبيك وما كنت " تمنجله " ليس الأصل   !

 

رأيته يتمعن في لأن أمه قالت له : لا تكثر على جدك فهو لا يحتمل حرارة مثل حرارة هذه السنة !

 

لأول مرة ألاقي صعوبة في التعبير عند محادثة الأطفال لأنني غير مهيء لذلك.

 

22 أوت 2019

التونسيون والشمال أفريقيون  وفعلا رشح  وترشح :

 

رشح العرق يعني سال  والمثل " كل وعاء بما فيه يرشح " يعني أن الوعاء أو القوقع  والشكل  والقرآن  والدستور  وخريطة الطريق  لا قيمة له  بغير مضمونه الاجتماعي السياسي وهذا المضمون الاجتماعي السياسي  يمكن أن يكون  زفتا أو كيروزينا  أو خرء في خرء خاصة اذا  خزن طويلا فأصابه الفساد.

 

  1. تضيق المواقع عندنا بالحديث عن هذا المرشح أو ذاك لرئاسة البلاد و تتبارى في التشبه بالنبوءات  في تعيين " الرسول " المنقذ الأفضل  وهذه المواقع محصورة في جماعة محدودة  من الناس تدون  ما تدون  وهي جالسة حول  كأس شاي أو بيرة  ولا علاقة لها  حقيقية  بملايين الناس  الذين لا يقرؤون  ما يدون  وهم اللحم  الحي  الذي يعاني  مما يسمى ب "الأمرين ".

 

3.قضيتنا الأولى والأخيرة  أي " أم المعارك " سواء على مستوى  الفرد  حتى في علاقته  بزوجه أو على مستوى العلاقة بين الدولة الرسمية  والمجتمع  الحقيقي العميق هي قضية التواصل  والربط  والتنسيق  أي بالفرنسية connexion والمجتمعات  التي نجحت  في التقليص  من هذا التناقض بين الدولة والمجتمع  محصورة  في البلدان الغربية لسبب حضاري  وعندما أرى في تونس على سبيل المثال  غرقا في  التخوين والتكفير  على أساس  من التبعية لبلدان غربية أقول ان هذه ليست المسألة التي ستحل مشاكلكم  لأن القضية  الأولى والأخيرة هي عجزكم  عن التواصل  في بلدكم حتى بين الرجل وزوجه والجهة والجهة  والقبيلة والقبيلة  والحزب القوقع ومثيله في  القوقعة  ولهذا السبب  تهربون  مثل النعامة الى " الرئيس المنقذ " .

 

  1. أكبر انجاز وأنفع استثمار يمكن أن تحققوه ولكن بجهد دماغي هو الربط والوصل والمد وال connexion أي التنسيق الذي يلغي التناقض ويرتقي الى مستوى المواءمة والتعادلية بين الواحد منكم وزوجه في البداية ثم بينه ومن يلد و ان أنتم حققتم هذا  فكل شيء سيتبع مثلما  تتبع قاطرات الشحن في السكك الحديدية القاطرة الدافعة الأم .

 

5 كفوا عن التحليل من دون تأهيل  أيها الأدباء والأديبات المتحولون الى  سياسيين ومنظرين لأن عهد الرعوانية  انقشع في بلاد الأرض  المتقدمة ولم يبق "حيا يرزق"  الا عندكم  لأنكم جميعا أسرى ذهنية  انسيابية  تستميت  من دون جدوى  في محاولة الارتقاء  الى مستوى العقلانية .

 

  1. أذكر من جديد ب " الفم الحارك وقاعدته الباركة " بمعنى الساكنة  غير المتحركة  جدليا حياتيا على غرار الحياة نفسها  والتي هي في حالتكم الفكرية الرثة في حاجة الى مسهل طبيعي  غير موجود  في الصيدليات .

 

11 أوت 2019

ما ستقرؤون  ترددت في الافصاح  عنه أياما  لأنه اجتهاد  عقلي مني  يحتاج الى النقد البناء :

 

لا أدري كيف تسربت الى دماغي  فكرة أن مقاومة  الحزب الدستوري  التونسي  اليوم رئاسة الزبيدي  مردها العميق الى  تفرقع  مفهوم " قوقعة الساحل " لأن المهدية  اذا بحثنا في جذورها البعيدة  تختلف  الى حد معين  عن بقية  بلاد الساحل ولقد كانت في زمن ما عاصمة الفاطميين  الذين  لم يختاروها اعتباطا .

 

صحيح هي جزء من الساحل  ولكن ما حصل  في التاريخ  القديم   لا بد أن يكون قد وقع استبطانه بصورة أو أخرى  وبهذا فسرت  انضمام ابراهيم ياسين المبكر  الى الزبيدي  وكذلك صفر  وعما قريب  الطاهر بلخوجة  الخ..هذا اذا نسينا محمد الناصر رئيس الجمهورية التونسية المؤقت .

 

لا تفسير عندي  لشدة  مقاومة الحزب الدستوري البورقيبي  ترشح الزبيدي  في غير ما سبق لأن هذا الحزب هو مجرد ساقية من سواقي الدستور التونسي  الذي تأسس منذ الحرب العالمية الأولى وهي اليوم  على وشك النضوب  حتى وان كانت ترى في نفسها  أنها تيار  ذو دفع  مائي  غزير  ولسوف تفشل لا في الرئاسيات فقط  ولكن عليها أن تقتنع أنها ستفشل  في التشريعيات  أيضا لأن ما بني على وهم يكذبه الواقع .

 

الحزب الدستوري البورقيبي خاضع لجهوية  مقيتة طبقها حتى على الجوار الساحلي ولذلك ، ولأنه أعشى ، يرى في الزبيدي  خطرا حقيقيا لأنه رافض للجهوية دماغيا وكل ما بناه هذا الحزب الدستوري البورقيبي  على أساس من ادعاء مقاومة السلفية  ليس أكثر من التغطية  على ما هو أهم  وهو  الغضب من من نقل أحد مراكز القرار السياسي الاقتصادي  من جهة ساحلية  استفادت من كل شيء  الى جهة أخرى في بلاد الساحل  لم يقع الاعتراف  صراحة  بدورها الضارب في القدم .

 

بما كتبت  يمكن القول اننا بازاء قلب تام  للموازين  خاصة اذا التحق  المترددون سياسيا  في بقية ولايات الجمهورية  في الشمال الغربي والجنوب الغربي  ونفزاوة  الخ… بدعوة الزبيدي الرافضة تكوين حزب سياسي قوقع يخلط الزيت بالزفت  ، المتشبثة  بفكرة  الاستقلال  عن كل الأحزاب التونسية  الحالية التي تعيش حالة لهاث .

 

 

مقالة في الاستحواذ والتحرر

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

قرأت عندما كنت عون ادارة في المكتبة الوطنية التونسية مكلفا بالفهرسة  عددا عجيبا من الكتب أثرت في ان كثيرا أو قليلا منها ترجمات رباعيات الخيام ومنها Voyage au bout de la nuit  و ...الأحد الجسدي  وظله L'unique et sa propriété ل ماكس شتيرنر وتخزن في دماغي جزء من هذه المؤلفات في اختلاط يصعب علي تمييز الأصلي فيه والمضاف

 

أنا اليوم أعود في هذه السن الى " الأحد الجسدي  وظله " مثلما عربت العنوان لأنني لم أرض على محاولات تعريبه لأنه ساهم في تطوير تفكيري السياسي المنشغل بكل ما يتصل بالدمج والادماج والتبعية والتحرر منها  جميعا لا بالرجوع الى هذه النظرية أو تلك ولكن بالرجوع الى أصل الأشياء الذي هو قبل كل شيء " الأنا " الذي على تعلقه بذاته يحتاج ضرورة حياتية الى الاندماج في ما عداه ولكن على أساس من عدم التفريط في ما هو مقوم أساسي لهذه الأنا التي تختلف عندي عن " أنا " غيري .

 

الاندماج ضرورة وليست اختيارا وعندما حار المتصوفون في الزمن القديم حول مسألة  الدمج والاندماج ولم يعثروا على من يستأهل أن يندمج فيه الانسان دعا عدد منهم الى فكرة " الصداقة والصديق " هروبا من غربة مؤلمة أو في حالات قصوى الى الاندماج  في  الاه  خال من الشحم والعظم والتبرز أي متعال  تعاليا مطلقا حشوا صفاته  بما كانوا  يعتقدون أنه أفضل ما فيهم هربا من الاندماج في غيره لنقصه والخطأ  الأساسي في هذه العملية الادماجية  هو اقامة علاقة بين  كيانين وهميين معا  هما الله و الانسان معا لاستحالة بناء علاقة بين من لا شيء حقيقيا يربط بينهما الا  اذا كان ذلك من باب الوهم والتوهم لاستحالة  "الزواج " والدمج  بينهما مما ولد كل هذه الثنائيات بين الرجل والمرأة  والدولة والمجتمع وأخيرا بين النظري والتطبيقي والفكر والممارسة وحتى بين الحضارة الفعلية والحضارة المتوهمة اللتين نرى يوميا تجلياتهما في هذه الخصومة بين فضائنا وفضاء غيرنا  سواء أكان غربيا أو خارج هذا الفضاء الغربي

 

كل شيء في حياة الموجودات ومنها الانسان محكوم بقانون طبيعي فيزيقي عملت الميتافيزيقا على طمسه عن وعي أو عن غير وعي لأنها لا تحب التعري أي الحقيقة التي هي في نهاية الأمر حقيقة ثقافية تقع على طرف نقيض من حقيقة الانسان الحيوان الأصلي

 

الدمج حتى  النسبي بين الرجل والمرأة في ما يسمى بالزواج أمر مستعص  اذا كان كل واحد منهما على احساس حاد ب " ظله" المغاير ل " ظل " رفيقه /رفيقته طبيعة وحتى يحصل هذا الدمج النسبي لابد أن يقبل الطرف المدفوع الى التمدد الأقصى بالحد من هذا التمدد وأن يقبل الطرف المؤهل للحد من تمدده تشذيب مطلبه التمددي وذلك لا يكون الا على أساس من التراضي والعقد فيحصل ما يسمى ب" الحب السعيد " وفي غياب هذا العقد الادماجي النسبي لا يمكن لأي علاقة مرضية أن تنعقد

 

الدمج حتى النسبي  بين الدولة والمجتمع  أمر مستعص  اذا كان احساس ما يسمى بالمجتمع بظله مغايرا لأحساس الدولة التي تدعي تمثيله والتعبير عن رغبته في التمدد وتسلك سلوكا يقمع هذه الرغبة في التمدد عنده أي تجزره ( من الجزر في لغة الماء ) لتحل محلها رغبتها هي في التمدد التي تنسف قاعدة التوازن التي ينبني عليها كل شيء سليم لأن العقد هنا  أيضا ضروري واذا كان لا يحقق السعادة المثلى التي لا وجود لها في غير الوهم فهو يحقق السعادة النسبية في صورة تناقص التناقضات التي تقود الى الانتحار أو الحرب الأهلية….

 

في الأدب والفن والاجتماع و...و...منتجها جميعا  الدمج حتى النسبي بين هذا المنتج و " ظله "  اللصيق به الى حد التطابق أمر مستعص  اذا كان احساس ما يسمى بالمجتمع بظله  مغايرا لاحساس المنتجين الثقافيين  الذين يمكن أن يصنفوا تقدميين أو رجعيين أو " جماعة رجل هنا ورجل هناك " أو حتى " هلاميين " يقفزون بين البلدان والأزمنة ولا يفون بشرط أن يكون المنتج لصيقا مثلما يلتصق اللحم بجلدة الانسان بجلدة هذه الأنا المتميزة عن غيرها حتى في رائحة عرقها الذي لا شبه له حقيقيا بعرق غيرها

 

قبل النصف الأول من القرن التاسع  عشر الغربي الألماني كان كل شيء تقريبا قد بني على أساس من الفصل بين المد والجزر وكل الكتابات التي تصدت للميتافيزيقا ودعت الى تأسيس " أخلاق جديدة " تحل الانسان في مركز اهتمامها الأول لم تتخلص نهائيا من تأثير هيجل حتى كتب " ماكس شتينر "  " الأحد الجسدي وحدود ظله " الذي بقي نصف قرن في حالة أثر ميت الى أن  انبعث حيا في  نهايته وتعددت قراءاته من النقيض الى النقيض لأنه طرح مسألة العلاقة بين المد والجزر في حياة الانسان الواقعي أي في حياة كل واحد منا رجلا كان أو امرأة طفلا أو شيخا أو ...دولة ومجتمعا.

الواحد منا لا يتمدد أو ينجزر الا استجابة منه هو لا من غيره ل " ظله " الخاص :

 

التمدد الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي محكوم عليه بالزوال لأنه تمدد وهمي مصطنع بدليل أنه قد يقول به مئات الملايين من الناس ولكنه يمكن أن ينحسر الى ما هو أقل من امتداد الفرد الواحد منهم لأنه بني على  وهم أي عن الايمان بالاه ما أبعد ظله عن ظلهم مثلما تظهره الممارسة  التي هي المحك الوحيد في كل شيء

 

الأحد الجسدي وحدود ظله " يقول بالمد الذي يمكن أن يتواصل في الابن على سبيل المثال مثلما يمكن أن يتواصل في مجموعة قريبة منه مثل الحزب أو حتى الدولة أي دائما في حدود معينة فلا سبيل الى القول ان " الأحد الجسدي وحدود ظله " من شأنه أن يلغي الأسرة أو حتى الدولة الاجتماعية لأن دوره هو دور مبيد الشحومات القديمة الدينية والميتافيزيقية “ المطهرة " القديم الميت الذي ليكته نهائيا فكرة التقدم عندما سلخت منه كل الشحوم الدينية والاديولوجية

 

انه العراء المطلق الذي لا يغطيه أي لباس أي  أي ثقافة يمكن أن يختلف حولها

ولكن التقدم البشري قاد الى وأد هذه الدعوة الاندماجية المثالية الانقاذية وأحل محلها دعوات اندماجية واقعية في الدولة أو الحزب أو الطبقة أو " الانسانية " وكلها دعوات ثقافية سياسية اقتصادية حضارية تشترط اذابة الذات الفردية ان كثيرا أو قليلا فيما هو فوق هذه الذات الأصلية التي تبذل قصارى جهدها للدفاع عما يميزها عن غيرها حتى بين الابن والبنت من الصلب الواحد لأنهما ليسا تكرارا لذات سابقة ولكنهما يتضمنان اضافة ومن يحاول الدمج بينهما فعليه التنبه الى أن الاضافة ليست هي الأصل و انما هي اضافة

 

العصيان هو سمة أساسية يتسم  " الواحد وظله " لأنه يأبى الاندماج في غيره المتميز هو أيضا والمحرك الطاقي في كل انسان هو محرك ثنائي الدفع يتراوح في غياب حالة القرار والاستقرار التي تعني الموت بين العصيان والامتثال واذا ما طبقنا ذلك على حالة مثل حالة الزواج بين رجل وامرأة مسكونين بالتناقض بين وجودين يستميت كل واحد منهما في الدفاع عن  " ظله" المميز تطرح قضية حقيقية هي ما هو نوع التعاقد بينهما حتى يحصل تآلف ظرفي مجبر على التجدد الدائم طيلة دورتيهما الحياتية  ؟

 

هذه المسألة لا تطرح عند عامة الناس بسبب سهولة التآلف التي تكرسها الذهنية السائدة في فضاء معين وسهولة الغاء عقد التآلف أيضا ولكنها تطرح عند المسكونين و المسكونات بشعور حاد بالتميز الذي يلغي المشاغل الزوجية الدارجة والمشاغل المالية والطبقية وكل حواشيها .

 

هذه المسألة  لا تطرح كذلك عند من تقلصت عندهم مشاغل التميز بسبب انخراطهم  في منظومة من المنظومات النقابية أو الحزبية أو الايديولوجية وهم عادة ما يسمون ب " السرب " أو القطيع أو الجمهور لأنهم لا يفكرون عادة بأنفسهم ويوكلون أمرهم لهذا التنظيم أو ذاك أي لهذا الشيطان أو ذاك وفي الحالتين معا هو يتنزل منزلة “ الالاه " الأحد  بحاشيته

 

21 جويلية 2019

 

جويلية 2019 ، يوم مولدي ، و توضيحا لمن هنؤوني بعيد ميلادي وكذلك لمن رموني بأبشع الصفات لأنني  نشرت صورة للسلفي راشد الغنوشي عنونتها ب " نقار الخشب " تونسيا ومغربيا  أو ما أفهم من كلمة الاضافة حضاريا

 

 أنا مثل غيري من الناس بذرة ولتكن قمحا . واذا كان من أطلق علي اسم محمد أو حمادي يوم ولادتي في 21 جويلية    1948 أقصد أبي  المؤدب الغالب وأمي الأمية المغلوبة فهما معا لا يعرفان عني في حقيقة الأمر شيئا  وهذا ينطبق على ضابط الحالة المدنية  الذي أثبت أنني وليد تونسي ذكر وليس أنثى بكل ما ينجر عن ذلك من انتماء وطني وديني و

 

ألصقت بي ، اذن ، صفات ظل محددة في ظرف زمني محدد وكان يعتقد أنها ستلازمني جسدا ونفسا وانتماء ملازمة الجسد بشرته وقشرته طيلة دورتي الحياتية المعروفة من دون تفاصيل

 

ما سبق هو ما يسمى بالشكل الشبيه بجلد الثعبان القادر على التخلص منه واستبداله بآخر من دون الحاق أي ضرر بجسد هذا الثعبان لأن مضمون جسده باق حي بفعل الدماء التي التي تمده بسبب البقاء وهذه الحقيقة لا يستوعبها من لا يفهمون العلاقة الجدلية الحياتية بين الجسد وجلدته أي العلاقة الكلية فيعمدون نتيجة هذا الفصل الى استبدال قشرة سلفية على سبيل المثال بقشرة حداثية أو ملحدة فوضوية  من دون التفكير في أن ذلك يقتضي استبدال هذا الجسم نفسه بجسم مغاير لأننا بازاء تغيير جيني

 

هذه البذرة التي ستولد سنبلة على سبيل المثال لا يمكن لسنبلتها الوليدة أن تختار بين البقاء والموت أي الذبول لأنهما مشروطان بارث جيني قاهر تتحكم في توجيهه سلبا وايجابا الثقافة التي يمكن أن تكون خيرا على الجميع أو شرا لأنها ايديولوجيا بمعنى الريح في علاقتها بالمركب الحياتي  اما أن تدفعه الى الأمام أو الى الوراء أو تكون ريحا " ميتة " فاقدة التأثير الفعلي   الذي هو غير التأثير النظري وكل هذا يطرح مسألة الاضافة التي شغلت أدمغة كبار الحائرين والتي تتلخص في السؤال ما ذا نبقي من السنبلة اذا أصيبت بعارض وما ذا نزيل منها ؟ أي بعبارة أخرى ما ذا نزيل من القديم  الموروث وما ذا نبقي لأنه من غير المفيد عند الفرد والجماعة أن يزال كل شيء أو يبقى على كل شيء لأن المطلب الأخير هو التوازن الذي تقوم عليه الحياة الانسانية المرضي عنها المنشودة ؟

 

درج المتعلمون في فضائنا على التهاون في استعمال لفظ الاضافة فحصروها عموما في البشرة والقشرة أي ما يسمى بالشكل فهذا ينال شهادة دكتورا دولة حبرها عن الغزالي وقيل عن مؤلفه أنه يمثل اضافة في حين أن الغزالي هذا ليس أكثر من قشرة مفصولة عن لحمها وذاك ينال  شهادة دكتورا  دولة  حبرها  عن خصم الغزالي وقيل انه يمثل اضافة في حين أن هذا الخصم  ليس أكثر من بشرة  مفصولة عن لحمها ومن يكتب شيئا عن قشور وبشرات أجسام ماتت ودفنت لا يمكن أن يكتب اضافة حقيقية لأي شيء لأن الحياة التي نعرفها لا الحياة المتخيلة الواهمة لا يمكن أن يقوم مقامها الا حياة يلتصق فيها الشكل بالمضمون التصاقا لا ثغرة فيه وهو ما يعني التطابق في حده الأدنى أو ان شئت  الدمج و الوصل والتواصل والمد الذي هو غير النقطة وبهذا التواصل وحده يمكن الحديث عن الاضافة  الجدية  الحقيقية التي تمثل محرك الدماغ البشري غير الصدئ أي الدماغ

 

تأملوا حركة المد والجزر في علاقتهما ب" الزبد الذي يذهب جفاء " وستفهمون ما أقصد جيدا فوضعنا الحضاري اذا كنا نتشاءم منه فليس مرد ذلك الى قصور في أدمغة 100 مليون شمال أفريقي لسبب بسيط هو أنهم بشر يمتلكون طاقات كبيرة ولكن هذه الطاقات هي طاقات " زبدية " تذهب جفاء  بسبب خلل في الدمج بين قوة الماء وزبده أي بين الشكل والمضمون أي بين التفكير النظري والممارسة أي بين هذه الانتفاضات المعلنة و غير المعلنة التي تبدو زبدا و الجسم الاجتماعي أي الماء المستميت في الدفاع عن وجوده ولكن لا يتمكن من التعبير عن رغباته العميقة المتمردة بسبب فقدان من يعبر عنها ثقافيا عضويا لأن مثقفيه لم يتمكنوا هم أيضا من تجاوز الفصل بين القشرة /البشرة  ومقومها الجسدي غير المثالي الاصطناعي أي الاجتماعي العميق أي فهم الحياة ديالكتيكيا

 

ستتكاثر الانتفاضات في فضائنا نتيجة هذا الخلل الادماجي الوصلي في حياة مجتمعات فضائنا ولسوف تقدم السلط الحاكمة مراهم لعلاج هذا الخلل وكلها مراهم قد تهدئ ولكنها لن تعالج أي مرض حقيقي لأن من لا يتبين أسباب المرض بوضوح ليس في امكانه أن يكون غير طبيب أمراض جلدية

 

كتبت هذا لأن تونسيا سلفيا عاريا حتى من قشرة / بشرة جسمه الخاص به هو نفسه اللابس قشرة غيره الميتة نصحني بالتتلمذ على " نقار الخشب " التونسي راشد الغنوشي من دون أن يعي أبسط الأشياء وهو أن لكل واحد " برا زه " المميز وحتى اذا كان " برازي " مثل كل براز " مقززا " فرائحته ليست بنتن براز " نقار الخشب " أي هو براز نسبي يختلف في رائحته عن " براز " السلفيين التونسين وغير التونسيين ولهذا أقول  " لكم برازكم ولي برازي " !

 

بقلم م. ن النفزاوي

ما لا يقوم على الحاجة والضرورة تعتبره المنسبة تلهية ومرهم لا يفيد.

 

  1. لا حظ كثير ممن يتابعون كتابات عدد من التنسيبيين التونسيين عزوفهم عن المشاركة في النقاشات حول ما يحدث في تونس اليوم لأنهم من دعاة جمهورية تونسية ثالثة تجب ما سبقها من نظم حكم رغم أنها لا تستند الى قاعدة شعبية يمكن أن تقوم مقام الأساس في هذا البناء الجديد المنشود

 

  1. يقوم تفكير هؤلاء المنسبة أساسا على الحاجة الاجتماعية التي تمثل الشرعية الوحيدة في هذا البناء فما لا يستجيب للحاجة الاجتماعية الفكرية السياسية الاقتصادية الغالبة على مشاغل أغلبية الناس يجب أن يدرج ضمن ما يسمى ب "التلهية " أو "المراهم " ذات التأثير الايجابي المؤقت.

 

  1. الانتخابات التشريعية على مرمى شهور قليلة وأغلب من سيشاركون فيها هو في وضع المحبط ان قليلا أو كثيرا بسبب غياب بوصلة ترشد هؤلاء الحيارى الى الاختيار الأفضل خاصة أن كثيرين منهم توزعوا بسبب فشل الحزب الفائز في الانتخابات السابقة بين أنصار دعاة الحداثة بالمعنى الذي فهمه منه الحبيب بورقيبة والسلفيين ولا واحد من هؤلاء جميعا يتوفر على نظرة محينة لمشاغل أغلبية الناس الحياتية الحقيقية أما اليساريون التونسيين الذين كان يفترض فيهم أن يكونوا عنصرا تعديليا بين هذين النقيضين اللذين لا يلتقيان فالسمة الأساسية الغالبة عليهم هي التشتت لأنهم ورثوا " جينيا " فكرة القيادة مدى الحياة على فقر مدقع في القدرة على التنظير الفكري السياسي المحين

 

  1. لا يمكن للمنسبة التونسيين والحالة على ما وصفنا ألا يشاركوا على الأقل  برأيهم في هذه  " المعمعة "  لاعتبارهم أن هذه المسألة هي الأهم وما عداها يتنزل في مرتبة ثانوية 

 

مضمون هذا الرأي  هو التالي :   5

 

كان التنافس بين الحزب الدستوري الواحد والاتحاد العام التونسي للشغل قائما منذ الاستقلال يخفت تارة ويستفيق أخرى ولقد  بذل هذا الاتحاد أقصى ما كان في امكانه أن يبذل من جهد لنيل استقلاله عن التوجيه السياسي الاقتصادي الدستوري و كنت شخصيا  من أشرس المدافعين عن هذه " الاستقلالية " وحصر النشاط النقابي في المجال الاجتماعي  رغم ايماني بتهافت هذا الاختيار لتداخل النشاطين السياسي والاجتماعي ولكنني أرى اليوم وجوب تجاوز هذا الفصل لأن الواقع كذبه وأنا أقول بالواقع قبل قولي بالتنظير

 

عمليا  وحتى لا أطيل  وانسجاما مع تفكيري  يفرض الواقع الفكري السياسي التونسي اليوم في غياب شظايا سياسية تسمي نفسها " قوى " سياسية تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل على ما نعرف فيه من نقائص في الشأن السياسي وبالتحديد في الانتخابات التشريعية من خلال دعم مرشحين نظاف سأكون من أوائل المصوتين لهم لأنني متأثر قبل فرحات حشاد بمحمد علي الحامي والطاهر الحداد وقبلهما بالتجربة النقابية الألمانية : هذه هي الكتلة الاجتماعية  السياسية  التونسية  الوحيدة القادرة على تحقيق توازن حقيقي في تونس 

 

 

بلاد المغرب وفرنسا الاستعمارية قبل الاستقلال وبعده

قراءة دماغية غير مثالية

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

ما قرأت شيئا عن بلاد المغرب الا وتذكرت قصة الحمامة المطوقة وطريقتها في احباط محاولة الصياد صيد مجموعة الحمام المنهمكة في البحث عن قوتها اليومي . الحمامة المطوقة هي  محمد بن عبد الكريم الخطابي والحمامات المنشغلة بالبحث عن قوتها الفردي هي ليبيا وتونس والجزائر ومراكش وموريتانيا. هي مختلفة الألوان وما يبدو لها من خصوصيات تميز الواحدة منها عن الأخرى ليس في نظري أكثر  من وهم يكذبه أصلها الواحد وطموحها     السياسي  العميق الحقيقي الواحد

 

هذه الصفحات لن يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة لأنها  ستكون كثيفة التركيز مقتا مني للكتابات السمينة شحما الفاقدة لعمود فقري صلب وهذا الأمر طبقته في " شذرات من حياتي " التي نشرتها هذه السنة

 

 هذه الصفحات يمكن  أن تدخل ضمن ما يسمى ب " صراع الأمم " أي هي تتناول "الصراع " بين  "الأمة الفرنسية " و"الأمة المغربية " في الكثير من أبعاده ذلك أن التفكير السياسي الفرنسي كان يرى في كل بلدان أفريقيا الشمالية  أي بلاد المغرب فضاء استعماريا واحدا لسبب تاريخي يعود الى القرن التاسع عشر أما التفكير السياسي الشمال الأفريقي ممثلا في رموزه "التحريرية" فلم يرق الى مستوى التفكير الاستعماري الفرنسي فتشتت نتيجة ذلك الى  حركات "وطنية" خاصة بكل بلد على حدة حاولت أن تستنسخ حركات التغيير في فرنسا متجاهلة أن الاستنساخ في هذا المجال لا يمكن أن يولد غير كائنات مشوهة

 

الشخصية الفكرية السياسية الوحيدة التي رفضت عملية الاستنساخ هذه  هي محمد بن عبد الكريم الخطابي وشيعته الذين خلد تفكيرهم علي الحمامي في " ادريس . رواية شمال أفريقية "، الرواية الوحيدة التي حرصت على نقلها الى العربية بسبب خوفي من الترجمة لعجزها الطبيعي عن نقل روح أي نص

 

قادة الحركات " التحريرية " في كل بلدان الشمال الأفريقي استقر رأيهم نهاية خمسينات القرن العشرين ، وكلهم ذوو تكوين فرنسي لغة وقيما ، على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قال أن لا جدوى من تحرير بلد مفرد من بلدان شمال أفريقيا  اذا  بقيت بقية البلدان مستعمرة هو رجل يعاني من "الخرف" في حين أن التاريخ الفكري السياسي يثبت صحة تفكيره وتهافت تفكيرهم جميعا من دون استثناء

 

ها قد اتضح  ، اذا ، موضوع هذه الصفحات  و سنقسم محتواها  على هذا الأساس 

 

: بلاد المغرب بين " نجم شمال أفريقيا " ومحمد بن عبد الكريم الخطابي 

 

لن أتناول هذا الموضوع على الطريقة التقليدية الدارجة في كل الكتابات التي تتعلق بهذه المسألة لأنها لم تفدني كثيرا في فهم هذه المسألة لأن طريقتي في تناولها تستند الى التمييز بين نشاطين متقاربين هذا  اذا  لم يكونا متداخلين أحيانا مما يمكن من اندماجهما حينا وتباعدهما حينا آخر  في الدماغ الفكري السياسي

 

المعاجم التي ترادف بين الفعلين المعرفيين ذهن وعقل ينجر عن هذا الترادف فيها تقسيم منطقي  ولكنه غير سليم  هوالقول بذهنية الشعوب وعقلية الشعوب وكأنهما غير متداخلين أما نحن التنسيبيين التونسيين والمغاربة فنخطئ هذا القول  لأنه  لا يفيدنا لأن منتهى  هذا التقسيم هو القول  بالتسيب في حالة الذهن والسد  والضبط في حالة العقل مما ينجر عنه منطقيا تجريم كل نشاط يوصف بالتسيب والاعلاء من شأن كل نشاط يوصف بالضبط والعقل و" العقلانية "

 

الطبيعة البشرية ترفض هذا التقسيم وهي المحك الحاسم عندي لأن الدماغ البشري ومن ثم الذهنية والعقلانية يكذب في الواقع لا في التصور هذه "الخرافة" لأن العلاقة وثيقة بين الذهنية والعقلية بل ان الذهنية هي السابقة لأنها الأكثر طبيعية أي تجذرا في الانسان مما يفسر امكان استفاقتها في ظروف معينة تضعف فيها وطأة سيطرة العقل ومشتقاته لأنها ثانوية اصطناعية مقارنة بما هو طبيعي أي أساسي

 

ما حدث في تاريخ فضائنا المغربي اذا طبقت ما سبق أن قلت ليس اكثر من هذا التراوح بين الذهنية والعقلانية على مر كل الأزمنة على الرغم من علاقتهما الوثيقة وكل الانقسامات الاجتماعية السياسية التي عاشها ليست الا تعبيرا عن هذه الحقيقة التي تتجاوز الانقسامات الدينية والفكرية التحديثية والانتماءات الى الشرق والغرب على حد سواء

 

ما هي علاقة ما سبق بموضوعنا ؟

 

لقد حاولت أن أفهم سبب اتهام سياسيي بلاد المغرب محمد بن عبد الكريم الخطابي ب "الخرف" وكلهم من دون استثناء فشلوا عند تسلمهم الحكم في انجاح مشاريعهم "التحريرية" ولم  أجد اجابة تقنعني غير أن الصراع  الدفين بينه وبينهم كان في الحقيقة تنافسا وهميا غير طبيعي أي اصطناعي بين نشاطي دماغ واحد غلب فيه في فترة ما نشاط العقلية على الذهنية  لتستفيق في ما بعد الذهنية بكل ما تتضمن من أبعاد " أخلاقية" ودينية ومعاداة غرب  محكوم بغلبة العقلانية على الذهنية

 

محمد بن  عبد الكريم الخطابي عبر في فهمي الخاص عن تلاحم نشاطي الذهن والعقل ولهذا السبب وحده تمكن من التغلب في فترة ما على جيوش فرنسا واسبانيا مجتمعة أما من وصفوه ب "الخرف" فكانوا محاربين للذهنية داعين الى العقلانية في وجهها الفرنسي ولقد طرحت على نفسي السؤال التالي : لم غاب ذكر الخطابي ، الا في حالات نادرة ، في كل ما ذكر من أنشطة نجم شمال أفريقيا ومكتب المغرب العربي في القاهرة حتى بداية خمسينات القرن العشرين ؟ ولقد كان جوابي لنفسي هو أن الخطابي كان يمثل عن غير وعي تنظيري وحدة نشاط الدماغ الشمال الأفريقي مما يقود منطقيا الى فهم الصراع بين فرنسا وشمال أفريقيا صراعا بين أمم مختلفة لا مجال للتوفيق بينهما الا على أساس من المصالح المشتركة التي ترفض كل تبعية هذا لتلك

 

قد يكون هذا الفهم غير "واقعي" ولكن من قال ان الواقعية تصلح تبريرا للتبعية في كل شيء ؟ وهل قبلت الأمة الألمانية أن تتبع الأمة الفرنسية التي اجتهد نابوليون في غزوها بداية القرن التاسع عشر مما ساعد على توحيدها في ما بعد ؟

 

الصراع بين فرنسا وألمانيا هو صراع بين أمم . أما أشكال الصراع  بين فرنسا

وسياسيي بلدان شمال أفريقيا فكان منذ البداية صراعا فاشلا أي أن " الدودة كانت في الثمرة " لأنه لم يرتق الى صراع أمم لأنه بقي محصورا في نطاق التبعية لهذه القوة الغالبة أو تلك ومثل هذه التبعية هي تبعية ترهن مستقبل أجيال وأجيال حتى لا نقول انها تصبح ضرورة  حياتية مثل ضرورة الماء للحياة

 

حاولت الناصرية والبعثية اللائكيتين و"الاسلامية السلفية " نقيضتهما  أن تعثر على حل يخرج الفضاء المغربي من حالة الشتات  الذي هو عليه وفشلت جميعها لسبب واحد هو أنها سعت الى تبديل تبعية بأخرى في حين أن الجسد الاجتماعي المغربي يحتاج في حياته الواقعية ، مثل كل جسد ،   الى هوائه الخاص الذي يضبط تنفسه الخاص لأن تنفسه محكوم بمناخه ومطره وغذائه وكل هذه الخصائص لا تتوفر في غير فضائه الخاص  مهما بلغ مستوى تلوثه  أو مستوى  " تحضره" لأنه يمكن للشمال الأفريقي أن يعوض التنقل على البغال بالتنقل عبر السيارة أو الطيارة ولكنه لن يتجاوز وضعه الحضاري  الا بتضييق الشقة بين الذهنية الغالبة السائدة والعقلية المنشودة وهي مطلب فئة صغيرة لا جذور اجتماعية عميقة تسندها   وهما معا خاصتان تميزهما عن بقية بقية الذهنيات والعقليات المعروفة في كل بلاد الأرض من دون استثناء

 

لماذا أهمل مثقفو بلاد المغرب تعريب " ادريس. رواية شمال أفريقية " وهم مزدوجو اللغة ؟

 

على الحمامي لا يحبه الشرقيون عموما وعدد كبير من مثقفي بلاد المغرب لا بسبب الجهل وحده ولكن لأنه "يتنفس" مغربيا بل خطابيا وبقي مخلصا  لنظرة الخطابي الاستراتيجية  التوحيدية لبلاد المغرب  ومن ينسبه هذا أو ذاك من مثقفي بلاد المغرب الى بلده الخاص فهو أعشى لا يعد بما يكتب

 

ولكن علي الحمامي نفسه الذي ألف رائعته في مدح الخطابي  وشيعته الفكرية السياسية لم يتفطن السبب البعيد الذي كان وراء خذلان سياسيي بلدان المغرب الخطابي وهو سبب ليس من السهل تبينه من أول وهلة

 

لا سبيل الى فهم هذا السبب اذا لم نميز بين مفهوم الالتزام بقضية من القضايا مثل تحرير كل بلدان المغرب الذي بنى عليه كل السياسيين مستقبلهم السياسي الوطني كل في مجاله الخاص  ومفهوم "الشهادة" في المصطلح الدارج عندنا والذي يعني في نظري " الانتحار الايجابي " والشجاعة على الاقدام عليه من أجل قضية يرى "المنتحر الايجابي " أنها تحقق لذته ان عاجلا أو آجلا  : هذا النمط من "الانتحار الايجابي " وحده هو الذي يمكن من فهم اقدام  الشاب شي غيفارا في أمريكا اللاتينية ومصطفي بن بولعيد في الجزائر على بعد موقعيهما الجغرافيين  واختلاف نظرتهما اذا  لم نقل تضاربهما الى الأشياء وكذلك محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كان "انتحاريا ايجابيا " في تركيبتة الذهنية ولا أقول العقلية

 

اقرؤوا ما شئتم من الكتب حول هؤلاء الرجال و ستلاحظون أن ما يجمع بينهم جميعا هو على مستوى الدماغ تقلص الاهتمام بما سيصيرون اليه اذا انتصرت قيمهم وتضخم الاهتمام عندهم  باللحظة التحريرية التي يعيشون ثم لا تنسوا أن تلاحظوا أن مصائرهم جميعا من دون استثناء هم ومن شابهوهم كانت "مأساوية"  لأنهم طلبة تغيير من الجذور لا من السطوح  وهم الوحيدون الذين أعدهم منشئي فكرة التقدم البشري لا التقدم الأناني الخاص بأمة من الأمم أو شعب من الشعوب

 

اقرؤوا الآن ما شئتم  من الكتب حول الرجال الذين  دعوا قبل الاستقلال الى تحرير بلاد المغرب  ثم تسلموا الحكم بعد الاستقلال وسترون  أن ما يجمع بينهم  هو تضخم الشعور بما سيصيرون اليه بعد الاستقلال وتقلص الاهتمام بوضع مواطنيهم الاجتماعي الاقتصادي في اللحظة التحريرية التي عاشوها مضافا اليه تضخم ذاتي يختزل جميع  الناس في فرد أو جماعة أو جهة

 

تونس عصب  شمال أفريقي متشنج

 

علاقة ليبيا بجنوب تونس شبيهة بعلاقة الجزائر بتونس في شمالها الغربي مما يفسر تاريخيا دور الجزائريين  البارز في نشأة حزب الدستور التونسي وحتى في خصومته الداخلية ولكن ضآلة  دور الليبيين مرده الى أن ليبيا كانت مقسمة الى ولاء شمال أفريقي وولاء لمصر كان له تأثير بالغ فيها لحضارة مصر الضاربة في القدم والتي تتوفر على  امكانات كبيرة  ومتنوعة بل متضاربة اضافة الى أنها في الفترة التي نتناولها بالحديث كانت تضم احتياطيا بشريا قريبا من العشرين مليون ساكن أي أكثر بكثير مما كانت تعد ليبيا و موريتانيا مجتمعتين

 

ما نقول  هو السبب الذي وقف وراء ادراج الكتابات الأمريكية و الانكليزية المتعلقة بشمال افريقيا  ،على عكس الكتابات الفرنسية  ، ضمن ما تسميه بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط لأنها تنطلق من فهم بترولي للمنطقة لا من واقع انتماء شعوبها  الذهني ومن ثم السياسي والوطني

 

الكتابات الفرنسسية وحدها هي التي كرست مفهوم الانتماء البربري La Berbérie القديم ومن بعد مفهوم المغرب Le Maghreb  أما نحن فقد فضلنا مفهوم بلاد  المغرب  لأنه مفهوم جغرافي مناخي لا لون ايديولوجي له  لأنه يفيد وحدة الذهنية من  دون أن يغفل  مختلف أشكال التعبير عن هذه الذهنية لأن طريقة التعبير عنها عند شخصيتين بربريتين تغييريتين أخذتين بفكرة التقدم  مثل عبد الكريم الخطابي في الريف  والحسين  آيت أيت أحمد في بلاد القبائل الجزائرية تختلف عن طريقة التعبير عنها في المنطقة المغربية الواحدة مثل مراكش المخزنية  التي قاومت فيها ذهنية علال الفاسي ذهنية  الخطابي ومثل تونس التي شن فيها بورقيبة  حربا عشواء على الذهنية الريفية في بلاده وأطلق عليها صفات الجهوية والعروشية والقبلية في حين أن هذه القبائل  بتقاليدها "المنحرفة" هي التي عبرت عن روح "المقاومة " الحقيقية : المقاومون في كل بلدان أفريقيا الشمالية لم يكونوا يتقنون العربية أو الفرنسية  . كانوا يعبرون عن روح المقاومة بلهجاتهم  المختلفة ولقد انخرطوا فيها  لأن قادتهم مثل عبد الكريم الخطابي وحسين وأيت يدر في مراكش وآيت أحمد كانوا يتقنون لغات  مثل الاسبانية والفرنسية ولكنهم فهموا أن النفاذ الى عمق أعماق الشعوب يكون عن طريق معرفة لهجاتها  وهذه اللهجات على ما يقال فيها تعبر عن جزء من هذه الجذور

 

كان في نيتي أن أتوسع في هذا الموضوع أكثر مما فعلت ولكن وضعي الصحي العام  الخاص حال دون رغبتي لذلك سأقتصر على ما كتبت وعلى من يهمهم الأمر أن يتوسعوا فيه ويثروا  مضمونه

 

لنفقأ الدمل الجزائري

 

أو " سكت النبزاوي دهرا ونطق كفرا "

 

 بقلم محمد الناصر النفزاوي

 محاولة  لفهم تركيب دماغ قائد الجيش الجزائري قائد صالح .

 

الجزائر بلد شاسع متعدد التركيب السوسيولوجي الثقافي تعترضه صعوبات هوياتية  ، نسبة الى كلمة هوية (بضم الهاء  بمعنى  من هو ومن هي  ومن أنا ؟ ) سبق أن اعترضت مجموعات بشرية في الفضاء الاسلامي .

 

في بلد مثل ايران وقع تحديد الأرض التي تقع ضمن الهوية الايرانية فأبقي على الانتماء الديني الى الاسلام الشيعي تمييزا له عن الاسلام غير الشيعي وبذل جهد كبير لتطوير اللغة الفارسية  حتى تلائم الذهنية السائدة المتجذرة في عمق الناس .

 

في بلد مثل تركيا وقع  بعد حرب شاقة تحديد الأرض التي تقع  ضمن الهوية التركية فأبقي  على الانتماء  الديني السني  تمييزا له عن الاسلام الشيعي خاصة وبذل جهد  كبير لتطوير  اللغة التركية حتى تلائم  الذهنية  السائدة المتجذرة في الناس .

 

في فرنسا وألمانيا اشتد الصراع بين القوميتين الفرنسية والألمانية طيلة القرن التاسع عشر خاصة  ووقع تحديد  الأرض التي تقع ضمن كل من هاتين الهويتين مثلما وقع تطوير لغتيهما حفاظا على التناغم بين اللغة وفكرة التقدم مثلما فهمها كل واحد منهما .

 

مسألة اللغة بغض النظر عن مدى تعبيرها عن فكرة التقدم هي  ، اذا، أكثر تجذرا من فكرة الانتماء الى هذا الدين أو ذاك واذا حدث أن أصرت أعداد كبيرة من الناس على التعلق بها فهذا يمكنها من شرعية تفوق كثيرا من الشرعيات الأخرى .

 

مما تقدم نفهم أن التجربتين  الايرانية  والتركية عمدتا معا الى سلخ اللغة الأصل من كل جامع هو اللغة العربية الاسلامية التي لا شواطئ  لها تتبينها العين .

 

المسار العالمي  المهيمن الواضح اليوم بدأ تقريبا وان ببطئ شديد منذ 8 قرون وفي البلاد الغربية تحديدا ولا مرد له مهما كانت نتائج هذا التقدم .

 

لأعد الآن  الى الجزائر والى قائد الجيش فأقول  من دون تقية لا أتقنها :

 

لم أفهم في يوم من الأيام استعمال عبارة " مجلس الأمة الجزائري " لأن كل بلاد المغرب تندرج ضمن أمة واحدة مثلما يشهد على ذلك المناخ والأرض وعادات الناس ولنقل ذهنيتهم  لا عقليتهم .

مطلوب من قائد الجيش الجزائري أن يكون ذا تكوين حضاري يمكنه من التمييز بين الشعارات المحلية حتى عندما تكون غير واقعية في بعض الأحيان لأنها لا تهدد حقيقة الوحدة الوطنية الخاصة بشعب هو الشعب الجزائري من ألفه الى يائه ومن ثم فليس من حقه أن يشجع تيارا ويخذل تيارا مضادا لأن مثل هذا التشجيع يصب في فكرة الأمة العربية الاسلامية التي انسلخ منها الايرانيون والأتراك على حد سواء ولم يتبق من الآخذين بها الا من يشكون من ضآلة المحتوى الوطني في أدمغتهم لأنهم مربوطون بخيوط عنكبوت خارجية .

المصاعب التي تعاني منها الجزائر نعاني منها نحن التنسيبيين في كل بلاد المغرب ومنها صعوبة فهم عبارة " الدولة العميقة " لأن أغلب مثقفينا حصروا معنى الدولة العميقة في السياسي وبالتحديد في من يحكمون في حين أن هؤلاء ليس في امكانهم أن يحكموا  الا بالاستناد الى ذهنية سائدة تحول دون التغيير الجذري وتبث سمومها 24 ساعة على 24 ساعة وكل يوم من الصبح الى المساء عن طريق التلفزة و الاذاعة و بألسنة نساء ورجال يلبسن آخر ما صدر من اللباس ولكن ما يسكن أدمغتهم وأدمغتهم  هو الخرء بمعناه الذي تختارون  .

طبقوا أغنية Je ne regrette rien وستتخلصون مما يسمى بالدولة العميقة ومن كل ما كتب حولها لأن الدولة العميقة مقرها في أدمغتكم أما قايد صالح فليس مطلوبا منه أن يزن أكثر مما يزن  مجايلوه وأغلبهم من الوزن الخفيف لأنهم منتج وضع حضاري يلائم هذا الوزن .

 

يا ناس ، الدماغ التنسيبي التونسي والشمال الأفريقي نسيج وحده لأنه يفيض على  " أدمغة " عامة من تطلق عليهم تسمية " النخبة " الفاقدة ماء الحياة أو في سبيل تفتيت  صخرة التناقض الوهمي المطلق  بين ما ورثناه من متناقضلت أو ان شئتم تعريف  ابتدائي موجه الى تلامذة الابتدائي :

 

الموت               الحياة

الرب               الانسان

السيد                العبد

رب محمد           رب خديجة وأبي بكر

الرجل               المرأة

الدولة                المجتمع

العسكر              المجتمع المدني

الفرد                 الجماعة

الانسان              الحيوان

اللغة الفصحى       اللغة الدارجة

الدولة الحديثة       الدولة الدينية

الشكل               المضمون

الأمة المغربية      القوى الغربية

الدول المتقدمة      الدول المتأخرة

الحلال              الحرام

المناطق الساحلية  المناطق المهمشة

المدينة              الريف

المثقف التقليدي    المثقف الحديث

الرجولة             الأنوثة

التدين                الالحاد ... الخ

 

كل تفكير سياسي يقوم على الابقاء على حدة هذه الثنائيات هو تفكير غير جدلي حياتي بمعنى أنه يقوم على ايلاء الشكل كل القيمة في حين أن الحياة الواقعية تكذب هذا المنحى في التفكير والغاية من تعويد المنسبة التونسيين والشمال أفريقيين صغارهم الاستئناس بالجدلية الحياتية ليست الغاء التناقض التام المطلق بين هذه الثنائيات لأنهم ليسوا بالمثاليين ولكن الغاية هي تضييق الشقة بين هذه الثنائيات الى الحد الممكن الذي يوصي به دماغ العادي من الناس الذي يجب أن يسكنه التنسيب ضرورة حضارية .

 

التنسيبيون التونسيون و الشمال أفريقيون  لا يقولون ، اذا ، بالغاء  الثنائية الغاء تاما مطلقا لأن المطالبة بمثل هذا الالغاء ينسف من الأساس ما تقوم عليه الحياة البشرية التي تقوم على الحركة  على عكس جنة موهومة لا أثر للحركة فيها .

 

الكلمة المفتاح لحل مشاكلنا في تونس وكل بلاد المغرب أقصد  كلمة التنسيق /الملاءمة  والمواءمة في لغتنا و Réglage /Synchronisation في غيرها .

 

بقلم محمد الناصر النفزاوي

3 أوت 2019

 

لست من القائلين بما يسمى ب "المعضلة" في ما يتصل بحياتنا  في تونس وفي كل بلاد المغرب  بسبب قدرة الانسان الفائقة على حل ما يعترضه من صعوبات وما كان يسمى بالمعضلات قديما أمكن حل الكثير منها في عصرنا عندما عرف الناس  الطريقة المثلى للتعامل مع هذه "المعضلات " والمرض الفكري السياسي الذي نعاني منه اليوم هو الدوران في حلقة مفرغة جرتنا اليها القولة " الطبيعة تكره الفراغ " التي لم تفهم على أساس صحيح فخيل الى أغلب محترفي السياسة في فضائنا  التونسي و المغربي أنهم المقصودون بهذه القولة ونسوا أن هذه القولة يجب أن تقترن ب " البقاء للأصلح " بالمعنى الدارويني الحيواني الذي يعنى اذا حولناه الى النشاط الانساني ضرورة ازالة من يحب امتهان السياسية من دون أي مؤهلات .

 

2.لست ممن يأسفون على انحسار الموجة اليسارية القشرية غير العضوية  في تونس وبلاد المغرب لسبب بسيط هو أنني اذا كنت سبق أن تحدثت عن " الدودة "في الثمرة " في ما يتصل بالتأريخ للحركات الوطنية في تونس وفي كل بلاد المغرب فأنا لم أستثن اليسار من حكمي لأنه يسار القشرة المفصول عن الجسد الاجتماعي الحقيقي والذي اذا كان يمعن في الحديث عن الديالكتية خطبا ومحاضرات وتدريسا وتدوينات فيسبوكية فقد بقي أعمى غير مبصر لما يعتمل حقيقة في أحشاء المجتمع بمعنى أنه كان يعيش حالة خلل في ما يسمى ب Réglage وأنت عندما لا تتمكن من من تعديل ساعتك فكيف يمكنك أن تنصح الناس باعتماد توقيت مغلوط ؟

 

لن يموت اليسار التونسي لأنه جزء من واقع هذه البلاد وفيه مناضلون أخلصوا لمبادئه التقدمية التي تناقض ثقافة المؤدبين السلفيين ولكنه سيتجه في اعتقادي بصفتي مدرس حضارة حديثة   الى مزيد من الربط بين ما يؤمن به وما يطبق لأنه يشبه هذا الثعبان الذي أحب لأنه يعمد في كل مرة انسجاما مع قانون الطبيعة  الى المواءمة والملاءمة و synchrisation بين قشرته ومقومات جسده الحقيقية غير الشحمية أقصد عموده الفقري .

 

12 ديسمبر 2017

الجزائريان الحمامي  وبالنابي  يعبران عن نظرتين مختلفتين لا تلتقيان الى الأشياء .

 

تمنيت  منذ سنوات  أن يكتب غيري ولكن من الجزائريين  مقالة مركزة  في المقارنة  الفكرية السياسية بين المفكر الجزائري ذي النزعة العقلانية الرشدية ومالك بالنابي  الجزائري أيضا ذي النزعة الاسلامية لأن الحمامي رشدي أما بالنابي فهو غزالي ولقد عثرت في النهاية في هذا الموضوع  على هذه المقارنة  في مقالة قيمة كتبها الأستاذ  الجزائري  مخلوف عامر  وتكاد أن تكون مجهولة  في الجزائر رغم أنها تهم  كل المثقفين  الجزائريين  وخاصة الطلبة المهتمين  بتاريخ التفكر السياسي في بلاد المغرب .

 

بلاد المغرب و قواقعها

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

رأيت العديد ممن يقرؤونني ، وهم قلة ، يستهينون بمسألة القوقع والشكل والدستور ولا يتمكنون أحيانا من فهم غاية التنسيبيين التونسيين والشمال أفريقيين من التركيز على هذا الموضوع بالذات ولا تفسير عندي  لهذه الاستهانة في غير التقليد الفكري السياسي في فضائنا الذي يرد كل شيء تقريبا اما الى الله المحمدي العمري وهو غير الله  الخديجي البوبكري أو الحاكم الفعلي في البلاد  أو الرجل والمرأة  في علاقته التقليدية القديمة  بالمرأة  أو علاقة الأب بالأبناء  ولهذا السبب وحده  هم جميعا  يتحفظون  ازاء كل دعوة  تدعو الى اعادة النظر  في كل هذه الأدوار مثل دعوة المنسبة  التونسيين والشمال أفريقيين  لأنها جديدة عليهم ولا بد من تنسيق الدماغ  تنسيقا جديدا  للتشبع بهذه النظرة الجديدة  وهذا يقتضي زمنا  ليس من السهل  تحديده  لأن الأمر  لا يتعلق بفئة صغيرة  محدودة العدد  قادرة على  الاستيعاب السريع  ولكنه يتعلق  بأغلبية ساحقة  يسكن أغلب أفرادها  ضمن الطبقة  الابتدائية في الوعي الحضاري  وفي الطبقة الأعلى  منها قليلا ولكنها لم تبلغ  مستوى  الوعي الراقي .

 

2.من هو الذي يقبل منك أيها التنسيبي أن تدعي أن الدستور قوقع ونحن نستميت في " النضال " من أجل أن يكون هذا الذي تسميه " قوقع " هو " خارطة طريقنا " ؟ ومن الذي يقبل منك حتى اعادة النظر في مفهوم " النضال " الذي سمينا به عددا ممن ولدنا ؟

 

من الذي يقبل منك أن تدعي أن ما بنينا عليه حياتنا ووضعنا الاجتماعي والسياسي و وثقناه في كتب منشورة " محكمة " ليس أكثر من " قوقع "دال على تنابذ بين التفكير المتعالي بمستويات مختلفة   وجسمه الاجتماعي العضوي بمعنى أنه لا علاقة له بلفظ اللحمة والالتحام لأنه لا أحد يمكن أن  يشكك في حقيقة أن اللحمة تفرض أن يتألم  كل الجسد اذا تألم اصبع ساق الرجل أقصد رجل المجتمع ؟

 

من الذي يقبل منك أن تدعي أن كل هؤلاء العائشين في رفاه بسبب الفنقلة اللفظية حول الدستور " يمخورونه " صباح مساء ليسوا أكثر من " فقهاء " قدماء بدلوا الجلدة واللغة أحيانا ولكن المضمون السلفي المتخفي هو الحاكم في تكوين أدمغتهم ؟

 

  1. لنأت الى التطبيق الذي تنزله المنسبة المنزلة المركز تونسيا وشمال أفريقيا :

أبارك ميل التونسيين زمن بورقيبة الذي نقدت تفكيره السياسي في ما سبق أن كتبت الى هذا السعي المحمود عند المنسبة الى تقليص الهوة الفاصلة بين القوقع والشكل والمضمون لأنهم اقتصروا على تسمية بلدهم ب " الجمهورية التونسية " من دون اسهال لفظي على عكس جزائريي بن بلة وبومدين وشيعتهم على سبيل المثال الذين أغرقوا دستورهم بحشو لفظي مستورد لا علاقة له لا بوضع البلد الحضاري و ميولاته العميقة فاذا نحن بازاء تسمية جمعت بين كل القواقع  من الشعب الى الديقراطية  الى الاشتراكية  وكل هذه المفاهيم  في حاجة الى مضمون اجتماعي عضوي مفقود تماما في الجزائر مما سبب ما نرى اليوم من حيرة في البلاد ألخصها في عبارة قائد الجيش الذي قال لخصومه " البقاء للأصلح " فجر الجميع الى مستنقع البحث عن هذا " الأصلح " فمنهم من قال ان " الأصلح " هو جبهة التحرير ومنهم من قال ان هذا " الأصلح " هو ما عدا هذه الجبهة ...ولن يتمكن الجميع من كسر هذه الحلقة المفرغة في وقت منظور لأن الجزائر " أخرجت أثقالها " فاحفظوا هذه العبارة "أخرجت أثقالها " !

 

4.ملخص كلامي لأنني تعبت : العشر سنوات القادمة في بلاد المغرب هي سنوات اعادة النظر في علاقة اللحم  الحي بالظفر و القوقع والدستور.

 

البشرية وحجاب المعاصرة أو في البعد البشري للقولة "عاش يتمنى في عنبة مات جابولو عنقود "

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

من منا في الفضاء المغربي  خاصة لم يسمع بالمثل السائد في تونس " عاش يتمنى في عنبة مات جابولو عنقود " وفي الجزائر " عاش يتمني في  تمرة مات جابولو عرجون " ؟

 

الناس عموما ، لأنهم يعيشون تنافسا حياتيا شبيها بصراع البقاء عند الحيوان على أسس من طلب لذة البطن والجنس اذا  رأوا منهم من  يأكل ويشرب ويتبرز  مثلما يأكلون  ويشربون ويتبرزون بل يتقيأ  مثلما يتقيؤون اذا خان السكر جسده ،  ليس في امكانهم أن يعترفوا له في حياته بقيمة تذكر لأنهم " متشابهون "  تشابه الناس في سوق  شعبية والتشابه يناقض التفرد والتميز .

 

هؤلاء الناس أنفسهم اذا فعل الزمن فعله في خصمهم الافتراضي فمحاه وأخرجه من ميدان التنافس ولم يعد في امكانه  أن ينافسهم في شيء يمكنونه وهما وخرافة من خلود مثالي لا علاقة تربطه بالواقع فيكثر الاستشهاد بما قال وبما فعل بل يمكن أن يتخذ رمزا يخلد في النصب والأوراق المالية .

 

كتبت هذا وفي ذهني أمثال محمد وابن رشد والفرنسي كندرسيه و لنكولن وآخرين .

 

حجاب المعاصرة كثيف لا يخترقه الا الزمن الطويل وهذا الزمن الطويل اذا كان غربالا مثاليا فهو الى حد ما غربال منصف .

 

مقالة في الاستحواذ والتحرر

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

قرأت عندما كنت عون ادارة في المكتبة الوطنية التونسية مكلفا بالفهرسة عددا عجيبا من الكتب أثرت في ان كثيرا أو قليلا منها ترجمات رباعيات الخيام ومنها Voyage au bout de la nuit  و ...الأحد الجسدي  وظله L'unique et sa propriété ل ماكس شتيرنر وتخزن في دماغي جزء من هذه المؤلفات في اختلاط يصعب علي تمييز الأصلي فيه والمضاف .

 

أنا اليوم أعود في هذه السن الى " الأحد الجسدي  وظله " مثلما عربت العنوان لأنني لم أرض على محاولات تعريبه لأنه ساهم في تطوير تفكيري السياسي المنشغل بكل ما يتصل بالدمج والادماج والتبعية والتحرر منها  جميعا لا بالرجوع الى هذه النظرية أو تلك ولكن بالرجوع الى أصل الأشياء الذي هو قبل كل شيء " الأنا " الذي على تعلقه بذاته يحتاج ضرورة حياتية الى الاندماج في ما عداه ولكن على أساس من عدم التفريط في ما هو مقوم أساسي لهذه الأنا التي تختلف عندي عن " أنا " غيري .

 

الاندماج ضرورة وليست اختيارا وعندما حار المتصوفون في الزمن القديم حول مسألة  الدمج والاندماج ولم يعثروا على من يستأهل أن يندمج الانسان فيه دعا عدد منهم الى فكرة " الصداقة والصديق " هروبا من غربة مؤلمة أو في حالات قصوى الى الاندماج  في  الاه  خال من الشحم والعظم  أي متعال  تعاليا مطلقا حشوا صفاته  بما كانوا  يعتقدون أنه أفضل ما فيهم هربا من الاندماج في غيره لنقصه والخطأ  الأساسي في هذه العملية الادماجية  هو اقامة علاقة بين  كيانين وهميين معا  هما الله و الانسان معا لاستحالة بناء علاقة بين من لا شيء حقيقيا يربط بينهما الا  اذا كان ذلك من باب الوهم والتوهم لاستحالة  "الزواج " والدمج  بينهما مما ولد كل هذه الثنائيات بين الرجل والمرأة  والدولة والمجتمع وأخيرا بين النظري والتطبيقي والفكر والممارسة وحتى بين الحضارة الفعلية والحضارة المتوهمة اللتين نرى يوميا تجلياتهما في هذه الخصومة بين فضائنا وفضاء غيرنا  سواء أكان غربيا أو خارج هذا الفضاء الغربي :

 

كل شيء في حياة الموجودات ومنها الانسان محكوم بقانون طبيعي فيزيقي عملت الميتافيزيقا على طمسه عن وعي أو عن غير وعي لأنها لا تحب التعري أي الحقيقة التي هي في نهاية الأمر حقيقة ثقافية تقع على طرف نقيض من حقيقة الانسان الحيوان الأصلي :

 

الدمج حتى  النسبي بين الرجل والمرأة في ما يسمى بالزواج أمر مستعص  اذا كان كل واحد منهما على احساس حاد ب " ظله" المغاير ل " ظل " رفيقه /رفيقته طبيعة وحتى يحصل هذا الدمج النسبي لابد أن يقبل الطرف المدفوع الى التمدد الأقصى بالحد من هذا التمدد وأن يقبل الطرف المؤهل للحد من تمدده تشذيب مطلبه التمددي وذلك لا يكون الا على أساس من التراضي والعقد فيحصل ما يسمى ب" الحب السعيد " وفي غياب هذا العقد الادماجي النسبي لا يمكن لأي علاقة سليمة أن تنعقد .

 

الدمج حتى النسبي  بين الدولة والمجتمع  أمر مستعص  اذا كان احساس ما يسمى بالمجتمع بظله مغايرا لأحساس الدولة التي تدعي تمثيله والتعبير عن رغبته في التمدد وتسلك سلوكا يقمع هذه الرغبة في التمدد عنده أي تجزره ( من الجزر في لغة الماء ) لتحل محلها رغبتها هي في التمدد التي تنسف قاعدة التوازن التي ينبني عليها كل شيء سليم لأن العقد هنا  أيضا ضروري واذا كان لا يحقق السعادة المثلى التي لا وجود لها في غير الوهم فهو يحقق السعادة النسبية في صورة تناقص التناقضات التي تقود الى الانتحار أو الحرب الأهلية….

 

في الأدب والفن والاجتماع و...و...منتجها جميعا  الدمج حتى النسبي بين هذا المنتج و " ظله "  اللصيق به الى حد التطابق أمر مستعص  اذا كان احساس ما يسمى بالمجتمع بظله  مغايرا لاحساس المنتجين الثقافيين  الذين يمكن أن يصنفوا تقدميين أو رجعيين أو " جماعة رجل هنا ورجل هناك " أو حتى " هلاميين " يقفزون بين البلدان والأزمنة ولا يفون بشرط أن يكون المنتج لصيقا مثلما يلتصق اللحم بجلدة الانسان بجلدة هذه الأنا المتميزة عن غيرها حتى في رائحة عرقها الذي لا شبه له حقيقيا بعرق غيرها.

 

قبل النصف الأول من القرن التاسع الغربي الألماني كان كل شيء تقريبا قد بني على أساس من الفصل بين المد والجزر وكل الكتابات التي تصدت للميتافيزيقا ودعت الى تأسيس " أخلاق جديدة " تحل الانسان في مركز اهتمامها الأول لم تتخلص نهائيا من تأثير هيجل حتى كتب " ماكس شتينر "  " الأحد الجسدي وحدود ظله " الذي بقي نصف قرن في حالة أثر ميت الى أن  انبعث حيا في  نهايته وتعددت قراآته من النقيض الى النقيض لأنه طرح مسألة العلاقة بين المد والجزر في حياة الانسان الواقعي أي في حياة كل واحد منا رجلا كان أو امرأة طفلا أو شيخا أو ...دولة ومجتمعا.

الواحد منا لا يتمدد أو ينجزر الا استجابة منه هو لا من غيره ل " ظله " الخاص :

 

التمدد الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي محكوم عليه بالزوال لأنه تمدد وهمي مصطنع بدليل أنه قد يقول به مئات الملايين من الناس ولكنه يمكن أن ينحسر الى ما هو أقل من امتداد الفرد الواحد منهم لأنه بني على  وهم أي عن الايمان بالاه ما أبعد ظله عن ظلهم مثلما تظهره الممارسة  التي هي المحك الوحيد في كل شيء .

 

" الأحد الجسدي وحدود ظله " يقول بالمد الذي يمكن أن يتواصل في الابن على سبيل المثال مثلما يمكن أن يتواصل في مجموعة قريبة منه مثل الحزب أو حتى الدولة أي دائما في حدود معينة فلا سبيل الى القول ان " الأحد الجسدي وحدود ظله " من شأنه أن يلغي الأسرة أو حتى الدولة الاجتماعية لأن دوره هو دور مبيد الشحومات القديمة الدينية والميتافيزيقية المطهرة " القديم الميت الذي ليكته نهائيا فكرة التقدم عندما سلخت منه كل الشحوم الدينية والاديولوجية .

 

انه العراء المطلق الذي لا يغطيه أي لباس أي  أي ثقافة يمكن أن يختلف حولها الناس.

 

 

ولكن التقدم البشري قاد الى وأد هذه الدعوة الاندماجية المثالية الانقاذية وأحل محلها دعوات اندماجية واقعية في الدولة أو الحزب أو الطبقة أو " الانسانية " وكلها دعوات ثقافية سياسية اقتصادية حضارية تشترط اذابة الذات الفردية ان كثيرا أو قليلا فيما هو فوق هذه الذات الأصلية التي تبذل قصارى جهدها للدفاع عما يميزها عن غيرها حتى بين الابن والبنت من الصلب الواحد لأنهما ليسا تكرارا لذات سابقة ولكنهما يتضمنان اضافة ومن يحاول الدمج بينهما فعليه التنبه الى أن الاضافة ليست هي الأصل و انما هي اضافة .

 

العصيان هو سمة أساسية يتسم  " الواحد وظله " لأنه يأبى الاندماج في غيره المتميز هو أيضا والمحرك الطاقي في كل انسان هو محرك ثناني الدفع يتراوح في غياب حالة القرار والاستقرار التي تعني الموت بين العصيان والامتثال واذا ما طبقنا ذلك على حالة مثل حالة الزواج بين رجل وامرأة مسكونين بالتناقض بين وجودين يستميت كل واحد منهما في الدفاع عن  " ظله" المميز تطرح قضية حقيقية هي ما هو نوع التعاقد بينهما حتى يحصل تآلف ظرفي مجبر على التجدد الدائم طيلة دورتيهما الحياتية  ؟

 

هذه المسألة لا تطرح عند عامة الناس بسبب سهولة التآلف التي تكرسها الذهنية السائدة في فضاء معين وسهولة الغاء عقد التآلف أيضا ولكنها تطرح عند المسكونين و المسكونات بشعور حاد بالتميز الذي يلغي المشاغل الزوجية الدارجة والمشاغل المالية والطبقية وكل حواشيها .

 

هذه المسألة  لا تطرح كذلك عند من تقلصت عندهم مشاغل التميز بسبب انخراطهم  في منظومة من المنظومات النقابية أو الحزبية أو الايديولوجية وهم عادة ما يسمون ب " السرب " أو القطيع أو الجمهور لأنهم لا يفكرون عادة بأنفسهم ويوكلون أمرهم لهذا التنظيم أو ذاك أي لهذا الشيطان أو ذاك وفي الحالتين معا هو يتنزل منزلة الالاه " الأحد  بحاشيته " .

 

21 جويلية 2019،

 

يوم مولدي ، وتوضيحا لمن هنؤوني بعيد ميلادي وكذلك لمن رموني بأبشع الصفات لأنني  نشرت صورة للسلفي راشد الغنوشي عنونتها ب " نقار الخشب " تونسيا ومغربيا  أو ما أفهم من كلمة الاضافة حضاريا .

 

 أنا مثل غيري من الناس بذرة ولتكن قمحا . واذا كان من أطلق علي اسم محمد أو حمادي يوم ولادتي في 21 جويلية    1948أقصد أبي  المؤدب الغالب وأمي الأمية المغلوبة فهما معا لا يعرفان عني في حقيقة الأمر شيئا  وهذا ينطبق على ضابط الحالة المدنية  الذي أثبت أنني وليد تونسي ذكر وليس أنثى بكل ما ينجر عن ذلك من انتماء وطني وديني و…

 

ألصقت بي ، اذن ، صفات ظل محددة في ظرف زمني محدد وكان يعتقد أنها ستلازمني جسدا ونفسا وانتماء ملازمة الجسد بشرته وقشرته طيلة دورتي الحياتية المعروفة من دون تفاصيل .

 

ما سبق هو ما يسمى بالشكل الشبيه بجلد الثعبان القادر على التخلص منه واستبداله بآخر من دون الحاق أي ضرر بجسد هذا الثعبان لأن مضمون جسده باق حي بفعل الدماء التي التي تمده بسبب البقاء وهذه الحقيقة لا يستوعبها من لا يفهمون العلاقة الجدلية الحياتية بين الجسد وجلدته أي العلاقة الكلية فيعمدون نتيجة هذا الفصل الى استبدال قشرة سلفية على سبيل المثال بقشرة حداثية أو ملحدة فوضوية  من دون التفكير في أن ذلك يقتضي استبدال هذا الجسم نفسه بجسم مغاير لأنننا بازاء تغيير جيني .

 

هذه البذرة التي ستولد سنبلة على سبيل المثال لا يمكن لسنبلتها الوليدة أن تختار بين البقاء والموت أي الذبول لأنهما مشروطان بارث جيني قاهر تتحكم في توجيهه سلبا وايجابا الثقافة التي يمكن أن تكون خيرا على الجميع أو شرا لأنها ايديولوجيا بمعنى الريح في علاقتها بالمركب الحياتي  اما أن تدفعه الى الأمام أو الى الوراء أو تكون ريحا " ميتة " فاقدة التأثير الفعلي   الذي هو غير غير التأثير النظري وكل هذا يطرح مسألة الاضافة التي شغلت أدمغة كبار الحائرين والتي تتلخص في السؤال ما ذا نبقي من السنبلة اذا أصيبت بعارض وما ذا نزيل منها ؟ أي بعبارة أخرى ما ذا نزيل من القديم  الموروث وما ذا نبقي لأنه من غير المفيد عند الفرد والجماعة أن يزال كل شيء أو يبقى على كل شيء لأن المطلب الأخير هو التوازن الذي تقوم عليه الحياة الانسانية المرضي عنها المنشودة ؟

 

درج المتعلمون في فضائنا على التهاون في استعمال لفظ الاضافة فحصروها عموما في البشرة والقشرة أي ما يسمى بالشكل فهذا ينال شهادة دكتورا دولة حبرها عن الغزالي وقيل عن مؤلفه أنه يمثل اضافة في حين أن الغزالي هذا ليس أكثر من قشرة مفصولة عن لحمها وذاك ينال  شهادة دكتورا  دولة  حبرها  عن خصم الغزالي وقيل انه يمثل اضافة في حين أن هذا الخصم  ليس أكثر من بشرة  مفصولة عن لحمها ومن يكتب شيئا عن قشور وبشرات أجسام ماتت ودفنت لا يمكن أن يكتب اضافة حقيقية لأي شيء لأن الحياة التي نعرفها لا الحياة المتخيلة الواهمة لا يمكن أن يقوم مقامها الا حياة يلتصق فيها الشكل بالمضمون التصاقا لا ثغرة فيه وهو ما يعني التطابق في حده الأدنى أو ان شئت  الدمج والوصل والتواصل والمد الذي هو غير النقطة وبهذا التواصل وحده يمكن الحديث عن الاضافة الجدية الحقيقية التي تمثل محرك الدماغ البشري غير الصدئ أي اللماع .

 

تأملوا حركة المد والجزر في علاقتهما ب" الزبد الذي يذهب جفاء " وستفهمون ما أقصد جيدا فوضعنا الحضاري اذا كنا نتشاءم منه فليس مرد ذلك الى قصور في أدمغة 100 مليون شمال أفريقي لسبب بسيط هو أنهم بشر يمتلكون طاقات كبيرة ولكن هذه الطاقات هي طاقات " زبدية " تذهب جفاء  بسبب خلل في الدمج بين قوة الماء وزبده أي بين الشكل والمضمون أي بين التفكير النظري والممارسة أي بين هذه الانتفاضات المعلنة و غير المعلنة التي تبدو زبدا و الجسم الاجتماعي أي الماء المستميت في الدفاع عن وجوده ولكن لا يتمكن من التعبير عن رغباته العميقة المتمردة بسبب فقدان من يعبر عنها ثقافيا عضويا لأن مثقفيه لم يتمكنوا هم أيضا من تجاوز الفصل بين القشرة /البشرة  ومقومها الجسدي غير المثالي الاصطناعي أي الاجتماعي العميق أي فهم الحياة ديالكتيكيا .

 

ستتكاثر الانتفاضات في فضائنا نتيجة هذا الخلل الادماجي الوصلي في حياة مجتمعات فضائنا ولسوف تقدم السلط الحاكمة مراهم لعلاج هذا الخلل وكلها مراهم قد تهدئ ولكنها لن تعالج أي مرض حقيقي لأن من لا يتبين أسباب المرض بوضوح ليس في امكانه أن يكون غير طبيب أمراض جلدية.

 

كتبت هذا لأن تونسيا سلفيا عاريا حتى من قشرة / بشرة جسمه الخاص به هو نفسه اللابس قشرة غيره الميتة نصحني بالتتلمذ على " نقار الخشب " التونسي راشد الغنوشي من دون أن يعي أبسط الأشياء وهو أن لكل واحد " برا زه " المميز وحتى اذا كان " برازي " مثل كل براز " مقززا " فرائحته ليست بنتن براز " نقار الخشب " أي هو براز نسبي يختلف في رائحته عن " براز " السلفيين التونسين وغير التونسيين ولهذا أقول  " لكم برازكم ولي برازي " !

 

المنسبة التونسیون والبحث عن" العصفور النادر" التونسي شحما ولحما وعظما

بقلم محمد الناصر النفزاوي .

2019 جویلیة 26

 

بلغ استیاء المنسبة من واقع البلاد الفكري السیاسي أقصى ما یمكن أن یبلغ وھم یلمسون بأصابع الرجل ضحالة تكوین أغلب المترشحین لسیاسة ھذا البلد الذي ولد المدرسة التنسیبیة التونسیة والشمال أفریقیة القائمة على فھم عمیق لأسباب الخلل الدماغي الأصلي المتمثل في موروث سیاسي یفصل ھذا الدماغ نفسھ عن بقیة جسده الاجتماعي مما ولد في التفكیر السیاسي وفي الأدب والفن وبقیة أنشطة الانسان الشمال أفریقي انشطارا في كل شيء تقریبا یلمسھ المرء عندما یقرأ كتابا أو یستمع الى أغنیة أو یحضر لقاءا سیاسیا .

تدریس الفلسفة نفسھ یعاني من ھذا الانشطار على الرغم من تدریس الجدلیة لأنھا اقتصرت على حصرھا في الخطاب بمعنى أنھا یمكن أن یتأثر بھا من یسمون بالیساریین الذین سیتجندون للتصدي للسلفیین ولكنھم لن یكونوا على وعي أن ھذا التصدي لا یمكن أن یكون الا شكلیا قشریا خالیا من المضمون الاجتماعي المحرك والحاسم مما یفسر ادعاءھم أن انحسار تأثیرھم القدیم والمتزاید حالیا مرده الى جھل عامة الناس بأنھم ھم وحدھم " المخلصون " تماما مثلما یدعي السلفیون لأن الجمیع ، یساریین وسلفیین ، لم ینفذوا الى حقیقة أن المضمون انما یعني الطاقة المحركة تماما مثل البنزین الذي لا قیمة لأي محرك من دونھ أو مثل اللغة التي ان لم یجددھا الناس حتى باللجوء الى الدارجة التي یستعملونھا كل لحظة ویوم فھي الى تراجع محتوم : لا قیمة لأي محرك مھما غلا ثمنھ مثل الدستور ولا قیمة لوعاء من دون محتوى لأن الأمر یتعلق بالمضمون الذي یمكن أن یكون كیروزین أو زفتا أو زیت زیتون والاختیار ھنا ھل الفیصل .

ما ذكرنا یطرح مسألة أم غیر ثانویة لأنھا تتعلق بمسألة الدمج والوصل والربط في كل المستویات ومن الصعب بیان خطورتھا بمعنى أھمیتھا ان لم نستعن بما عرفنا من تقدم في میدان المواصلات وخاصة الأنترنیت وما یحیط بالخلل في الربط Connexion.

في بلدنا تونس لا تكوین فكریا سیاسیة صلبا یطبع السجالات التي نرى كل یوم ولھذا السبب غرق محترفو السیاسة الجاھلون بأبعاد المسألة الحضاریة في مستنقع البحث عن " عصفور نادر " ینقذ البلاد من ورطتھا الحضاریة في جل تام بعالم الملاكمة الذي یمیز بین أصناف الملاكمین لأن فیھم من ھو من وزن الریشة وفیھم من ھو من وزن الذبابة وفیھم من ھو من وزن الدیك في حین أن

تونس الحضاریة لا علاقة لھا بھذه الأصناف لأنھا تتنزل في منزلة وزن المتوسط لأن ھذا الوزن بالذات یتوفر على شحم ولحم وعظم لا ئق أي ھو وزن مفید و المنسبة التونسیون یتعلقون بمفھومي الفائدة والحاجة وعندما بلغ القرف عندھم أقصى ما یمكن أن یبلغ شرعوا في البحث عن " عصفورھم النادر " الخاص بھم معتمدین على تفكیرھم الحضاري ولقد عثروا علیھ في شخص مثقف

تونسي من سكان الطابق العلوي في الوعي ، نظیف الید واللسان ، غیر میال الى  التشبھ بالطاووس ، واع بقدراتھ النسبیة و بوضع بلده في المحیط المجاور خاصة ، ولد سنة 1950 بعد أن انتھت أساطیر الأولین حول مقاومة " الاستعمار " :انھ عبد الكریم الزبیدي الذي لا ینتمي الى الساحل أو نفزاوة ولكن الى تونس وتونس فقط .

 

ما يحتاج اليه التونسيون اليوم لا غدا : التصويت في التشريعية لمرشح اتحادي نقي نسبيا أي بالمقارنة بغيره من الدستوريين والسلفيين  على حد سواء

 

06 ماي 2019

بقلم م. ن النفزاوي

 

  1. لا حظ كثير ممن يتابعون كتابات عدد من التنسيبيين التونسيين عزوفهم عن المشاركة في النقاشات حول ما يحدث في تونس اليوم لأنهم من دعاة جمهورية تونسية ثالثة تجب ما سبقها من نظم حكم رغم أنها لا تستند الى قاعدة شعبية يمكن أن تقوم مقام الأساس في هذا البناء الجديد المنشود.

 

  1. يقوم تفكير هؤلاء المنسبة أساسا على الحاجة الاجتماعية التي تمثل الشرعية الوحيدة في هذا البناء فما لا يستجيب للحاجة الاجتماعية الفكرية السياسية الاقتصادية الغالبة على مشاغل أغلبية الناس يجب أن يدرج ضمن ما يسمى ب "التلهية " أو "المراهم " ذات التأثير الايجابي المؤقت.

 

  1. الانتخابات التشريعية على مرمى شهور قليلة وأغلب من سيشاركون فيها هو في وضع المحبط ان قليلا أو كثيرا بسبب غياب بوصلة ترشد هؤلاء الحيارى الى الاختيار الأفضل خاصة أن كثيرين منهم توزعوا بسبب فشل الحزب الفائز في الانتخابات السابقة بين أنصار دعاة الحداثة بالمعنى الذي فهمه منه الحبيب بورقيبة والسلفيين ولا واحد من هؤلاء جميعا يتوفر على نظرة محينة لمشاغل أغلبية الناس الحياتية الحقيقية أما اليساريون التونسيين الذين كان يفترض فيهم أن يكونوا عنصرا تعديليا بين هذين النقيضين اللذين لا يلتقيان فالسمة الأساسية الغالبة عليهم هي التشتت لأنهم ورثوا " جينيا " فكرة القيادة مدى الحياة على فقر مدقع في القدرة على التنظير الفكري السياسي المحين.

 

  1. لا يمكن للمنسبة التونسيين والحالة على ما وصفنا ألا يشاركوا على الأقل  برأيهم في هذه  " المعمعة "  لاعتبارهم أن هذه المسألة هي الأهم وما عداها يتنزل في مرتبة ثانوية . 

 

5.مضمون هذا الرأي  هو التالي :

 

كان التنافس بين الحزب الدستوري الواحد والاتحاد العام التونسي للشغل قائما منذ الاستقلال يخفت تارة ويستفيق أخرى ولقد  بذل هذا الاتحاد أقصى ما كان في امكانه أن يبذل من جهد لنيل استقلاله عن التوجيه السياسي الاقتصادي الدستوري و كنت شخصيا  من أشرس المدافعين عن هذه " الاستقلالية " وحصر النشاط النقابي في المجال الاجتماعي  رغم ايماني بتهافت هذا الاختيار لتداخل النشاطين السياسي والاجتماعي ولكنني أرى اليوم وجوب تجاوز هذا الفصل لأن الواقع كذبه وأنا أقول بالواقع قبل قولي بالتنظير.

 

عمليا  وحتى لا أطيل  وانسجاما مع تفكيري  يفرض الواقع الفكري السياسي التونسي اليوم في غياب شظايا سياسية تسمي نفسها " قوى " سياسية تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل على ما نعرف فيه من نقائص في الشأن السياسي وبالتحديد في الانتخابات التشريعية من خلال دعم مرشحين نظاف سأكون من أوائل المصوتين لهم لأنني متأثر قبل فرحات حشاد بمحمد علي الحامي والطاهر الحداد وقبلهما بالتجربة النقابية الألمانية : هذه

.هي الكتلة الاجتماعية  السياسية التونسية  الوحيدة القادرة على تحقيق توازن حقيقي في تونس.

 

بلاد المغرب وفرنسا الاستعمارية قبل الاستقلال وبعده .

قراءة دماغية غير مثالية

 

بقلم محمد الناصر النفزاوي

 

ما قرأت شيئا عن بلاد المغرب الا وتذكرت قصة الحمامة المطوقة وطريقتها في احباط محاولة الصياد صيد مجموعة الحمام المنهمكة في البحث عن قوتها اليومي . الحمامة المطوقة هي  محمد بن عبد الكريم الخطابي والحمامات المنشغلة بالبحث عن قوتها الفردي هي ليبيا وتونس والجزائر ومراكش وموريتانيا. هي مختلفة الألوان وما يبدو لها من خصوصيات تميز الواحدة منها عن الأخرى ليس في نظري أكثر  من وهم يكذبه أصلها الواحد وطموحها السياسي  العميق الحقيقي الواحد.

 

هذه الصفحات لن يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة لأنها  ستكون كثيفة التركيز مقتا مني للكتابات السمينة شحما الفاقدة لعمود فقري صلب وهذا الأمر طبقته في " شذرات من حياتي " التي نشرتها هذه السنة.

 

 هذه الصفحات يمكن  أن تدخل ضمن ما يسمى ب " صراع الأمم " أي هي تتناول "الصراع " بين  "الأمة الفرنسية " و"الأمة المغربية " في الكثير من أبعاده ذلك أن التفكير السياسي الفرنسي كان يرى في كل بلدان أفريقيا الشمالية  أي بلاد المغرب فضاء استعماريا واحدا لسبب تاريخي يعود الى القرن التاسع عشر أما التفكير السياسي الشمال الأفريقي ممثلا في رموزه "التحريرية" فلم يرق الى مستوى التفكير الاستعماري الفرنسي فتشتت نتيجة ذلك الى  حركات "وطنية" خاصة بكل بلد على حدة حاولت أن تستنسخ حركات التغيير في فرنسا متجاهلة أن الاستنساخ في هذا المجال لا يمكن أن يولد غير كائنات مشوهة .

 

الشخصية الفكرية السياسية الوحيدة التي رفضت عملية الاستنساخ هذه  هي محمد بن عبد الكريم الخطابي وشيعته الذين خلد تفكيرهم علي الحمامي في " ادريس . رواية شمال أفريقية "، الرواية الوحيدة التي حرصت على نقلها الى العربية بسبب خوفي من الترجمة لعجزها الطبيعي عن نقل روح أي نص .

 

قادة الحركات " التحريرية " في كل بلدان الشمال الأفريقي استقر رأيهم نهاية خمسينات القرن العشرين ، وكلهم ذوو تكوين فرنسي لغة وقيما ، على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي قال أن لا جدوى من تحرير بلد مفرد من بلدان شمال أفريقيا  اذا  بقيت بقية البلدان مستعمرة هو رجل يعاني من "الخرف" في حين أن التاريخ الفكري السياسي يثبت صحة تفكيره وتهافت تفكيرهم جميعا من دون استثناء .

 

ها قد اتضح  ، اذا ، موضوع هذه الصفحات  و سنقسم محتواها  على هذا الأساس. 

 

 بلاد المغرب بين " نجم شمال أفريقيا " ومحمد بن عبد الكريم الخطابي  :

 

لن أتناول هذا الموضوع على الطريقة التقليدية الدارجة في كل الكتابات التي تتعلق بهذه المسألة لأنها لم تفدني كثيرا في فهم هذه المسألة لأن طريقتي في تناولها تستند الى التمييز بين نشاطين متقاربين هذا  اذا  لم يكونا متداخلين أحيانا مما يمكن من اندماجهما حينا وتباعدهما حينا آخر  في الدماغ الفكري السياسي .

 

المعاجم التي ترادف بين الفعلين المعرفيين ذهن وعقل ينجر عن هذا الترادف فيها تقسيم منطقي  ولكنه غير سليم  هوالقول بذهنية الشعوب وعقلية الشعوب وكأنهما غير متداخلين أما نحن التنسيبيين التونسيين والمغاربة فنخطئ هذا القول  لأنه  لا يفيدنا لأن منتهى  هذا التقسيم هو القول  بالتسيب في حالة الذهن والسد  والضبط في حالة العقل مما ينجر عنه منطقيا تجريم كل نشاط يوصف بالتسيب والاعلاء من شأن كل نشاط يوصف بالضبط والعقل و" العقلانية ".

 

الطبيعة البشرية ترفض هذا التقسيم وهي المحك الحاسم عندي لأن الدماغ البشري ومن ثم الذهنية والعقلانية يكذب في الواقع لا في التصور هذه "الخرافة" لأن العلاقة وثيقة بين الذهنية والعقلية بل ان الذهنية هي السابقة لأنها الأكثر طبيعية أي تجذرا في الانسان مما يفسر امكان استفاقتها في ظروف معينة تضعف فيها وطأة سيطرة العقل ومشتقاته لأنها ثانوية اصطناعية مقارنة بما هو طبيعي أي أساسي .

 

ما حدث في تاريخ فضائنا المغربي اذا طبقت ما سبق أن قلت ليس اكثر من هذا التراوح بين الذهنية والعقلانية على مر كل الأزمنة على الرغم من علاقتهما الوثيقة وكل الانقسامات الاجتماعية السياسية التي عاشها ليست الا تعبيرا عن هذه الحقيقة التي تتجاوز الانقسامات الدينية والفكرية التحديثية والانتماءات الى الشرق والغرب على حد سواء.

 

ما هي علاقة ما سبق بموضوعنا ؟

 

لقد حاولت أن أفهم سبب اتهام سياسيي بلاد المغرب محمد بن عبد الكريم الخطابي ب "الخرف" وكلهم من دون استثناء فشلوا عند تسلمهم الحكم في انجاح مشاريعهم "التحريرية" ولم  أجد اجابة تقنعني غير أن الصراع  الدفين بينه وبينهم كان في الحقيقة تنافسا وهميا غير طبيعي أي اصطناعي بين نشاطي دماغ واحد غلب فيه في فترة ما نشاط العقلية على الذهنية  لتستفيق في ما بعد الذهنية بكل ما تتضمن من أبعاد " أخلاقية" ودينية ومعاداة غرب  محكوم بغلبة العقلانية على الذهنية .

 

محمد بن  عبد الكريم الخطابي عبر في فهمي الخاص عن تلاحم نشاطي الذهن والعقل ولهذا السبب وحده تمكن من التغلب في فترة ما على جيوش فرنسا واسبانيا مجتمعة أما من وصفوه ب "الخرف" فكانوا محاربين للذهنية داعين الى العقلانية في وجهها الفرنسي ولقد طرحت على نفسي السؤال التالي : لم غاب ذكر الخطابي ، الا في حالات نادرة ، في كل ما ذكر من أنشطة نجم شمال أفريقيا ومكتب المغرب العربي في القاهرة حتى بداية خمسينات القرن العشرين ؟ ولقد كان جوابي لنفسي هو أن الخطابي كان يمثل عن غير وعي تنظيري وحدة نشاط الدماغ الشمال الأفريقي مما يقود منطقيا الى فهم الصراع بين فرنسا وشمال أفريقيا صراعا بين أمم مختلفة لا مجال للتوفيق بينهما الا على أساس من المصالح المشتركة التي ترفض كل تبعية هذا لتلك .

 

قد يكون هذا الفهم غير "واقعي" ولكن من قال ان الواقعية تصلح تبريرا للتبعية في كل شيء ؟ وهل قبلت الأمة الألمانية أن تتبع الأمة الفرنسية التي اجتهد نابوليون في غزوها بداية القرن التاسع عشر مما ساعد على توحيدها في ما بعد ؟

 

الصراع بين فرنسا وألمانيا هو صراع بين أمم . أما أشكال الصراع  بين فرنسا

وسياسيي بلدان شمال أفريقيا فكان منذ البداية صراعا فاشلا أي أن " الدودة كانت في الثمرة " لأنه لم يرتق الى صراع أمم لأنه بقي محصورا في نطاق التبعية لهذه القوة الغالبة أو تلك ومثل هذه التبعية هي تبعية ترهن مستقبل أجيال وأجيال حتى لا نقول انها تصبح ضرورة  حياتية مثل ضرورة الماء للحياة .

 

حاولت الناصرية والبعثية اللائكيتين و"الاسلامية السلفية " نقيضتهما  أن تعثر على حل يخرج الفضاء المغربي من حالة الشتات  الذي هو عليه وفشلت جميعها لسبب واحد هو أنها سعت الى تبديل تبعية بأخرى في حين أن الجسد الاجتماعي المغربي يحتاج في حياته الواقعية ، مثل كل جسد ،   الى هوائه الخاص الذي يضبط تنفسه الخاص لأن تنفسه محكوم بمناخه ومطره وغذائه وكل هذه الخصائص لا تتوفر في غير فضائه الخاص  مهما بلغ مستوى تلوثه  أو مستوى  " تحضره" لأنه يمكن للشمال الأفريقي أن يعوض التنقل على البغال بالتنقل عبر السيارة أو الطيارة ولكنه لن يتجاوز وضعه الحضاري  الا بتضييق الشقة بين الذهنية الغالبة السائدة والعقلية المنشودة وهي مطلب فئة صغيرة لا جذور اجتماعية عميقة تسندها   وهما معا خاصتان تميزهما عن بقية بقية الذهنيات والعقليات المعروفة في كل بلاد الأرض من دون استثناء.

 

لماذا أهمل مثقفو بلاد المغرب تعريب " ادريس. رواية شمال أفريقية " وهم مزدوجو اللغة ؟

 

على الحمامي لا يحبه الشرقيون عموما وعدد كبير من مثقفي بلاد المغرب لا بسبب الجهل وحده ولكن لأنه "يتنفس" مغربيا بل خطابيا وبقي مخلصا  لنظرة الخطابي الاستراتيجية  التوحيدية لبلاد المغرب  ومن ينسبه هذا أو ذاك من مثقفي بلاد المغرب الى بلده الخاص فهو أعشى لا يعد بما يكتب .

 

ولكن علي الحمامي نفسه الذي ألف رائعته في مدح الخطابي  وشيعته الفكرية السياسية لم يتفطن السبب البعيد الذي كان وراء خذلان سياسيي بلدان المغرب الخطابي وهو سبب ليس من السهل تبينه من أول وهلة .

 

لا سبيل الى فهم هذا السبب اذا لم نميز بين مفهوم الالتزام بقضية من القضايا مثل تحرير كل بلدان المغرب الذي بنى عليه كل السياسيين مستقبلهم السياسي الوطني كل في مجاله الخاص  ومفهوم "الشهادة" في المصطلح الدارج عندنا والذي يعني في نظري " الانتحار الايجابي " والشجاعة على الاقدام عليه من أجل قضية يرى "المنتحر الايجابي " أنها تحقق لذته ان عاجلا أو آجلا  : هذا النمط من "الانتحار الايجابي " وحده هو الذي يمكن من فهم اقدام  الشاب شي غيفارا في أمريكا اللاتينية ومصطفي بن بولعيد في الجزائر على بعد موقعيهما الجغرافيين  واختلاف نظرتهما اذا  لم نقل تضاربهما الى الأشياء وكذلك محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كان "انتحاريا ايجابيا " في تركيبتة الذهنية ولا أقول العقلية .

 

اقرؤوا ما شئتم من الكتب حول هؤلاء الرجال و ستلاحظون أن ما يجمع بينهم جميعا هو على مستوى الدماغ تقلص الاهتمام بما سيصيرون اليه اذا انتصرت قيمهم وتضخم الاهتمام عندهم  باللحظة التحريرية التي يعيشون ثم لا تنسوا أن تلاحظوا أن مصائرهم جميعا من دون استثناء هم ومن شابهوهم كانت "مأساوية"  لأنهم طلبة تغيير من الجذور لا من السطوح  وهم الوحيدون الذين أعدهم منشئي فكرة التقدم البشري لا التقدم الأناني الخاص بأمة من الأمم أو شعب من الشعوب ..

 

اقرؤوا الآن ما شئتم  من الكتب حول الرجال الذين  دعوا قبل الاستقلال الى تحرير بلاد المغرب  ثم تسلموا الحكم بعد الاستقلال وسترون  أن ما يجمع بينهم  هو تضخم الشعور بما سيصيرون اليه بعد الاستقلال وتقلص الاهتمام بوضع مواطنيهم الاجتماعي الاقتصادي في اللحظة التحريرية التي عاشوها مضافا اليه تضخم ذاتي يختزل جميع  الناس في فرد أو جماعة أو جهة .

 

تونس عصب  شمال أفريقي متشنج

 

علاقة ليبيا بجنوب تونس شبيهة بعلاقة الجزائر بتونس في شمالها الغربي مما يفسر تاريخيا دور الجزائريين  البارز في نشأة حزب الدستور التونسي وحتى في خصومته الداخلية ولكن ضآلة  دور الليبيين مرده الى أن ليبيا كانت مقسمة الى ولاء شمال أفريقي وولاء لمصر كان له تأثير بالغ فيها لحضارة مصر الضاربة في القدم والتي تتوفر على  امكانات كبيرة  ومتنوعة بل متضاربة اضافة الى أنها في الفترة التي نتناولها بالحديث كانت تضم احتياطيا بشريا قريبا من العشرين مليون ساكن أي أكثر بكثير مما كانت تعد ليبيا و موريتانيا مجتمعتين .

 

ما نقول  هو السبب الذي وقف وراء ادراج الكتابات الأمريكية و الانكليزية المتعلقة بشمال افريقيا  ،على عكس الكتابات الفرنسية  ، ضمن ما تسميه بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط لأنها تنطلق من فهم بترولي للمنطقة لا من واقع انتماء شعوبها  الذهني ومن ثم السياسي والوطني.

 

الكتابات الفرنسسية وحدها هي التي كرست مفهوم الانتماء البربري La Berbérie القديم ومن بعد مفهوم المغرب Le Maghreb  أما نحن فقد فضلنا مفهوم بلاد  المغرب  لأنه مفهوم جغرافي مناخي لا لون ايديولوجيا له  لأنه يفيد وحدة الذهنية من  دون أن يغفل  مختلف أشكال التعبير عن هذه الذهنية لأن طريقة التعبير عنها عند شخصيتين بربريتين تغييريتين أخذتين بفكرة التقدم  مثل عبد الكريم الخطابي في الريف  والحسين  آيت أيت أحمد في بلاد القبائل الجزائرية تختلف عن طريقة التعبير عنها في المنطقة المغربية الواحدة مثل مراكش المخزنية  التي قاومت فيها ذهنية علال الفاسي ذهنية  الخطابي ومثل تونس التي شن فيها بورقيبة  حربا عشواء على الذهنية الريفية في بلاده وأطلق عليها صفات الجهوية والعروشية والقبلية في حين أن هذه القبائل  بتقاليدها "المنحرفة" هي التي عبرت عن روح "المقاومة " الحقيقية : المقاومون في كل بلدان أفريقيا الشمالية لم يكونوا يتقنون العربية أو الفرنسية  . كانوا يعبرون عن روح المقاومة بلهجاتهم  المختلفة ولقد انخرطوا فيها  لأن قادتهم مثل عبد الكريم الخطابي وحسين وأيت يدر في مراكش وآيت أحمد كانوا يتقنون لغات  مثل الاسبانية والفرنسية ولكنهم فهموا أن النفاذ الى عمق أعماق الشعوب يكون عن طريق معرفة لهجاتها  وهذه اللهجات على ما يقال فيها تعبر عن جزء من هذه الجذور .

 

كان في نيتي أن أتوسع في هذا الموضوع أكثر مما فعلت ولكن وضعي الصحي العام  الخاص حال دون رغبتي لذلك سأقتصر على ما كتبت وعلى من يهمهم الأمر أن يتوسعوا فيه ويثروا  مضمونه .

-----------------

الكلمة المفتاح لحل مشاكلنا في تونس وكل بلاد المغرب أقصد  كلمة التنسيق /الملاءمة  والمواءمة في لغتنا و Réglage /Synchronisation في غيرها .

 

بقلم محمد الناصر النفزاوي

3 أوت 2019

 

لست من القائلين بما يسمى ب "المعضلة" في ما يتصل بحياتنا  في تونس وفي كل بلاد المغرب  بسبب قدرة الانسان الفائقة على حل ما يعترضه من صعوبات وما كان يسمى بالمعضلات قديما أمكن حل الكثير منها في عصرنا عندما عرف الناس  الطريقة المثلى للتعامل مع هذه "المعضلات " والمرض الفكري السياسي الذي نعاني منه اليوم هو الدوران في حلقة مفرغة جرتنا اليها القولة " الطبيعة تكره الفراغ " التي لم تفهم على أساس صحيح فخيل الى أغلب محترفي السياسة في فضائنا  التونسي و المغربي أنهم المقصودون بهذه القولة ونسوا أن هذه القولة يجب أن تقترن ب " البقاء للأصلح " بالمعنى الدارويني الحيواني الذي يعنى اذا حولناه الى النشاط الانساني ضرورة ازالة من يحب امتهان السياسية من دون أي مؤهلات .

 

2.لست ممن يأسفون على انحسار الموجة اليسارية القشرية غير العضوية  في تونس وبلاد المغرب لسبب بسيط هو أنني اذا كنت سبق أن تحدثت عن " الدودة "في الثمرة " في ما يتصل بالتأريخ للحركات الوطنية في تونس وفي كل بلاد المغرب فأنا لم أستثن اليسار من حكمي لأنه يسار القشرة المفصول عن الجسد الاجتماعي الحقيقي والذي اذا كان يمعن في الحديث عن الديالكتية خطبا ومحاضرات وتدريسا وتدوينات فيسبوكية فقد بقي أعمى غير مبصر لما يعتمل حقيقة في أحشاء المجتمع بمعنى أنه كان يعيش حالة خلل في ما يسمى ب Réglage وأنت عندما لا تتمكن من من تعديل ساعتك فكيف يمكنك أن تنصح الناس باعتماد توقيت مغلوط ؟

 

لن يموت اليسار التونسي لأنه جزء من واقع هذه البلاد وفيه مناضلون أخلصوا لمبادئه التقدمية التي تناقض ثقافة المؤدبين السلفيين ولكنه سيتجه في اعتقادي بصفتي مدرس حضارة حديثة   الى مزيد من الربط بين ما يؤمن به وما يطبق لأنه يشبه هذا الثعبان الذي أحب لأنه يعمد في كل مرة انسجاما مع قانون الطبيعة  الى المواءمة والملاءمة و synchronisation بين قشرته ومقومات جسده الحقيقية غير الشحمية أقصد عموده الفقري .